لا شيء في الدُنيا يُعيدُ أصالةَ
الأشياءِ مِثلكَ يا أبي
لا شيءَ يُشبهُ صوتكَ الورديّ
إن داعبَ أطيارَ الصباحِ القُرمزيِّ
لا شيء في الدُنيا رماديٌ كعينيكَ
التي لوّنها مطرُ السماءْ
وعانقَ الليلُ عناقيدَ جبينكَ بالبهاءْ
وسارَ في صحنِ خدودكَ صانعا
أبهى ابتساماتِ المساءْ
يا شاعراً خَطَ القصيدَ على عيوني
حينَ ارتجلَ المجازَ وقالَ: يا ولدي أكتبَ
الآنَ مواجيدي كما يحلو لقلبكَ
يا مُنى عيني ارتجلْ دونَ موسيقى
وارتجز كالعودِ مشحونا بأناتِ الغناءْ
اصعدْ على وجعِ الرسائلِ
وامتطي صهوةَ هذا البحرِ وارتشفْ الضياءْ
إن المساءَ مواكبٌ تسري وأحلامُ الصبايا
في تراتيلكَ آمالُ لقاءْ
أفلاكُ هذا الكونِ في عينيكَ
مَاردُ بابلٍ حينَ انتحى يقرأُ ما سَطَّرهُ
الفجرُ السماويُّ على كفِ العذارى
الهائماتِ بلُجةِ الترتيلِ
والأملاكُ في شُغلٍ، كأن الوجدَ أعياها
وأحيتها يَدُ القُدرةِ بالحُبِّ
فكانتْ كالمصابيحِ التي
زينتْ العلياءَ بالضوءِ
وبالأسماءِ امتلأتْ ترانيمَ دعاءْ
كُلُّ هذا الكونِ عيناكَ
وما تُبصِرهُ سوفَ تراهُ
كُلُّ ما غنيّتهُ يوماً
ستحيا في غناهُ
وكُلُّ ما عانقهُ وهجَ خيالكَ
في المدى لابد أن تروي رؤاهُ
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك