موسكو - (أ ف ب): تدرس روسيا «تدابير» لاحتواء «التهديد الخطر» الذي يمثله حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وفق ما نقلت وكالات أنباء روسية عن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس الخميس. وأضاف بيسكوف أن الناتو الذي يختتم قمته في واشنطن الخميس أصبح الآن «منخرطا بشكل كامل في الصراع في أوكرانيا». وتابع: «نحن مضطرون إلى تحليل القرارات التي اتخذت (في قمة واشنطن الأربعاء) والمناقشات التي جرت، وإلى تحليل نص الإعلان الذي تم تبنيه بدقة».
وأضاف: «هذا تهديد خطر جدا للأمن القومي سيجبرنا على اتخاذ إجراءات مدروسة ومنسّقة وفعالة لاحتواء الناتو»، من دون تقديم تفاصيل حول موعد تنفيذها ولا طبيعتها. وأكد بيسكوف: «نحن نلاحظ أن خصومنا في أوروبا وفي الولايات المتحدة ليسوا مناصرين للحوار. وبالنظر إلى الوثائق المعتمدة في قمة الناتو، فهم ليسوا مناصرين للسلام». وتابع أن «هذا التحالف هو أداة للمواجهة وليس للسلام والأمن».
ويوم الأربعاء، عزّز حلف شمال الأطلسي دعمه لأوكرانيا بالتزامات عسكرية ومالية، كما أعلن أن أوكرانيا تسير في «مسار لا رجعة فيه» نحو الانضمام إلى الناتو. وقال بيسكوف: «منذ البداية قلنا إن توسع الناتو إلى أوكرانيا يشكل تهديدا غير مقبول بالنسبة إلينا (...) نحن نرى أن الناتو يتبنى وثيقة تفيد بأن أوكرانيا ستنضم بالتأكيد إلى الناتو».
وفي هذه الأثناء اعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوجان أمس الخميس أن احتمال نشوب «صراع مباشر بين حلف شمال الأطلسي وروسيا مقلق»، وفق تصريحات نقلتها وكالة انباء الأناضول التركية الرسمية. وقال اردوجان الموجود في واشنطن لحضور قمة حلف شمال الأطلسي إن «احتمال نشوب صراع مباشر بين الناتو وروسيا أمر مقلق بلا شك». وأضاف: «يجب تجنّب أي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى هذه العاقبة».
وقرر حلف شمال الأطلسي الذي اختتم اجتماعاته مساء الخميس في العاصمة الأمريكية بحضور الرئيس فولوديمير زيلينسكي تعزيز مساعدته لأوكرانيا بإرسال مقاتلات وبطاريات مضادة للطائرات. وردا على ذلك، قال الكرملين إن الناتو أصبح «منخرطا بشكل كامل» في الصراع في أوكرانيا، مضيفا أنه يدرس «تدابير» لاحتواء هذا «التهديد الخطر».
وتحاول أنقرة البقاء على مسافة متساوية من موسكو وكييف منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022. واعتبر أردوجان العام الماضي أن أوكرانيا «تستحق» الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مؤكدا الخميس أهمية الحلف كمنظمة دولية. وقال: «لا نعتقد أن منظمة شنغهاي للتعاون بديل من حلف شمال الأطلسي». وأضاف: «كذلك لا نعتبر بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) بديلاً من أي هيكل آخر».
من جانبها طالبت بكين أمس الخميس حلف شمال الأطلسي بالتوقّف عن «التحريض على المواجهة»، وذلك ردّاً على إبداء قادة الدول الأعضاء في الحلف «قلقهم العميق» حيال العلاقات الصينية-الروسية الوثيقة واتّهامهم الصينيين بتقديم مساعدة حيوية لروسيا في غزوها لأوكرانيا.
وقالت البعثة الصينية لدى الاتّحاد الأوروبي في بيان: «يجب على حلف شمال الأطلسي أن يتوقف عن تضخيم ما يسمّى تهديداً صينياً، وأن يتوقّف عن التحريض على المواجهة والتنافس، وأن يسهم بشكل أكبر في السلام والاستقرار في العالم». وإذ أعربت الصين في بيانها عن «استيائها الشديد»، ندّدت بالبيان الصادر عن قادة الحلف و«المشبع بعقلية جديرة بالحرب الباردة وبخطاب عدائي» و«المليء بافتراءات».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك