العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

«الشخصية الوهمية».. والجرائم الإسرائيلية..!!

لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬كنا‭ ‬وما‭ ‬نزال‭ ‬نتعلم‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬ونطالع‭ ‬في‭ ‬الكتب‭ ‬ونقرأ‭ ‬في‭ ‬البحوث،‭ ‬ونشاهد‭ ‬البرامج‭ ‬التلفزيونية‭ ‬ونستمع‭ ‬الى‭ ‬البرامج‭ ‬الإذاعية،‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬جميعها‭ ‬أن‭ ‬‮«‬جابر‭ ‬بن‭ ‬حيان‮»‬‭ ‬عالم‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬الكيمياء‭ ‬والفلك‭ ‬والهندسة‭ ‬وغيرها،‭ ‬وله‭ ‬إسهامات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬العلمي‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭. ‬

ولكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تعلمناه‭ ‬وقرأنا‭ ‬عنه،‭ ‬وما‭ ‬شاهدناه‭ ‬واستمعنا‭ ‬إليه،‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬أصبح‭ ‬محل‭ ‬شك‭ ‬واختلاف،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الكيمياء،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ ‬‮«‬جابر‭ ‬بن‭ ‬حيان‮»‬‭ ‬ووجوده‭ ‬أصلا‭..!! ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬الإعلامية‭ ‬والمنابر‭ ‬العربية‭.‬

تذكرت‭ ‬هذا‭ ‬السجال‭ ‬الدائر‭ ‬اليوم،‭ ‬مع‭ ‬حالة‭ ‬الأسرى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬يتم‭ ‬إطلاق‭ ‬سراحهم‭ ‬من‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬حالة‭ ‬الأسرى‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬مجموعة‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬الأسر،‭ ‬وكيف‭ ‬هي‭ ‬الحالة‭ ‬المزرية‭ ‬والتعذيب‭ ‬الوحشي‭ ‬الذي‭ ‬يشكو‭ ‬منه‭ ‬الفلسطينيون،‭ ‬فيما‭ ‬الحالة‭ ‬الإنسانية‭ ‬للأسير‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬تختلف‭ ‬اختلافا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬حسن‭ ‬التعامل،‭ ‬وهذا‭ ‬بشهادة‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬أنفسهم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دعا‭ ‬السلطات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الى‭ ‬منع‭ ‬أسراها‭ ‬المفرج‭ ‬عنهم‭ ‬من‭ ‬التصريح‭ ‬والحديث‭ ‬للوسائل‭ ‬الإعلامية‭.‬

تلك‭ ‬الحالة‭ ‬المأساوية‭ ‬للأسير‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المفرج‭ ‬عنه،‭ ‬يصاحبها‭ ‬تصريحات‭ ‬إعلامية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬تدعي‭ ‬بأنها‭ ‬تراعي‭ ‬وتلتزم‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وبأن‭ ‬قرار‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬السجناء‭ ‬والأسرى‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬إنساني،‭ ‬وهي‭ ‬تتحمل‭ ‬ضغوطا‭ ‬داخلية‭ ‬من‭ ‬شخصيات‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬تطالب‭ ‬بقتل‭ ‬السجناء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والتخلص‭ ‬منهم،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬الأكل‭ ‬والشرب‭ ‬والرعاية‭ ‬لهم،‭ ‬مما‭ ‬يكلف‭ ‬الميزانية‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

هذا‭ ‬الحديث‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬المتبجح‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬ينطلي‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬عاقل،‭ ‬ولا‭ ‬يصدقه‭ ‬أي‭ ‬انسان،‭ ‬بل‭ ‬ولم‭ ‬يغير‭ ‬من‭ ‬موقف‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وشعوب‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وتجاوزاتها‭ ‬وخرقها‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني،‭ ‬كما‭ ‬ولا‭ ‬يرتقي‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬محلا‭ ‬للجدال‭ ‬والنقاش‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحاصل‭ ‬حول‭ ‬‮«‬شخصية‭ ‬جابر‭ ‬بن‭ ‬حيان‮»‬‭. ‬

ولعل‭ ‬ما‭ ‬تابعه‭ ‬العالم‭ ‬مؤخرا‭ ‬من‭ ‬مشهد‭ ‬مأساوي‭ ‬مؤلم،‭ ‬في‭ ‬قيام‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بإطلاق‭ ‬كلب‭ ‬بوليسي‭ ‬على‭ ‬مسنة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬لإخراجها‭ ‬عنوة‭ ‬من‭ ‬منزلها،‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬جباليا،‭ ‬بجانب‭ ‬ربط‭ ‬شاب‭ ‬فلسطيني‭ ‬فوق‭ ‬مركبة‭ ‬للجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والسير‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الشوارع،‭ ‬وكذلك‭ ‬صورة‭ ‬الأسير‭ ‬الفلسطيني‭ ‬‮«‬جاحظ‭ ‬العينين‮»‬،‭ ‬بسبب‭ ‬تعرضه‭ ‬إلى‭ ‬صدمة‭ ‬نفسية‭ ‬قوية‭ ‬خلال‭ ‬اعتقاله‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬الاسرائيلية،‭ ‬وحالة‭ ‬الذهول‭ ‬الكامل،‭ ‬وملامح‭ ‬الاضطراب‭ ‬النفسي‭ ‬الحاد‭ .. ‬تشكل‭ ‬جزءا‭ ‬بسيطا‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬اليومية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يؤكد‭ ‬بعض‭ ‬الساسة‭ ‬الأجانب‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬أمريكيا،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬إسرائيل‭ ‬دفاع‭ ‬مشروع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وكأن‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬أصيب‭ ‬بمرض‭ ‬الزهايمر‭ ‬حتى‭ ‬ينخدع‭ ‬بتلك‭ ‬التصريحات‭ ‬المستفزة‭. ‬

مؤخرا‭ ‬لاحظت‭ ‬الجماهير‭ ‬الكروية،‭ ‬أن‭ ‬المنتخب‭ ‬الإنجليزي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬وخلال‭ ‬مشاركته‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬نهائيات‭ ‬كأس‭ ‬أمم‭ ‬أوروبا،‭ ‬ومن‭ ‬قبلها‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المباريات،‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬لاعبوه‭ ‬بلبس‭ ‬قمصان‭ ‬تحمل‭ ‬أسماء‭ ‬كل‭ ‬لاعب‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬المباراة،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الثاني‭ ‬يقوم‭ ‬لاعبو‭ ‬المنتخب‭ ‬الإنجليزي‭ ‬بلبس‭ ‬قمصان‭ ‬جديدة،‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬أسماء‭ ‬اللاعبين‭.. ‬وحينما‭ ‬سأل‭ ‬المنتخب‭ ‬الإنجليزي‭ ‬عن‭ ‬السبب؟‭ ‬قال‭: ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬بهدف‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬بمرض‭ ‬الزهايمر،‭ ‬كمبادرة‭ ‬حضارية‭ ‬وإنسانية‭ ‬جميلة‭.‬

ومع‭ ‬الجدل‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬شخصية‭ ‬‮«‬جابر‭ ‬بن‭ ‬حيان‮»‬‭.. ‬ومع‭ ‬تغير‭ ‬قصمان‭ ‬المنتخب‭ ‬الانجليزي‭ ‬لزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬بمرض‭ ‬الزهايمر‭.. ‬أصبح‭ ‬لزاما‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نؤكد‭ ‬أن‭ ‬الجرائم‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة،‭ ‬حقيقة‭ ‬دامغة،‭ ‬ووصمة‭ ‬عار‭ ‬في‭ ‬جبين‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬المصاب‭ ‬بالزهايمر‭ ‬والتصريحات‭ ‬الوهمية‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا