الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
الاحتضان نعمة من الله
اصبحت أرى معاناتها الشديدة كلما رأتني مع ابنتي الغالية واحمد ربي واشكره بأنني لست في مكانها، ليس شماتة ابدا، أعوذ بالله بل حمدا وشكرا لله لأني تشجعت وتوكلت على الله اتخذت القرار الصحيح.
نعم الحمد لله انني قررت أن أوقف عذابي ومعاناتي ولهفتي لسماع كلمة ماما واحتضن طفلة مجهولة الأبوين محرومة مثلي من الحب والحنان بعد ان قال الطب كلامه الاخير بأنني لن أنجب، وبعد أن عشت كل أنواع الألم والحزن، قررت أن هناك من يحتاج الى حضني وحناني كما انا احتاج الى كلمة ماما والى شعور الامومة.
توكلت على الله وقدمت الطلب بعد ان استطعت ان اقنع زوجي في آخر محاولة لإنقاذ زواجي والحب الذي يجمعني مع زوجي والذي شعرنا بأنه تأثر قليلا من كثرة شوقنا لطفل يملأ علينا مملكتنا الصغيرة، ولكنني لم أستطع أن اقنع صديقتي المقربة التي كانت تعاني من نفس مشكلتي في عدم الإنجاب.
مازلت اتذكر اول مرة رأينا فيها ابنتي في الدار، حيث اختارت لنا المديرة طفلة جميلة عمرها 6 شهور وكان زوجي حينها مازال غير مقتنع كليا بفكرة الاحتضان ولكنه كان يجاريني لكي لا يخسرني .ولكن سبحان الله ما ان حملت الطفلة حتى وقعت في غرام براءتها وما ان نظر إليها زوجي حتى مسكت اصبعه بيديها الصغيرتين وكأنها تكلمه وتشكره فاغرورقت عيناه بالدموع وأحمد الله على أعظم شعور شعرنا به في لحظتها...
لن أستطيع ان أصف لكم مشاعرنا المحرومة في اللحظة التي كلمتنا فيها مديرة الدار لتخبرنا بالموافقة الكلية وبأنه بإمكاننا استلام طفلتنا الان، حيث كنا في مجمع تجاري متوترين ونحن نحاول أن نشتري ثيابا واغراضا لابنتنا، بعد 15 سنة زواج ومحاولات انجاب فاشلة، الجميل انه ما ان سمع زوجي المديرة تطلب منا الحضور واستلام الطفلة حتى صرخ من الفرح بقمة رأسه ونط داخل عربة التسوق اما انا فكنت ابكي واضحك من شدة الفرحة.
صديقتي الغالية تراني اسعد ام وزوجة منذ 9 سنوات، تزورني، اشعر بألمها ومعاناتها واتألم كثيرا لحزنها، ولانها مازالت خائفة من كلام الناس ونظراتهم، اختارت ان تعيش تعيسة في زواج بارد وزوج بعيد عنها كما اختارت ان تربي أبناء أخواتها وتعيش معظم أيامها في حسرة والم وشوق لكلمة ماما.
العطاء هو قمة السعادة، كلما احتضنت طفلتي اشعر بقمة السعادة، هي نعمة من رب العالمين أعطاني اياها لينقذني من الحزن والحرمان واعطاني لها لكي اعوضها حرمانها من اسرة ووالدين.
الحمد لله على نعمة الاحتضان واتمنى كل اسرة محرومة تفكر ألف مرة قبل ان ترفض الفكرة... هناك من يحتاجك اليكم ويحتاج الى حنانكم بنفس القدر الذي تحتاجون أنتم فيه الى الحب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك