الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
جلالة الملك المعظم.. قائد العمل الدبلوماسي العربي
خلال «زيارة الدولة» التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، إلى جمهورية الصين الشعبية، اتضح لكل متابع للشأن السياسي والاستراتيجي، ولكل راصد للشأن الاقتصادي والتنموي، ولكل قارئ ومحلل للأخبار المنشورة، محليا وعالميا، وفي الوسائل الإعلامية البحرينية والصينية معا، أن جلالة الملك المعظم جسد دورا رفيعا ورائدا، لقائد العمل الدبلوماسي العربي، مع الحرص والاهتمام على تعزيز التعاون البحريني الصيني.
من يقرأ البيان المشترك بشأن إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البحرين والصين، سيجد أن البيان المكون من «ثمانية» محاور.. نصفه يركز على التعاون الثنائي.. والنصف الآخر «أربعة محاور» تتركز على التعاون الخليجي الصيني، والتعاون العربي الصيني، ودعم القضية الفلسطينية، ومبادرة البحرين لاستضافة مؤتمر دولي للسلام، وأهمية احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ودعم تسوية النزاعات والخلافات عبر الحوار والتشاور.
وكل من تابع جلسة المباحثات الرسمية، بين جلالة الملك المعظم وفخامة الرئيس الصيني، سيجد أن دعم التعاون العربي، والقضية الفلسطينية، والسلام العادل والشامل في المنطقة، والسعي إلى عودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران كجارة، والترحيب بالدعم الصيني لإرساء السلام وعودة الاستقرار في المنطقة.. قد أخذ حيزا كبيرا في جلسة المباحثات.. تماما كما كان التركيز والحديث عن علاقات الصداقة البحرينية الصينية، والمشاريع الاقتصادية والاستثمارية، واتفاقيات ومذكرات التعاون والتفاهم المتعددة.
وكل من توقف عند الكلمة الملكية السامية في منتدى التعاون العربي الصيني، سيكتشف أن الحديث عن الشأن البحريني والتعاون المشترك.. كان في مقابل التأكيد على التعاون العربي الصيني، ودعم القضية الفلسطينية، ووقف الحرب المستمرة في غزة، واحترام القانون الدولي الإنساني، ومبادرة مملكة البحرين لاستضافة مؤتمر السلام الدولي.
وفي لقاء جلالة الملك المعظم مع دولة رئيس الوزراء الصيني، تم التأكيد على التعاون الثنائي في مختلف المسارات التنموية بين البلدين.. تماما كما كان الموقف البحريني رفيعا وعميقا في بيان الإيمان بضرورة اعتماد نهج الحوار والدبلوماسية السلمية القائم على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والدعوة إلى اتخاذ المجتمع الدولي ومجلس الأمن لموقف حازم لوقف الحرب على غزة تمهيدًا لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وخلال لقاء جلالة الملك المعظم رئيس مجلس الشعب الصيني، ومع التأكيد على ما توليه مملكة البحرين من أهمية خاصة لعلاقاتها مع الصين، والتطلع إلى رفع مستوى التعاون في القطاعات الحيوية كافة.. فقد تناول اللقاء كذلك عددًا من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية.
كل ذلك الاهتمام الرفيع من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، خلال «زيارة الدولة» إلى جمهورية الصين الشعبية، وبعد مرور أسبوعين فقط من انتهاء أعمال القمة العربية، ومن قبلها الزيارة الرسمية إلى جمهورية روسيا الاتحادية، تؤكد أن جلالة الملك المعظم رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، هو قائد العمل الدبلوماسي العربي، الذي يحرص على خير ومصلحة مملكة البحرين، وكذلك خير وصالح الأمة العربية، والقضية الأولى «القضية الفلسطينية»، وترسيخ الأمن والسلام والتنمية، لحاضر ومستقبل المنطقة.
تلك رؤية حكيمة ونهج رائد لجلالة الملك المعظم، لقائد العمل الدبلوماسي العربي، التي سيتوقف أمامها تاريخ ومسيرة العمل الدبلوماسي العربي، بكل الإجلال والاحترام والاعتزاز.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك