كتب زينب إسماعيل:
أكد د. منصور سرحان، أحد رواد المكتبات الوطنية، والمدير السابق للمكتبة الوطنية أن ظهور مفهوم المكتبات الخاصة ظهر مبكرا في البحرين، في الوقت الذي تحدث عن تأثر حركة التأليف والكتابة بالمنطقة العربية.
وأشار ضمن فعالية «تاريخ المكتبات في البحرين» التي أقيمت بنادي العروبة الأربعاء (29 مايو 2024) إلى أن ظهور مفهوم المكتبات بدأ من المنازل انتقالا بمرحلة المكتبات التجارية التي تبيع الكتب، فمرحلة المكتبات الوطنية التي توفرها بالمجان.
قال د. سرحان: «برز في البحرين منذ دخولها الإسلام العديد من رجال الدين الذين ألفوا كتبا في مجالات مختلفة في الفقه والأدب والفلسفة والتاريخ والتراجم، بدءا من القرن الثاني الهجري». وأضاف: «تكونت لرجال الدين مكتباتهم الخاصة المليئة بالكتب والمخطوطات، حيث كانت تجمع في غرف النوم، ومن ثم في صناديق خشبية. واستمر الحال حتى القرنين 18 و19 الميلادي، حيث بدأت بالتطور بشكل منظم مرورا بنهاية القرن المنصرم، حيث أصبحت سمة المثقفين».
وأوضح: «كانت الكتب تجلب من الهند وإيران والعراق، وهي محدودة في نسخها ومنسوخة في معظمها بخط اليد».
وأشار إلى «تأثر حركة الكتابة والتأليف في البحرين في القرن 7 الهجري بالحركة الفكرية التي عمّت العديد من الأقطار العربية، حيث نبغ الشعراء والعلماء والكتاب، وهي بداية مرحلة نشاط حركات الكتابة والتأليف في المملكة».
أولى المكتبات
وتحدث عن «مكتبة آل عصفور التي تعدّ أول مكتبة خاصة تؤسس في القرن 18 الميلادي، حيث اهتم الجدّ الشيخ أحمد بن إبراهيم آل عصفور بتأليف واقتناء الكتب».
وتطرق د. سرحان إلى «النقلة النوعية التي شهدتها البحرين في تطوير المكتبات الخاصة على يد الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة في القرن 19 الميلادي. وهو يعدّ أبرز الشعراء والأدباء وأهم رواد تأسيس المكتبات الخاصة، وكان مجلسه ملتقى الشعراء والأدباء، واستفادت النسوة مما يدور في هذا الملتقى بوقوفهن بالقرب من النوافذ. كان الشيخ إبراهيم يشتري الكتب العربية المطبوعة في الهند. ويقتني المجلات والصحف الدورية، إذ اشترك في نحو 24 منها».
وتابع بالقول: «في العقد الثاني من القرن الـ20، ظهرت المكتبات التجارية التي تبيع الكتب، مما ساهم في نشر الثقافة بين أفراد المجتمع. ويعتبر الشيخ محمد علي التاجر أول من أسس مكتبة لبيع الكتب في عام 1920، وتقع شرق سوق الطواويش في المنامة. بقيت المكتبة نحو 47 عاما، حتى وفاة صاحبها».
وأردف د. سرحان بالقول: «تعدّ المكتبة الكمالية التي أسسها سلمان أحمد كمال في بناية يملكها بشارع باب البحرين في المنامة في عام 1921 المكتبة التجارية الثانية. زودت بالقواميس والأطالس والتراجم ومؤلفات المنفلوطي والمازني والزيات والقصص والكتب العلمية والتاريخية والأدبية، وما زاد شهرتها استيرادها الصحف والمجلات العربية من مصر. أما المكتبة الوطنية لإبراهيم عبيد فهي التجارية الثالثة التي تأسست في عام 1929 في سوق التجار بسوق القيصرية. في عام 1952، تنازل مؤيد أحمد المؤيد عن وكالتها بتوزيع الصحف للمكتبة، واستمرت بالعمل حتى نقل الوكالة إلى مؤسسة الهلال في عام 1970».
المكتبات العامة
وأشار د. منصور سرحان إلى «بدايات تأسيس المكتبات العامة على يد مدير المعارف أحمد العمران في عام 1945، حيث حوّل مكتبة مدرسة المنامة الثانوية إلى مكتبة عامة تقدم خدماتها للمواطنين، فيما أعلن افتتاح المكتبة العامة في عام 1946 بعد الانتهاء من ترتيبها وذلك بشارع الشيخ عبدالله ضمن بناية للوجيه منصور العريض، حيث حملت اسم «معارف حكومة البحرين المكتبة العامة».
وأوضح: «في عام 1954، أسست المكتبة الخليفية في المحرق، وذلك بفضل صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين السابق. وافتتح المكتبة العامة الثانية في المحرق في عام 1969 من قبل مديرية التربية والتعليم، تلتها مدينة عيسى والرفاع وجدحفص وسترة في عام 1976. أما في عام 2008 فافتتحت المكتبة الوطنية التي تتسع لنصف مليون كتاب».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك