باريس - (أ ف ب): نشرت صحيفة لوموند الفرنسية أمس الأحد عريضة وقعها 170 دبلوماسيا ودبلوماسيا سابقا تحذر من فوز محتمل لليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية المقبلة، الذي من شأنه، في رأيهم، أن «يضعف فرنسا وأوروبا بينما الحرب دائرة». وجاء في العريضة «لقد رأينا روسيا تغزو دولًا ذات سيادة وتدمر بمجموعة من الدبابات ما كان يضمن السلام في القارة الأوروبية (...) وشهدنا الإرهاب ينال من الديمقراطيات، والأنظمة غير الليبرالية تقلص التعددية وحرية الإعلام».
واضاف الموقعون «لا يمكننا أن نقبل بأن يضعف فوز اليمين المتطرف فرنسا وأوروبا بينما الحرب دائرة، هنا في أوروبا» وأن «تبطل الشعبوية التحالفات وتفكك المجتمعات». واشاروا إلى «المساس الخطير بالمؤسسات والتعددية في المجر» التي يحكمها اليمين المتطرف، علاوة على «الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب» أو حتى «خسارة البرازيل للنفوذ الدولي أثناء ولاية جاير بولسونارو» أو «المملكة المتحدة بعد بريكست».
وتابعوا «سوف يفسر خصومنا انتصار اليمين المتطرف على أنه وهن فرنسي ودعوة إلى التدخل في سياساتنا الوطنية وإلى العدوان على أوروبا، بما في ذلك عسكريا، إضافة الى التبعية الاقتصادية لفرنسا والقارة». واعتبروا أن «درع بلادنا المشروخ سيعرضها للمزيد من الضربات التي سيقدمون عليها بشكل مضاعف، مع بث سم الانقسام والطائفية والعنصرية ومعاداة السامية وتهديد التماسك والأمن القومي على حد سواء».
وقبل أسبوع من موعد الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، ما زال معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون يسعى لتقليص تأخره عن ائتلاف اليسار وخصوصا اليمين المتطرف الأوفر حظا، متعهّدا «تغييرا» وحكما أكثر قربا من الشعب. وقال رئيس الوزراء غابريال أتال خلال مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية «أيا تكن النتائج سيكون هناك ما قبل وما بعد».
وأضاف أتال الذي يقود حملة معسكر ماكرون الانتخابية «في النهج في الحوكمة يجب أن يكون الأداء أفضل (...) في البحث عن ائتلافات مع الفرنسيين والمجتمع المدني». وأكد أن ماكرون الذي انتُخب رئيسا في العام 2017 ثم فاز بولاية ثانية في العام 2022 يؤيد هذا التوجّه.
وشدّد على أن الرئيس «أيقن تماما وجوب إحداث تغيير في طريقة العمل والنهج والجوهر». أظهر استطلاعان للرأي أجريا مؤخرا أن التجمع الوطني اليميني المتطرف وحلفاءه سيحصدون ما بين 35.5 و36 بالمائة من الأصوات، متقدما على الجبهة الشعبية الجديدة، تحالف أحزاب اليسار (27 إلى 29.5 بالمائة)، وعلى معسكر ماكرون (19.5 إلى 20 بالمائة).
بدورها أقرّت رئيسة الجمعية الوطنية يائيل برون-بيفيه في تصريح لقناة «بي اف ام تي في» بأن معسكر ماكرون اتّبع نهجا «عموديا»، وأوضحت «أعتقد أننا لم ننشئ رابطا مع الفرنسيين في السياسات التي اتّبعناها».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك