تواصلت أمس المعارك العنيفة في حي الشجاعية في مدينة غزة لليوم الرابع على التوالي، ما دفع عشرات آلاف الفلسطينيين إلى الفرار.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس وشهود عيان بأن غارات جوية عدّة استهدفت مناطق مختلفة في قطاع غزة خلال الليل، بينها مدينة غزة شمالًا ورفح وخان يونس جنوبًا.
ويُنفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ الخميس عدوانا في الشجاعيّة في شرق مدينة غزة حيث يقول إنّ هناك بنية تحتيّة لفصائل المقاومة.
وقال السكان إن الدبابات الإسرائيلية، التي عادت مجددا إلى الشجاعية منذ أربعة أيام، أطلقت قذائفها على عدة منازل مما جعل الأسر محاصرة داخلها وغير قادرة على المغادرة.
وأفاد الجناحان المسلّحان لحركتَي حماس والجهاد بأنّهما يخوضان معارك مع القوّات الإسرائيليّة في منطقة الشجاعيّة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أمام حكومة الحرب «إنها معركة صعبة نخوضها على الأرض أحيانًا عبر قتال بالأيدي، وكذلك تحت الأرض».
وكانت إسرائيل قد أعلنت في بداية يناير أنها فكّكت «البنية العسكريّة» لحركة حماس في شمال قطاع غزة الذي شهد قتالًا عنيفًا في الأشهر الأولى من العدوان.
وأعلن جيش الاحتلال أيضًا مواصلة عملياته في رفح في جنوب القطاع وفي وسطه.
في رفح القريبة من الحدود المصرية، توغلت الدبابات الإسرائيلية داخل عدة أحياء في شرق المدينة وغربها ووسطها، وقال مسعفون إن ستة أشخاص استشهدوا في عدوان إسرائيلي على منزل في حي الشابورة في قلب المدينة.
ونُقلت الجثث الست لأفراد من عائلة زعرب إلى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس القريبة. وشيع عشرات الأشخاص أمس جثامين أقاربهم وواروها الثرى.
وقال سكان إن الجيش الإسرائيلي أحرق مسجد العودة في وسط رفح، وهو أحد أشهر مساجد المدينة.
وقالت سهام الشوا (50 عامًا) من الشجاعية لوكالة فرانس برس: «حياتنا أصبحت جحيمًا، لا نعرف إلى أين نذهب لحماية أنفسنا وكلّ مكان معرض للقصف».
وقالت منظّمة الصحّة العالميّة الجمعة إنّ 32 مستشفى من أصل 36 في القطاع تضرّرت منذ السابع من أكتوبر، وأصبح عشرون منها خارج الخدمة.
وقالت متحدّثة باسم الأمم المتحدة الجمعة إنّ المدنيّين الفلسطينيّين في قطاع غزة مجبرون على العيش في مبان أو مخيّمات دمّرها القصف بجوار أكوام ضخمة من القمامة. وندّدت بظروف «لا تطاق» في القطاع.
وعرضت لويز ووتريدج من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الظروف المعيشية «القاسية جدًا» في قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة أمس أن حصيلة قتلى العدوان الإسرائيلي المستمر منذ نحو تسعة أشهر، ارتفعت إلى 37877 على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان إنها أحصت بين من وصلوا إلى المستشفيات «43 شهيدًا و111 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة» حتى صباح أمس. وأشارت إلى أن إجمالي عدد المصابين «بلغ 86969 إصابة منذ السابع من أكتوبر».
ولم تفض جهود وسطاء عرب، تدعمها الولايات المتحدة، حتى الآن إلى وقف لإطلاق النار. وتقول المقاومة إن أي اتفاق يجب أن يتضمن إنهاء العدوان والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، في حين تقول إسرائيل إنها لن تقبل سوى بوقف مؤقت للقتال يمكن تكراره لكنها لن تنهي الحرب قبل القضاء على حماس التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007.
اعتبر القيادي في حركة حماس الفلسطينية أسامة حمدان السبت أن ما ينقل عن الإدارة الأمريكية بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة يأتي في سياق ممارسة الضغوط على الحركة.
وقال حمدان في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة اللبنانية بيروت نشرته مواقع الحركة إن ما ينقل عن الإدارة الأمريكية بشأن المفاوضات يأتي في سياق ممارسة الضغوط المختلفة على الحركة، حتى توافق على الورقة الإسرائيلية كما هي.
ورغم ذلك أكد حمدان جاهزية حركته للتعامل بإيجابية مع أي صيغة تضمن بشكل أساسي ومباشر وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا شاملا من قطاع غزة وصفقة تبادل حقيقية.
وأفادت الإذاعة العبرية العامة في وقت سابق من يوم السبت بأن الإدارة الأمريكية تقدمت بنسخة منقحة لصفقة تبادل الأسرى تتضمن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
وقالت الإذاعة العبرية إن العرض الجديد يستند إلى الاقتراح الذي وافق عليه كابينت الحرب والذي قدمه رئيس الولايات المتحدة جو بايدن.
واعتبر حمدان أن الموقف الحقيقي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته مازال يتسم «بالمراوغة والتهرب من استحقاق الاتفاق، فهم لا يزالون يرفضون الإقرار بوقف دائم لإطلاق النار، أو بالانسحاب الكامل من غزة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك