أكد مدير إدارة الآثار والمتاحف بهيئة البحرين للثقافة والآثار، د. سلمان المحاري أن وجود أشجار القرم في البحرين قد يفوق الألفي عام، حيث ورد ذكرها في المصادر التاريخية منذ قرون عديدة.
ونقل د. المحاري عن المؤرخ اليوناني ثيوفراستوس في وصفه لجزيرة البحرين، أن «تمتلئ الشواطئ الشرقية لجزيرة تايلوس بأشجار تشبه أشجار التين ولها ثمار غير قابلة للأكل وأزهار ذات رائحة قوية ونفاذة. تنبت في البحر وتقف كحاجز منتظم يحمي الجزيرة». ويرى المحققون لهذا الوصف أن المقصود هو أشجار القرم.
جدير بالذكر أن الفيلسوف ثيوفراستس في كتابه تاريخ النبات وذلك في الحديث عن نباتات تايلوس وهو ما نقل عن أنذروسثينس الذي زار تايلوس العام 323 ق. م. هو أول ذكر لتلك الأشجار.
وأضاف المحاري «كانت تستخدم تلك أخشاب تلك الأشجار قديما في صناعة القوارب، حيث تمتاز بالأخشاب القوية». ويبين «كما تستخدم أخشابها لأسقف المنازل واعمال البناء، لكنها لم تكن بالجودة والأطوال المناسبة، ذلك كان يعتمد بشكل أكبر على اخشاب زنجبار».
وتصنف نباتات أشجار القرم كمجموعة من الأشجار والشجيرات الاستوائية والمدارية وشبه المدارية دائمة الخضرة تتفاوت في ارتفاعها بحسب الظروف البيئية التي تعيش فيها وتنمو في المستنقعات المائية في مناطق ما بين المد والجزر على السواحل البحرية والمصبات النهرية وهي نباتات مقاومة للملوحة ومتأقلمة معها بشكل طبيعي.
وتشير التقارير العلمية إلى إفراز الأملاح عن طريق غدة ملحية خاصة والبعض الآخر تركز الأملاح في أوراقها ثم تلغى هذه الأوراق، وتشكل مجموعة أشجار وشجيرات القرم على السواحل ما يعرف بمستنقعات القرم التي تتميز بكثافتها وتشابكها، وتعمل على ترسيب الرمل والطمي، وتعمل أيضاً على توفير البيئة المناسبة للعديد من الكائنات الحية بمختلف أنواعها وتعد بيئة طبيعية لتكاثر القشريات وملجأ للطيور.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك