العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

تحليل: موسكو ونيودلهي وبكين تدعو إلى «عالم متعدد الأقطاب»

الخميس ١١ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

وارسو‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬يردّد‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬وشي‭ ‬جينبينغ‭ ‬وناريندا‭ ‬مودي‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬عالم‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬كأنها‭ ‬نهج‭ ‬مشترك‭. ‬لكن‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬رغبتهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الهيمنة‭ ‬الغربية،‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬رؤاهم‭ ‬متقاربة‭. ‬تقود‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إيران‭ ‬وكوريا‭ ‬الشمالية،‭ ‬الدعوات‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬جديد‭ ‬يكون‭ ‬فيه‭ ‬دور‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفائها‭ ‬الغربيين‭ ‬مقلصا‭. ‬

مطلع‭ ‬يوليو،‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬شي‭ ‬جينبينغ‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬منظمة‭ ‬شنغهاي‭ ‬للتعاون‭: ‬‮«‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ندافع‭ ‬بشكل‭ ‬مشترك‭ ‬عن‭ ‬عالم‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب،‭ ‬متساوٍ‭ ‬ومنظم‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬شدّد‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬جميع‭ ‬المشاركين‭ (...) ‬ملتزمون‭ ‬بتشكيل‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬عادل‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‮»‬‭. ‬أما‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الهندي‭ ‬ناريندرا‭ ‬مودي‭ ‬فأكّد‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬2023‭ ‬أن‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد‭ ‬سيكون‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‮»‬‭. ‬

في‭ ‬خطاباته،‭ ‬يوصّف‭ ‬بوتين‭ ‬غزو‭ ‬روسيا‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬بأنه‭ ‬نضال‭ ‬ضد‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬حربا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬المجاورة‭. ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬تروق‭ ‬بكين‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬طموحاتها‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬آسيا‭ ‬والمحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مهيمنة‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭. ‬وسيكون‭ ‬ذلك‭ ‬شكلا‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الانتقام‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬هؤلاء‭ ‬القادة،‭ ‬إذ‭ ‬إنهم‭ ‬يحكمون‭ ‬دولا‭ ‬تضررت‭ ‬من‭ ‬سقوط‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬والاستعمار‭ ‬وحتى‭ ‬الرأسمالية‭ ‬المعولمة‭ ‬التي‭ ‬تخدم،‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬المصالح‭ ‬الغربية‭. ‬

قال‭ ‬المحلل‭ ‬السياسي‭ ‬الفرنسي‭ ‬جان‭-‬مارك‭ ‬بالانسي‭ ‬إنهم‭ ‬يتشاركون‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬موحّدة‭ ‬للضغط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نهاية‭ ‬العصر‭ ‬الغربي‮»‬‭. ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬طموحا‭ ‬موحدا‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭. ‬وأوضح‭ ‬بالانسي‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬يفتح‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السيناريوهات‭ ‬لأن‭ ‬القادة‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬لديهم‭ ‬مصالح‭ ‬متضاربة‮»‬‭. ‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬أوضح‭ ‬ستيفن‭ ‬فيرتهايم‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬كارنيغي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ (...) ‬تقول‭ ‬إنها‭ ‬تريد‭ ‬عالما‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬موسكو‭ ‬وبكين‭ ‬ونيودلهي‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬‮«‬تحديدا‭ ‬نوع‭ ‬النظام،‭ ‬وخصوصا‭ ‬المؤسساتي،‭ ‬الذي‭ ‬تسعى‭ ‬الى‭ ‬تحقيقه‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬20‭ ‬عاما‮»‬‭. ‬وقالت‭ ‬يون‭ ‬سون‭ ‬المديرة‭ ‬المشاركة‭ ‬لبرنامج‭ ‬الصين‭ ‬وشرق‭ ‬آسيا‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬ستيمسون‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬إن‭ ‬رفض‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬الغرب‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬تتقاسم‭ ‬الرؤية‭ ‬نفسها‭ ‬لما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عليه‭ ‬البديل‮»‬‭. ‬

وبالتالي،‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬المبادئ‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬ينشرها‭ ‬الكرملين‭ ‬ونيودلهي‭ ‬والصين‭ ‬مليئة‭ ‬بالوعود‭ ‬القوية‭ ‬حول‭ ‬إحداث‭ ‬تغيير‭ ‬جذري‭ ‬في‭ ‬الجيوسياسة‭. ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬البيانات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الصين‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬حول‭ ‬مقترحاتها‭ ‬لـ‮«‬مستقبل‭ ‬مشترك‮»‬‭: ‬‮«‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نبني‭ ‬شراكات‭ ‬تتعامل‭ ‬فيها‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‮»‬‭. ‬

من‭ ‬جهتها،‭ ‬تريد‭ ‬موسكو‭ ‬تعزيز‭ ‬‮«‬الأغلبية‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬‮«‬المليار‭ ‬الذهبي‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬الغرب‭. ‬و«المليار‭ ‬الذهبي‮»‬‭ ‬هو‭ ‬نظرية‭ ‬مؤامرة‭ ‬شائعة‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬نخبة‭ ‬عالمية‭ ‬سرّية‭ ‬تحتفظ‭ ‬بموارد‭ ‬العالم‭. ‬واعتبر‭ ‬الخبير‭ ‬السياسي‭ ‬الروسي‭ ‬سيرغي‭ ‬كاراغانوف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأولويات‭ ‬المؤسساتية‭ ‬هي‭ ‬كالآتي‭: ‬تطوير‭ ‬منظمات‭ ‬خاصة‭ ‬لدول‭ (‬الأغلبية‭ ‬العالمية‭) ‬لا‭ ‬تمثّل‭ ‬فيها‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬وإنشاء‭ ‬منصات‭ ‬تكنولوجية‮»‬‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬و«توسع‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬والعلوم‮»‬‭. ‬

لكنّ‭ ‬هذه‭ ‬الصيغ‭ ‬التبسيطية‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تتجاهل‭ ‬التصدعات‭ ‬الجيوسياسية‭. ‬ففي‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬تثير‭ ‬الطموحات‭ ‬الصينية‭ ‬القلق،‭ ‬وفي‭ ‬الدول‭ ‬السوفيتية‭ ‬السابقة،‭ ‬تثير‭ ‬المطالبات‭ ‬الروسية‭ ‬المخاوف،‭ ‬فيما‭ ‬تشكّل‭ ‬التوترات‭ ‬الصينية‭-‬الهندية‭ ‬مثالا‭ ‬آخر‭ ‬لمصدر‭ ‬الخلافات‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا