لندن - (الوكالات): قال نايجل فاراج زعيم حزب الإصلاح البريطاني إن توسع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي شرقا استفز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودفعه إلى غزو أوكرانيا. وأثارت هذه التصريحات التي جاءت في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) مساء الجمعة انتقادات شديدة من مختلف الأطياف السياسية البريطانية قبل الانتخابات المقررة في الرابع من يوليو التي من المتوقع أن يفوز فيها حزب الإصلاح المنتمي الى اليمين بملايين الأصوات.
وقال فاراج إنه لا يزال على موقفه بشأن التصريحات التي أدلى بها بعد وقت قصير من غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير 2022 عندما كتب على وسائل التواصل الاجتماعي أن هذه الخطوة كانت »نتيجة لتوسع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي«. وأضاف أنه كان يتوقع حربا في أوكرانيا منذ عام 2014.
وقال فاراج في المقابلة: «كان من الواضح بالنسبة لي أن التوسع المستمر شرقا لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي كان يعطي هذا الرجل (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) سببا ليقول للشعب: إنهم قادمون لملاحقتنا مجددا ودفعنا نحو الحرب». وأضاف «لقد تسببنا في هذه الحرب... بالطبع كان هذا خطأه (بوتين). لقد استخدم ما فعلناه كذريعة (لشن الحرب)».
وقوبلت تصريحاته بالغضب أمس السبت. فقد قال رئيس الوزراء ريشي سوناك للصحفيين: إن تصريحات فاراج «خاطئة تماما ولا تصب إلا في مصلحة بوتين». من ناحيته، قال زعيم حزب العمال كير ستارمر الذي يبدو أنه سينتزع منصب سوناك في انتخابات الشهر المقبل، إن تصريحات فاراج «مشينة». وأضاف «يتعين على أي مرشّح للبرلمان أن يكون موقفه واضحا أن روسيا هي المعتدي».
وانتقد وزير الداخلية جيمس كليفرلي فاراج لأنه «كرر تبرير بوتين الدنيء للغزو الوحشي لأوكرانيا». ووصف وزير الدفاع المحافظ السابق توبياس إلوود التصريحات في صحيفة ديلي تلغراف بأنها «صادمة»، مضيفا أن «تشرشل سيكون غاضبا جدا في قبره». من ناحيته اعتبر وزير الدفاع في حكومة الظل العمالية جون هيلي أن التصريحات «مشينة» وقال إن موقف فاراج يجعله «غير مؤهل لأي منصب سياسي في بلادنا».
ويسعى فاراج، وهو نائب سابق في البرلمان الأوروبي حاول الترشح لمجلس العموم سبع مرات وفشل، للحصول على مقعد عن كلاكتون في شرق إنجلترا في الانتخابات العامة الشهر المقبل. ويحتل حزبه حاليا المركز الثالث في استطلاعات الرأي خلف الحزبين الرئيسيين، ولكن من المتوقع أن يحصل على عدد قليل من المقاعد. ومع ذلك فإن ارتفاع شعبية حزب الإصلاح في المملكة المتحدة منذ أن تولى فاراج رئاسته في وقت سابق هذا الشهر يهدد بانتقال الأصوات التي يحتاج اليها حزب المحافظين بشدة للفوز بولاية خامسة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك