واصلت القوات الإسرائيلية توغلها في منطقتين بشمال وجنوب قطاع غزة أمس، فيما قال مسؤولون فلسطينيون بقطاع الصحة إن قصف الدبابات في رفح أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 11 شخصا.
وقال سكان ووسائل إعلام إن الدبابات تقدمت أكثر نحو الغرب إلى حي الشاكوش في رفح، مما أجبر آلاف النازحين هناك على ترك خيامهم والتوجه شمالا إلى خان يونس القريبة.
ومنذ السابع من مايو، تتقدم الدبابات في عدة مناطق في رفح ولا تزال القوات تسيطر على الشريط الحدودي مع مصر بأكمله بما في ذلك معبر رفح، وهو البوابة الوحيدة التي تربط أغلب سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بالعالم الخارجي.
وقال أحد السكان لرويترز عبر تطبيق للتراسل إن جرافات تكدس الرمال في حي الشاكوش حتى يتسنى للدبابات الإسرائيلية التمركز خلفها.
وأضاف: «بعض العائلات اللي عايشين في المنطقة اللي فيها الاجتياح محاصرين هالوقت بواسطة قوات الاحتلال».
وتابع الرجل الذي نزح شمالا الليلة قبل الماضية: «الوضع هناك خطير جدا وكتير من الأسر نزحوا باتجاه خان يونس حتى من منطقة المواصي بعد ما صار الوضع مش آمن لهم».
وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على بداية العدوان، تواصل الفصائل الفلسطينية بغزة شنّ هجمات على قوات جيش الاحتلال التي تعمل في مناطق أعلن الجيش سيطرته عليها قبل أشهر. ولا تزال حركة حماس وحركة الجهاد تطلقان صواريخ في بعض الأحيان صوب إسرائيل.
وفي ساحة بمستشفى الأقصى في دير البلح وسط غزة، احتشد المشيعون مع بلال أبو حسنين ذي العشرة أعوام والذي استشهدت والدته وشقيقه في غارة جوية قصفت منزلهم.
وقال بلال: «فت على السطح تبعنا، ضربونا، انقصفت، طرت من السطح ووقعت»، وكان يتحدث في أثناء استلقائه على نقالة بعد إصابته في الضربة الجوية.
وأضاف: «سيدي صار يزعق... كان بيحكي إنه فيه استهداف. أنا لما سمعت صوت استهداف رحت أشوف جوة غرفتنا اللي بنام فيها، لقيت أمي مستشهدة وأخويا مستشهد».
وأعلنت مصادر طبية أمس استشهاد ثلاثة أشخاص في دير البلح في وسط غزة.
وواصلت القوات الإسرائيلية هجومها الجديد على حي الشجاعية في شمال قطاع غزة حيث توغلت الدبابات الخميس، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع مسلحي المقاومة.
وأكدت حماس بدء القوات الإسرائيلية عملية توغّل في الشجاعية متحدّثة عن سقوط أعداد من الشهداء ونزوح «الآلاف.. تحت وطأة قصفٍ واستهدافٍ ممنهج للمدنيين العزّل».
وقال مسعفون في وقت سابق إن عدة فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في القصف الإسرائيلي، وإن الأطقم الطبية لم تتمكن من الوصول إلى جميع المصابين وسط استمرار المواجهات.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن قواته كانت تنفذ مداهمات «محددة» في الشجاعية، مضيفا أن سلاح الجو هاجم عشرات الأهداف العسكرية التابعة لحماس في المنطقة.
وأظهرت صور لفرانس برس تعرّض مبنى بلدي للدمار فيما أظهرت صور أخرى زملاء أربعة متطوّعين في الدفاع المدني استشهدوا في قصف على مخيم النصيرات للاجئين، وهم يصلّون عليهم. ووضعت السترات البرتقالية التي يرتدونها أثناء العمل فوق جثثهم التي لُفّت بالأكفان.
وأفاد شهود عيان أمس عن تعرّض النصيرات إلى قصف مدفعي.
إلى ذلك جاء في تقييم مدعوم من الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن حوالي نصف مليون شخص في غزة مازالوا يعانون من جوع «كارثي».
ويؤكد الموقع الإلكتروني لـ«التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» أنه أُنشئ «ليحل محل التدخلات السياسية المحتملة عبر الحياد الفني» وأن محدداته مبنية على معايير دولية.
وأعلن جيش الاحتلال أمس مقتل جندي آخر خلال معارك في جنوب غزة، ليرتفع بذلك عدد قتلاه منذ بدء العمليات البريّة في القطاع إلى 314 جنديا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك