أكد الباحث التاريخي، محمود بقلاوة أن «الرموز الدلمونية ترتبط بالمعبد والشخصيات المهمة»، مبينا أنها «رموز اتصالية تقتصر على الثقافة الدلمونية».
وقال خلال محاضرة «العلامات الرمزية التعبيرية الدلمونية» التي أقيمت بجمعية البحرين للفن المعاصر: «نعتمد على مصادر مادية أساسية في تحليل العلامات ذات الدلالات الرمزية التي نستخلص منها المفاهيم الدينية والعقيدية والممارسات والشعائر».
وبين أن «العلامات الدلمونية رموز دلالية لنظام اتصال محلي بدائي ترك مؤشرات على نظام من العلامات الرمزية التي تطورت في ثقافة دلمون في الألفية الثانية قبل الميلاد».
وأضاف الباحث التاريخي بقلاوة: «تظهر هذه النقوش والعلامات والإشارات كرموز اتصالية في الغالب على الفخار والأختام الدلمونية المكتشفة في البحرين أو في جزيرة فيلكا بدولة الكويت وبعض القطع البرونزية، إلى جانب النحت على الحجر. شهد تطورها بمرور الوقت من الرموز الفردية على الفخار إلى تسلسلات أكثر تعقيداً على الأختام التي شكلت في النهاية وسيلة نظام اتصال محلي في مجتمع دلمون».
وبين: «تبرز هذه النقوش كرموز تتعلق بأشجار النخيل والمذابح والمعابد التي تشير إلى ارتباطات بعبادة الإله إنزاك». وأوضح أن «الرموز كانت حصرية لثقافة دلمون وخاصة بمؤسسة المعبد ولبعض الشخوص المهمة».
ولفت إلى أن الأختام الدلمونية استوحيت فكرتها من فلسفة الكون وبدء الخليقة لدى السومريين بحكم العلاقات القائمة المباشرة ومن خلال المدونات والنصوص الأدبية المسمارية السومرية والآكدية والشواهد الأثرية التاريخية للمدافن والتلال الدلمونية التي ترتبط بحضارة دلمون، بجانب المعابد الفريدة الخاصة بهوية دلمون.
وتابع: «تتجلى بوضوح الركائز العقائدية لدى الدلمونيين في تقصي ومعرفة سر الوجود ككل وإبراز الحياة الكونية والإنسانية وهي بذاتها متمثلة في قوة عظمى وجدت هذا الكون الهائل واستخلفت الإنسان (إنكي) السيد لإدارة وتعمير وحرث الأرض واستمرار الحياة والتواصل التاريخي وتهيئة الأرض وبخاصة أرض دلمون (الإقليم الخصب)».
وأقام صاحب المحاضرة معرضا مصغرا احتوى على عدد من اللوحات الفنية بألوان الأكريليك والوسائط المتعددة تبرز الجوانب الفنية التجريدية للأختام الدلمونية والرموز التعبيرية، واستعرض خلال المحاضرة التسلسل التاريخي للعلامات الرمزية الدلمونية التعبيرية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك