استخدام التقنيات البيومترية والبوابات الإلكترونية خففت الازدحامات
اجتمع قادة قطاع الطيران من حول العالم في دبي لحضور الاجتماع العام السنوي الثمانين للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، والقمة العالمية للنقل الجوي، وذلك في الفترة من 2 وحتى 4 يونيو 2024.
وشهد الحدث، الذي يقام في دولة الإمارات العربية المتحدة لأول مرة وتستضيفه طيران الإمارات، حضور أكثر من 1500 مشارك من قادة القطاع، ومسؤولين حكوميين، وعدد من ممثلي وسائل الإعلام.
وألقى عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة، الكلمة الافتتاحية خلال الجمعية العمومية السنوية أكد فيها التزام دولة الإمارات العربية المتحدة العميق بصناعة الطيران وتطويرها واستدامتها.
وقال وزير الاقتصاد الاماراتي، إن قطاع النقل الجوي يتمتع بتاريخ طويل على صعيد تعزيز الشراكات التي تقود التغيير، وتربط الناس، وتدعم الاقتصادات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم غير أنه يعد أحد أكثر القطاعات تحدياً في مجال إزالة الكربون، موضحا أن دولة الإمارات العربية المتحدة تستهدف التحول إلى مركز إقليمي لوقود الطيران المستدام.
وأضاف أنه لتحقيق ذلك أطلقنا الهدف الوطني لوقود الطيران المستدام، مع وضع هدف طموح لإنتاج 700 مليون لتر منه سنويا بحلول عام 2030، وأوضح أن هذه المبادرة من شأنها أن تقود إلى خفض 4.8 مليارات طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وقال ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا): «إن شبكة الاتصال العالمية التي تتميز بها دبي تضعها على مفترق طرق الكوكب، وأصبحت مركزاً يجمع قادة صناعة الطيران حيث استضافت الاجتماع العام السنوي الثمانين للاتحاد الدولي للنقل الجوي والقمة العالمية للنقل الجوي».
وتأتي القمة العالمية للنقل الجوي مباشرة بعد الاجتماع السنوي العام مع برنامج شامل يتناول القضايا الحاسمة التي تواجه قطاع الطيران، وقال والش: «إن الالتزام بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050 يتصدر جدول أعمال الاجتماع العام السنوي الثمانين للاتحاد الدولي للنقل الجوي والقمة العالمية للنقل الجوي. وسنبحث الحلول لتسريع هذه العملية، لا سيما الحلول المتعلقة بإنتاج وقود الطيران المستدام، والتخلص من الانبعاثات الكربونية. وسنقّيم التقدم الذي أحرزناه في مجال السلامة والاستدامة المالية وموضوعات الصناعة الرئيسية الأخرى. ومن المهم أن نسلط الضوء على هذه التحديات حتى يكون لدى جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك الحكومات، فهم واضح لما تحتاجه شركات الطيران لربط الناس والاقتصادات بأمان وكفاءة وبشكل أكثر استدامة من أي وقت مضى».
وشملت المواضيع الرئيسية التي تم تناولها في القمة العالمية للنقل الجوي: «الصورة الكبيرة» للتحديات التي تواجه صناعة الطيران في ظل التغيرات التي تشهدها أسواق الطاقة، والوضع الجيوسياسي العالمي المتزايد التعقيد، وسلاسل التوريد/أنماط التجارة المتغيرة، وإمكانات الذكاء الاصطناعي في قطاع الطيران، وتعزيز الاستدامة باستخدام وقود الطيران المستدام وإزالة الكربون، كيف يمكن لقطاعي الطيران والسياحة أن يعملا معاً بشكل أفضل؟ وآفاق الشحن الجوي.
أكد كامل العوضي، نائب الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، أن مطار البحرين الدولي واحد من أكثر مطارات المنطقة تقدما في استخدام التكنولوجيا الحديثة والتقنيات البيومترية والبوابات الإلكترونية.
وأضاف رداً على سؤال «أخبار الخليج»، في لقاء مع الصحفيين على هامش اليوم الختامي لاجتماعات «إياتا» في دبي، أن نادراً ما تشاهد ازدحام في مطار البحرين وذلك بسبب سلاسة وسرعة الإجراءات بالتقنيات الحديثة المستخدمة.
ولفت إلى استعداد شركات الطيران لاستخدام وقود الطيران المستدام «SAF»، رغم ارتفاع تكلفته حالياً، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في عدم توفر هذا الوقود بكميات كافية، ما يستدعي زيادة الإنتاج لتلبية الطلب المتنامي وبالتالي تخفيض الأسعار.
كما أوضح العوضي أن تأخير تسليم الطائرات الجديدة لن يؤثر في خطط الصناعة في خفض انبعاثات الكربون بنسبة 5% بحلول عام 2030، مؤكداً أن شركات الطيران المرنة والمستعدة للتكيف مع التغيرات ستستمر في تحقيق النجاح والنمو.
وشدد العوضي على ضرورة أن تقوم الشركات المنتجة بزيادة الإنتاج، لتلبية الطلب المتنامي، فضلاً عن دور الحكومات في تعزيز هذا النهج.
وأكد أن زيادة إنتاج وقود الطيران المستدام ونشره في مناطق حول العالم، سوف يسهم في تراجع أسعاره، ليتناسب مع حاجات شركات الطيران.
وأوضح أن تأخير تسليم الطائرات الجديدة إلى شركات الطيران لن يؤثر في خطط الصناعة في خفض انبعاثات الكربون بنسبة 5% بحلول عام 2023.
ولفت إلى أن وقود الطيران المستدام يسهم في تخفيض انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 80%.
بدوره حث السير تيم كلارك، رئيس طيران الإمارات، شركة بوينغ على اختيار شركة هندسية وتجارية ضخمة لقيادة عملية إصلاح عميقة لعملاق صناعة الطائرات الأمريكي، وقال إن مهمة إنهاء أزمة الثقة الأخيرة التي عصفت بصانع الطائرات «يجب أن تتم«.
وأكد في تصريحات للصحفيين على هامش مؤتمر لـ«اياتا» في دبي، حاجة طيران الإمارات إلى طائرات، وقال: «لا يمكننا مواجهة تأخيرات مستمرة، لدينا عمل يجب أن نديره وإذا كان علينا تحمل تكلفة تجديد كل هذه الطائرات الموجودة فيجب وضعها على باب بوينغ». وأضاف: «هل يمكن لبوينغ إصلاح الأمور وإنقاذها؟ نعم، هل ستعيد الأمور إلى حيث تحتاج؟، يجب أن تفعل ذلك، ولن يتم ذلك إلا بقيادة قوية للغاية، حريصة كل الحرص على فعل الشيء الصحيح».
وقال: «تحويل الشركة المصنعة بعد سلسلة من المشاكل المتعلقة بالسلامة والصناعة، إلى النقطة التي يمكنها فيها تلبية الطلب الحالي والجديد بسلاسة، قد يستغرق خمس سنوات». وقال: «كم من الوقت سيستغرق ذلك؟، أعتقد أن لدينا فجوة مدتها خمس سنوات».
من جانبه، قال عادل علي، الرئيس التنفيذي لشركة العربية للطيران، إن الشركة نجحت في ضم أكثر من 10 طائرات لأسطولها خلال العام الماضي، منوها إلى أنها ستقوم بضم 8 طائرات إضافية خلال العام الحالي وأن البحث جار عن طائرات أخرى.
وأشار عادل علي إلى أن الشركة ستتسلم العام القادم حوالي 13 طائرة ثم 20 طائرة سنوياً من إجمالي طلبية الـ 120 طائرة. وأضاف أن الشركة ستقوم بإرسال 3 طائرات إلى المغرب مع فتح مكتب آخر تابع لها في العاصمة المغربية، في حين أكد أن الرحلات الدولية من باكستان بدأت بالتسيير للإمارات وإلى أسواق أخرى.
إلى ذلك أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» أسماء الفائزين بجوائز التنوع والشمولية من إياتا لعام 2024، وفازت بجائزة القدوة الملهمة، كيندرا كينكيد، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة إيليفيت، فيما فازت بجائزة رائدات في قطاع الطيران، مافوناسي نغوسا مالينغا، المؤسسة والمديرة الإدارية لمعهد إفريقيا الجنوبية لعلوم الطيران والتكنولوجيا، وكانت جائزة فريق التنوع والشمولية من نصيب الخطوط الجوية البريطانية.
ومنحت لجنة التحكيم إشادة خاصة ضمن فئة رائدات في قطاع الطيران إلى هنا العوضي، النائب الأول للرئيس والشريكة في وحدة أعمال الموارد البشرية في شركة «دناتا».
وتستضيف الهند الدورة 81 للاجتماع العمومي السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي «اياتا» والقمة العالمية للنقل الجوي في الفترة من 8 إلى 10 يونيو 2025 بمدينة دلهي. اتخذ قرار استضافة الاجتماع العمومي السنوي الحادي والثمانين للاتحاد الدولي للنقل الجوي في الهند خلال فعاليات نسخته الثمانين في دبي. وستكون هذه هي المرة الثالثة التي ينعقد فيها الاجتماع في دلهي، بعد أن عقد في الهند سابقًا في عامي 1958 و1983. وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» إن شركة «إنديجو» الهندية ستستضيف الحدث.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك