غزة – الوكالات: اعلنت حركة حماس أمس أنها ارسلت الى الوسطاء القطريين «بعض الأفكار» الهادفة الى إنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ نحو تسعة أشهر.
وصرح مصدر مسؤول في حركة حماس «تبادلنا بعض الأفكار مع الإخوة الوسطاء بهدف وقف العدوان على شعبنا الفلسطيني».
وليل الأربعاء، قالت حماس في بيان إنّ «رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى خلال الساعات الأخيرة اتصالات مع الإخوة الوسطاء في قطر ومصر حول الأفكار التي تتداولها الحركة معهم بهدف التوصل لاتفاق يضع حداً للعدوان الغاشم الذي يتعرض له شعبنا الأبيّ في قطاع غزة».
وقال مصدر مطلع على المحادثات إن «القطريين، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، كانوا يتواصلون مع حماس وإسرائيل خلال الأسابيع الماضية في محاولة لسد الفجوات المتبقية».
وقال مصدر فلسطيني مقرب من جهود الوساطة لرويترز إن حماس أبدت مرونة بشأن بعض البنود، وسيسمح ذلك بالتوصل إلى اتفاق إطاري إذا وافقت إسرائيل.
وتلقت إسرائيل الأربعاء رد حماس على مقترح أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في أواخر مايو سيتضمن الإفراج عن نحو 120 رهينة محتجزين في غزة ووقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.
وتشمل الخطة الإفراج التدريجي عن رهائن من الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية خلال المرحلتين الأوليين، بالإضافة إلى إطلاق سراح سجناء فلسطينيين. وستتضمن المرحلة الثالثة إعادة إعمار القطاع الذي دمره العدوان وإعادة رفات الرهائن الذين لقوا حتفهم.
وبعدما عقد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس اجتماعاً لمجلس الوزراء الأمني لبحث مقترحات حركة حماس، أقر نتنياهو بإرسال وفد إلى القاهرة لبدء مفاوضات تفصيلية حول صفقة تبادل الأسرى.
وأفاد مكتب نتنياهو بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه قرر إرسال وفد لمواصلة المفاوضات بشأن الأسرى برئاسة رئيس الموساد، مشدداً على أن إسرائيل لن تنهي الحرب إلا بعد تحقيق جميع أهدافها.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت»، أن هناك تفاؤلاً في إسرائيل بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن غزة خلال 3 أسابيع.
وقالت «بعد يوم من رد حماس على عرض الصفقة، فإنهم في إسرائيل متفائلون ويعتقدون أن التوصل إلى صفقة رهائن خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع أمر ممكن، ولكنه ليس سهلاً».
من جانبه، كشف مسؤول إسرائيلي أن حماس لم تعد تطالب بانسحاب إسرائيل الكامل من غزة بالمرحلة الأولى من وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، والتي ستستمر ستة أسابيع.
وبين أن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل الذي يتشكل يضمن لإسرائيل إمكانية العودة إلى الحرب، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقات بشأن المرحلة الثانية خلال المرحلة الأولى، وفق ما نقلته الصحيفة.
وأبدى الفلسطينيون في غزة تفاؤلا حذرا إزاء تلك الأنباء. وقال يوسف «إحنا نأمل أنه هاي نهاية الحرب لأنه إحنا تعبنا وما راح نتحمل انتكاسات وإحباطات جديدة»، ولدى يوسف ابنان وهو نازح في الوقت الحالي في خان يونس جنوب القطاع.
وأضاف لرويترز عبر أحد تطبيقات المراسلة «كل ساعة زيادة في ها الحرب معناها ناس كتير تانية راح تموت وبيوت كتير راح تتدمر، بيكفي، أنا بقول هيك لقياداتنا، لإسرائيل وللعالم».
وقالت وزارة الصحة في غزة أمس إن أكثر من 38 ألف فلسطيني استشهدوا وأصيب 87445 آخرون في العدوان المستمر منذ نحو تسعة أشهر.
وذكر مسعفون أن ضربة إسرائيلية أصابت مدرسة في مدينة غزة، وقالت خدمة الطوارئ المدنية إن خمسة فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون، كما استشهدت امرأة وأصيب عدة أشخاص في ضربات إسرائيلية أخرى في البلدة القديمة بمدينة غزة أمس.
وقال سكان إن دبابات قصفت عدة مناطق في الجانب الشرقي من خان يونس بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بالإخلاء يوم الثلاثاء، لكن الدبابات لم تدخل هذه المناطق.
وأفاد مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني بأن طائرات ودبابات إسرائيلية قصفت عدة مناطق في أحياء الشجاعية والصبرة والدرج والتفاح، ما أسفر عن استشهاد عدة فلسطينيين منهم أطفال وإصابة آخرين.
وواصل فلسطينيون كثيرون أمس البحث عن ملاذ عقب أمر الإخلاء الذي شمل أيضا مدينة رفح، وتقول الأمم المتحدة إنه أمر الإخلاء الصادر لأكبر عدد من السكان بعد أن صدر أمر لنحو 1.1 مليون شخص بمغادرة شمال القطاع في أكتوبر.
وقال سكان خان يونس إن أسرا كثيرة تنام على الطرق لأنها لا تستطيع العثور على خيام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك