العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

الـــهــانـــــي: ورش الــكـــتـــابــة هــــي تـعـزيـز ودعــم حقــيـقــي لصاحـب الفــكـرة الأســاسـيــة

الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

‭ ‬قال‭ ‬المخرج‭ ‬السينمائي‭ ‬حسنين‭ ‬الهاني‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الخليج‭:‬‭ ‬الدراما‭ ‬هي‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬نصوص‭ ‬رصينة،‭ ‬أسوة‭ ‬بما‭ ‬يُكتب‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬نصوص،‭ ‬عبر‭ ‬دعمها‭ ‬بأفكار‭ ‬ومواضيع‭ ‬ذات‭ ‬قصص‭ ‬ممتعة‭ ‬مشوقة‭ ‬مسبوكة،‭ ‬تتناول‭ ‬قضايا‭ ‬الإنسان‭ ‬المصيرية‭ ‬والمهمة‭ ‬ومعاناته‭ ‬وتطلعاته،‭ ‬ومواضيع‭ ‬الوطن‭ ‬والجمال‭ ‬والرموز‭ ‬الثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والروحية‭ ‬والفكرية،‭ ‬وبحرفة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬أسلوب‭ ‬الكتابة،‭  ‬وتحمل‭ ‬رسالة‭ ‬ومضامين‭ ‬تلامس‭ ‬تطلعات‭ ‬المجتمع‭ ‬وقيمه‭ ‬وتقاليده‭ ‬ومشاعره‭ ‬وذائقته‭.‬

بعد‭ ‬ظهور‭ ‬سينما‭ ‬المؤلف‭ ‬في‭ ‬أوربا‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬أربعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وسحب‭ ‬البساط‭ ‬من‭ ‬هيمنة‭ ‬الأستوديو‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬الإنتاج‭  ‬السينمائي‭ ‬وبالتالي‭ ‬التلفزيوني،‭ ‬أصبح‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ (‬نظرية‭ ‬المؤلف‭) ‬ينتشر‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬منها‭ ‬الدنمارك‭ ‬وإيطاليا‭ ‬وغيرها‭ ‬إذ‭ ‬تفضي‭ ‬هذه‭ ‬النظرية‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬منذ‭ ‬اللبنة‭ ‬الأولى‭ ‬وهي‭ ‬النص‭ (‬السيناريو‭) ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬لديه‭ ‬مايقوله‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬معين،‭ ‬وعليه‭ ‬أدت‭ ‬هذه‭ ‬النظرية‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭ ‬الفعالة‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬الأفلام‭ ‬والمسلسلات،‭ ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬بلداننا‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬كتاب‭ ‬محترفين‭ (‬مخضرمين‭) ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬لكن‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تغيير‭ ‬الدماء‭ ‬والخوض‭ ‬في‭ ‬تجارب‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كتُاب‭ ‬شباب‭ ‬لكي‭ ‬يعكسوا‭ ‬ما‭ ‬يفكروا‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬حياتية‭ ‬جديدة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم‭ ‬سيما‭ ‬الزمن‭ ‬المعاصر‭ ‬الذي‭ ‬انفجرت‭ ‬فيه‭ ‬التقنيات‭ ‬الرقمية‭ ‬الحديثة‭ ‬وزمن‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا،‭ ‬وهذه‭ ‬العوامل‭ ‬لها‭ ‬تأثيرات‭ ‬كبيرة‭ ‬تلقي‭ ‬بضلالها‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتنا،‭ ‬فمثلا‭ ‬كانت‭ ‬المسلسلات‭ ‬قبل‭ ‬عقدين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ (‬30‭ ‬حلقة‭) ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬القصة‭ ‬كبيرة‭ ‬وناجحة‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬جزء‭ ‬آخر‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬مثل‭ (‬المسلسل‭ ‬العربي‭ ‬ليالي‭ ‬الحلمية‭) ‬و‭ (‬رأفت‭ ‬الهجان‭) ‬والمسلسل‭ ‬السوري‭ (‬باب‭ ‬الحارة‭) ‬والمسلسل‭ ‬العراقي‭ (‬ذئاب‭ ‬الليل‭) ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الجيدة‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬حتى‭ ‬إقليمياً‭ ‬وكان‭ ‬كتابها‭ ‬هو‭ ‬شخصٍ‭ ‬واحد‭ ‬لكل‭ ‬الأجزاء‭. ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فنجد‭ ‬وجود‭ ‬مصطلح‭ (‬الموسم‭) ‬ويكون‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬ربما‭ ‬في‭ (‬10‭ ‬حلقات‭) ‬فقط‭ ‬أكثر‭ ‬أو‭ ‬أقل‭ ‬بواحدة‭ ‬أو‭ ‬اثنتين‭. ‬فلماذا‭ ‬هذا‭ ‬الاستحداث‭ ‬في‭ ‬قالب‭ ‬العرض‭ ‬الدرامي‭ ‬التلفزيوني‭ ‬؟‭ ‬ربما‭ ‬مسألة‭ ‬التسويق‭ ‬وكلفة‭ ‬الإنتاج،‭ ‬ربما‭ ‬انسحاب‭ ‬الكاتب‭ ‬وتسليمها‭ ‬إلى‭ ‬كاتب‭ ‬آخر‭ ‬و‭ ‬ربما‭ ‬لأن‭ ‬القصص‭ ‬أصبحت‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬التوسع‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬أو‭ ‬15‭ ‬حلقة‭ ‬بحدٍ‭ ‬أقصى‭. ‬فعملية‭ ‬إيجاد‭ ‬ورشة‭ ‬الكتابة‭ ‬أراها‭ ‬مسألة‭ ‬جيدة‭ ‬إلى‭ ‬حدٍ‭ ‬كبير‭ ‬فهي‭ ‬تكون‭ ‬حافز‭ ‬لتلاقي‭ ‬وتلاقح‭ ‬الأفكار‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬تميز‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬إن‭ ‬كانوا‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشخاص‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬الكتابة،‭ ‬بمعنى‭ ‬شخص‭ ‬مختص‭ ‬بكتابة‭ ‬جزء‭ ‬القصة‭ ‬إجتماعياً‭ ‬والآخر‭ ‬مختص‭ ‬بكتابة‭ ‬مشاهد‭ ‬الأكشن‭ ‬والمطاردة‭ ‬ومشاهد‭ ‬الشجارات‭ ‬والقتل،‭ ‬وآخر‭ ‬يمتاز‭ ‬بالخوض‭ ‬في‭ ‬القصص‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬إنعكاسات‭ ‬سيسيولوجية‭ ‬وابستمولوجية‭.‬

‭(‬ورش‭ ‬الكتابة‭) ‬أو‭ ‬كما‭ ‬يُطلق‭ ‬عليها‭  ‬البعض‭ (‬غرفة‭ ‬الكتابة‭)‬،‭ ‬هي‭ ‬تعزيز‭ ‬ودعم‭ ‬حقيقي‭ ‬لصاحب‭ ‬الفكرة‭ ‬الأساسية‭ ‬ورفد‭ ‬لفكرته‭ ‬الأم‭ ‬بدعم‭ ‬درامي‭ ‬وزج‭ ‬رؤى‭ ‬متجددة‭ ‬من‭ ‬ذائقة‭ ‬أخرى،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الاختلاط‭ ‬يتم‭ ‬دمج‭ ‬الأفكار‭ ‬المتعددة‭ ‬والمنوعة‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إخراج‭ ‬النص‭ ‬بمعلومات‭ ‬ومفارقات‭ ‬جيدة‭ ‬وجديدة‭ ‬وكأنها‭ ‬دخلت‭ ‬معمل‭ ‬جديد‭ ‬لإعادة‭   ‬هيكلته‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التقويم‭ ‬والتنضيد‭ ‬والتحفيز،‭ ‬وكما‭ ‬ذكرت‭ ‬آنفاً‭ ‬عملية‭ ‬خوض‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬واحدة‭ ‬هي‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬إضافة‭ ‬صبغات‭ ‬جديدة‭ ‬ومسارات‭ ‬أكثر‭ ‬لهذه‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬بنيت‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬كاتب‭ ‬واحد،‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬واجبها‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬حلولاً‭ ‬لمشكلات‭ ‬اجتماعية،‭ ‬ربما‭ ‬أصبح‭ ‬دورها‭ ‬هو‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬أو‭ ‬جوانب‭ ‬متعددة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬الواحد‭ ‬وأصبح‭ ‬مسؤولية‭ ‬المشاهد‭ ‬هو‭ ‬التفكير‭ ‬والتأويل‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا