القاهرة - (رويترز): توغلت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى داخل أحد أحياء مدينة غزة أمس وأخبرت الفلسطينيين أثناء دخول الدبابات أن عليهم التحرك نحو الجنوب، وقصفت مدينة رفح الجنوبية.
وقال سكان حي الشجاعية في مدينة غزة إنهم فوجئوا بالدبابات المتوغلة التي أطلقت النار بعد الظهر، وسط هجمات لطائرات مسيرة بعد القصف الليلة قبل الماضية.
وصرح محمد جمال (25 عاما) وهو من سكان مدينة غزة لرويترز عبر تطبيق للدردشة: «الوضع وكأنه الحرب بترجع من جديد، عدة غارات دمرت بيوت كتير في المنطقة وهزت المباني».
وذكرت قوات الدفاع المدني الفلسطينية في وقت لاحق من يوم أمس أن الهجمات الإسرائيلية قتلت سبعة أشخاص على الأقل في الشجاعية. وأشارت إلى مخاوف من وجود المزيد من الضحايا تحت الأنقاض حيث لا يمكن لفرق الإنقاذ الوصول إليهم.
وأظهرت مقاطع حصلت عليها رويترز نساء ورجالا وأطفالا يحملون الحقائب والطعام ويركضون في الشوارع بعد اندلاع الهجوم. وكان بعض الرجال يحملون أطفالا مصابين، بعضهم ينزفون، في أثناء الفرار.
وأحجم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على تقارير عن وقوع قتلى في الشجاعية.
فيما نددت حماس في بيان بالهجمات قائلة إن «القصف المكثف على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، والذي بدأه جيش الاحتلال المجرم صباح اليوم، ونَشْرِه إنذارات بإخلاء الحي، والبدء في عملية توغل فيه، وارتقاء أعداد من الشهداء ودفع الآلاف للنزوح عنه تحت وطأة قصف واستهداف ممنهج للمدنيين العزل؛ هو استمرار لحرب الإبادة التي تشنها حكومة الاحتلال الفاشية على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، بدعم وتغطية كاملة من الإدارة الأمريكية الشريكة في هذه الجرائم».
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها فجرت عبوة ناسفة مزروعة مسبقا ضد دبابة إسرائيلية شرقي الشجاعية.
وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحماس إن دبابات توغلت قبل الإعلان، وإن الناس من الحي الشرقي كانوا يركضون باتجاه الغرب تحت إطلاق النار بينما أغلقت إسرائيل الطريق جنوبا.
وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يقول موظفو إغاثة إن القطاع لا يزال معرضا لخطر المجاعة بشكل كبير، إذ يواجه ما يقرب من نصف مليون شخص مستويات «كارثية» من انعدام الأمن الغذائي.
وأضاف جمال: «احنا بنتعرض لمجاعة في شمال غزة وبيتم اصطيادنا من الدبابات والطيارات بلا أي أمل في أي وقف للحرب».
وقال مسؤول بالقطاع الصحي إن وفاة طفلة أخرى في مستشفى كمال عدوان في وقت متأخر الأربعاء رفع عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية والجفاف إلى 31 على الأقل، مضيفا أن الحرب تزيد من صعوبة تسجيل مثل هذه الحالات.
وفي جنوب قطاع غزة، أظهرت لقطات من طائرات مسيرة على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات المنازل المدمرة في أجزاء من رفح المتاخمة لمصر مع تدمير قرية السويدية الواقعة على الجانب الغربي من المدينة بالكامل.
ولم تفلح جهود الوساطة الدولية المدعومة من الولايات المتحدة حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار رغم استمرار المفاوضات وسط ضغوط غربية متواصلة تسعى إلى إدخال مزيد من المساعدات لقطاع غزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك