أعلنت حكومة الفجيرة بالتعاون مع فريق دولي من الباحثين من دائرة السياحة والآثار في الإمارة وجامعتي يينا الألمانية، وأكسفورد بروكس البريطانية اكتشاف أدلة جديدة تشير إلى وجود بشري قديم يعود إلى عصور ما قبل التاريخ في إمارة الفجيرة.
وأشارت حكومة الفجيرة، في بيان صحفي أوردته وكالة أنباء الإمارات (وام) أمس، إلى أن النتائج الجديدة تثبت أن المجموعات البشرية المتنقلة اتخذت من الملجأ الصخري في جبل كهف الدور الواقع بمنطقة حبحب موطنا لها على نحو متكرر منذ حوالي 13 ألفا إلى 7500 عام، حيث ساد الاعتقاد سابقا بأن منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية كانت غير مأهولة بالسكان منذ حوالي 38000 عام عندما سادتها الظروف المناخية الجافة، إلى أن أصبح مناخها أكثر رطوبة قبل حوالي 7000 عام.
وتسهم هذه النتائج الجديدة في توسيع نطاق المعرفة التاريخية حول طبيعة التواجد البشري في الإمارة، وسد الثغرات في السجل الأثري لهذه المنطقة، ونفي الافتراضات القديمة حول توقيت الاستيطان البشري فيها.
وكانت حكومة الفجيرة أطلقت مبادرة لتحديد وحماية المواقع الجيولوجية المهمة في الإمارة، حددت مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية في سياقها، وبالتعاون مع خبراء عالميين، أكثر من 30 موقعا تمتلك خصائص جيولوجية مهمة، وهو مشروع أثمر عن اكتشاف مواقع أثرية وفرت أدلة إضافية على الأنشطة البشرية في هذه المنطقة خلال عصور ما قبل التاريخ.
وكشفت التنقيبات الأثرية التجريبية في الملجأ الصخري بجبل كهف الدور عن ثلاث طبقات تحتوي على أدوات حجرية وعظام حيوانات ومواقد، وقد أشارت عملية التأريخ بالكربون المشع للفحم المأخوذ من هذه المواقد إلى أن الموقع كان مأهولا عدة مرات منذ حوالي 13000 إلى 7500 عام، ما يجعل هذا الملجأ الصخري أقدم موقع أثري في الإمارة.
ويغطي هذا الاكتشاف فترة حاسمة في التاريخ البشري، راصدا فترة الانتقال من الصيد وجمع الثمار إلى تربية الحيوانات وإنتاج الغذاء.
كما يعد اكتشاف مواقع تعود لتلك الفترة الزمنية أمرا نادرا في منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية، وهو ما يوضح أهمية اكتشاف التسلسل الأثري في الملجأ الصخري بجبل كاف الدور.
ويرجح الباحثون أن مجموعات متنقلة في عصور ما قبل التاريخ قد آوت إلى الملجأ الصخري بجبل كهف الدور نظرا إلى غنى الحجر الجيري والوفرة التي يتمتع بها الجبل على صعيد المواد الخام الحجرية ذات الجودة العالية، والحماية التي يوفرها الملجأ، بالإضافة إلى إتاحته الوصول إلى مجموعة متنوعة من المناطق الطبيعية المحيطة، بما في ذلك السهل الداخلي والسفوح الغربية لجبال الحجر وقنوات الأودية.
ووافق مكتب ولي عهد الفجيرة على مقترح مشروع يهدف إلى إجراء المزيد من الحفريات في الموقع الأثري بجبل كهف الدور، وتنفيذ مسوحات إضافية في المنطقة المجاورة للموقع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك