الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
فكرة للجامعات.. وماذا بعد حفل التخرج؟
في دولة الإمارات الشقيقة، حصل موقف طريف، وتحول إلى درس مجتمعي جميل.. فقد قررت إحدى المدارس تنظيم حفل تخريج للطلبة في مركز دبي التجاري العالمي، فكتب أحد أولياء الأمور «تغريدة» في حساب التواصل قائلا: «مدرسة ولدي في الشارقة، والتخريج في مركز دبي التجاري.. ليش؟ بتخرجون «محمد العبار»؟؟
والمعروف أن السيد «محمد العبار» هو رجل أعمال إماراتي، ومؤسس شركة «إعمار» العقارية، ولديه مشاريع ضخمة، داخل وخارج الإمارات، ومن ضمنها مشروع جاليريا في البحرين وغيرها من المشاريع الاقتصادية والاستثمارية.. فماذا حصل بعد تلك التغريدة؟
تلقى ولي الأمر اتصالا من شركة «إعمار»، وعرضت عليه توظيف ابنه فور تخرجه، كما أبلغه مسؤول مركز دبي التجاري، بتنظيم حفل تخرج رائع، وكذلك قدمت له شركات اتصالات، باقة بيانات ورقماً مميزاً كهدية تخرج لابنه.
لا أريد أن أقارن الوضع بين ما حصل من رجل الأعمال «محمد العبار» والشركات الإماراتية، مع تغريدة ولي الأمر هناك.. في مقابل تعليقات وتغريدات وشكاوى شريحة من الناس في المجتمع، لحظة تخرج أبنائهم، وكيف تتسابق «بعض» شركات الاتصالات ومؤسسات مصرفية، ومعارض سيارات ومطاعم واستديوهات، وحتى محلات بيع الزهور والهدايا، في استغلال حفلات التخرج، من أجل «حلب» ولي الأمر، والدفع به في «حفرة» القروض والديون، تحت عبارات عروض ومفاجآت..!!
هذه الأيام نتابع حفلات التخريج المدرسي والجامعي.. ومع بالغ التهاني والتبريكات لأبنائنا وبناتنا وأولياء أمورهم.. ومع كل الشكر والامتنان للإدارات المدرسية والجامعية.. ومع مرور سنوات طويلة من حفلات التخرج التي شهدت تطورا ملحوظا في التنظيم والإعداد.. وهي التي تعطي مؤشرا، وربما ضغطا على سوق العمل وأصحاب القرار في توفير الوظائف وتقليل نسبة «البطالة» وأعداد الباحثين عن العمل.. نتمنى أن تبادر الجامعات المحلية الى إطلاق مشروع التوظيف وفرص العمل عند حفلات التخرج.. بحيث تصبح الفرحة فرحتين، ويكون عمل الجامعات وفق استراتيجية مستدامة، لا تتوقف وتنقطع علاقتها بالطلاب والطالبات مع حفلة التخريج، وكأنها تقول لسوق العمل: «تفضلوا هاكم الخريجين.. وتصرفوا في توظيفهم».
سيكون من اللازم اليوم، ووفقا للظروف والتطورات، وسعيا للتميز واستقطاب العديد من الدارسين، أن تفكر الجامعات المحلية بفكرة «خارج الصندوق».. فكرة يمكن أن تتم بالتعاون مع «تمكين» أو مؤسسات القطاع الخاص، وريادة الأعمال والمشاريع الخاصة.
فمع تميز المناهج وقوة التدريس الجامعي، سيكون الأفضل كذلك لسمعة أي جامعة أن تسعى وتتحرك لتوظيف الخريجين، خاصة المتفوقين منهم، بدلا من الاكتفاء بالرسوم الدراسية الباهظة، ومسارات جامعية غير مطلوبة، ومتخمة في سوق العمل، ليجد بعدها المتخرج أنه سيبدأ مشوارا جديدا للبحث عن وظيفة، ربما تناسب شهادته، وربما تضطره الظروف الى العمل في تخصص غير تخصصه.
هناك جامعات محلية، أصبحت لها سمعة متميزة في سوق العمل بأن خريجيها مؤهلون ومدربون وجاهزون للعمل.. في مقابل جامعات عكس ذلك، ودورها فقط هو التخريج ومنح الشهادة الجامعية.. مما يزيد على أعباء الدولة ومستقبل الشباب.. فما رأيكم يا أصحاب الجامعات..؟؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك