يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
العد التنازلي لزوال الكيان الصهيوني
حين شنت المقاومة الفلسطينية هجوم السابع من أكتوبر اهتزت أركان الكيان الصهيوني. حالة من الرعب اجتاحت الكيان ومعه كل الدول الغربية. هذا الرعب سببه انهم اكتشفوا ان الكيان الصهيوني في خطر جسيم.. ان وجوده نفسه على المحك.
الكيان الصهيوني اعتبر ان الحرب التي يخوضها على غزة بعد الهجمات هي حرب وجود على أساسها سوف يتوقف مستقبله كله. لهذا قرر منذ اللحظة الأولى ان تكون حرب ابادة شاملة للبشر ولكل شيء في القطاع.
الذي حدث ان الجرائم الوحشية التي ارتكبها العدو الصهيوني وما كشفت عنه من طبيعة فاشية همجية اثارت في العالم جدلا لم يكن متوقعا.. فجرت جدلا حول مستقبل هذا الكيان الصهيوني وهل يستحق الوجود اصلا ام لا.
هذا الجدل شارك فيه كثيرون من الاسرائيليين ومن الكتاب والمفكرين في مختلف انحاء العالم. اغلب من كتبوا عن هذه المسألة اجمعوا على ان ما يحدث في غزة وما اكتشفه العالم عن طبيعة الصهيونية والكيان الصهيوني يعني ان هذا الكيان سوف يزول ولن يستمر في البقاء.
في خضم هذا الجدل من الملفت حقا ما نشرته صحيفة اسرائيلية قبل يومين.
صحيفة «ها آرتس» الإسرائيلية نشرت افتتاحية تتحدث فيها عن «انهيار دولة إسرائيل». الصحيفة توقفت مطولا عند الوحشية الإسرائيلية في غزة، واعتبرت ان هذه الوحشية إذا لم تتوقف فسوف يعني هذا «انهيار دولة إسرائيل» وان «العد التنازلي قد بدأ لزوال إسرائيل».
الصحيفة استندت في توقعها الى تحذير أطلقه كاتب إسرائيلي اسمه
يشعياهو ليبوفيتش في اعقاب حرب يونيو 67، حين قال في محاضرة: «ان الفخر الوطني والنشوة التي أعقبت حرب الأيام الستة (حرب يونيو 1967) مؤقتة، وستقودنا من القومية الفخورة الصاعدة إلى القومية الدينية المتطرفة، ثم ستكون المرحلة الثالثة هي الوحشية، والمرحلة الأخيرة ستكون نهاية الصهيونية».
الصحيفة توقفت عند الوحشية الاسرائيلية اليوم والتي تعتبر بداية النهاية وتحدثت مثلا عما حدث في ما سمي «مسيرة الاعلام» في شوارع القدس مؤخرا وكيف كانت «قبيحة وعنيفة» وكانت الروح العامة هي روح الانتقام؛ كان الرمز الرئيسي على قمصان المتظاهرين هو القبضة الكاهانية، وكان الهتاف الشعبي عبارة عن أغنية انتقامية دموية، إلى جانب هتافات (الموت للعرب) و(لتحترق قريتهم).
وتقول الصحيفة ان هذه الوحشية بلغت الذروة وإنها «لم تعد مقتصرة على الهوامش أو المستوطنات والبؤر الاستيطانية؛ بل انتشرت في كل اتجاه؛ والأمر المرعب أنها اخترقت حتى المؤسسة العسكرية والكنيست والحكومة». وقالت ان وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست انضموا إلى آلاف المتظاهرين، بل ورقص بعضهم على أنغام أغنية انتقام الدموية، وهو دعاء شمشون الذي جاء في التوراة للانتقام من الفلسطينيين».
واختتمت الصحيفة مقالها بالقول: «إذا لم يتحرك المركز السياسي في إسرائيل لإعادة المتطرفين إلى هامش المجتمع، والقضاء على الكاهانيين ووقف النمو الخبيث للاحتلال من الجسم السياسي، فإن سقوط إسرائيل النهائي لن يكون سوى مسألة وقت»، وقالت إن «العد التنازلي للانهيار قد بدأ».
امر مهم غاب عن الصحيفة الاسرائيلية حين توصلت الى نتيجة ان العد التنازلي لإسرائيل سيبدأ إذا لم تتوقف هذه الوحشية، تجاهلت امرين:
الأول: ان هذه الوحشية لم تكن نتاجا لا ليونيو 67 ولا لهجوم 7 أكتوبر. هي جزء اصيل في العقيدة الصهيونية.
والثاني: ان هذه الوحشية والهمجية ليست قصرا على من يطلقون عليهم متطرفين. كل الكيان الصهيوني اليوم أصبح يتبنى هذه الوحشية.
يعني هذا ان الوحشية الصهيونية لن تتوقف بل بالعكس ستزداد في غزة وغيرها. ولهذا وكما تقول الصحيفة فإن العد التنازلي لزوال الكيان قد بدأ بالفعل.
وبالمناسبة الجدل حول هذه المسألة واسع جدا سنعود اليه تفصيلا لاحقا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك