دمشق - (أ ف ب): قال الرئيس السوري بشار الأسد أمس الإثنين إنه مستعد للقاء نظيره التركي رجب طيب أردوجان إذا كان ذلك يحقق مصلحة بلاده، لكنه اعتبر أن المشكلة ليست في اللقاء بحدّ ذاته إنما في «مضمونه». وقال الأسد للصحفيين على هامش اقتراعه في لانتخابات التشريعية «إذا كان اللقاء (مع أردوجان) يؤدي الى نتائج أو إذا كان العناق أو العتاب (..) يحقق مصلحة البلد، فسأقوم به»، «لكن المشكلة لا تكمن هنا (..) وإنما في مضمون اللقاء» متسائلاً عن معنى اي اجتماع لا يناقش «انسحاب» القوات التركية من شمال سوريا.
وقد بدأ السوريون في مناطق سيطرة الحكومة أمس الاثنين التوجه الى مراكز الاقتراع من أجل انتخاب أعضاء مجلس الشعب، في استحقاق هو الرابع من نوعه منذ اندلاع النزاع في عام 2011، ولا يُتوقّع أن يحدث تغييراً في المشهد السياسي في البلاد. وشهدت ساعات الصباح الأولى هدوءاً في غالبية المراكز، باستثناء محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب البلاد التي شهدت تحركات احتجاجية رفضاً لتنظيم الانتخابات.
وفتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها 8151 مركزاً في مناطق سيطرة الحكومة، أبوابها عند الساعة 07:00 صباحاً بالتوقيت المحلي (04:00 بتوقيت جرينتش)، وفق مراسلي وكالة فرانس برس، على أن تغلق عند الساعة 07:00 مساءً. في أحد مراكز الاقتراع في العاصمة دمشق، أقبل العشرات منذ الصباح للإدلاء بأصواتهم، من بينهم الموظفة في وزارة الصحة بدور أبو غزالة (49 عاماً).
وقالت أبو غزالة بعدما اقترعت باكراً قبل التوجه إلى عملها: «علينا ألّا نيأس من التغيير رغم الظروف الصعبة... يجب أن نتحمل مسؤوليتنا في انتخاب الأشخاص الجيدين وألا نكرر أخطاء الماضي في انتخاب أسماء قديمة لم تستطع تغيير شيء». ونشرت الرئاسة السورية صوراً للرئيس بشار الأسد وهو يدلي بصوته في أحد مراكز الاقتراع في العاصمة.
وتنتقد تحالفات سياسيّة معارضة تأسّست خارج البلاد «عبثية» الانتخابات. وقال رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة بدر جاموس الاسبوع الماضي إنها «تكرار لكل الانتخابات السابقة التي تمثّل السلطة الحاكمة وحدها» بغياب تسوية سياسية للنزاع الذي أودى بحياة أكثر من نصف مليون سوري. ويتنافس 1516 مُرشّحاً للفوز بـ 250 مقعداً، بعد انسحاب أكثر من 7400 مرشّح وفق اللجنة القضائية العليا للانتخابات. وتتوزّع المقاعد مناصفة تقريباً بين قطاع العمّال والفلاحين (127 مقعدا) وبقيّة فئات الشعب (123 مقعداً).
وتنظم الانتخابات التشريعية مرة كل أربع سنوات، ويفوز فيها بانتظام حزب البعث الذي يقوده الأسد بغالبيّة المقاعد، وتغيّب أيّ معارضة فعليّة مؤثرة داخل سوريا بينما لا تزال مناطق واسعة خارج سيطرته. وبخلاف الهدوء الذي شهدته مراكز الاقتراع في مناطق سيطرة الحكومة، شهدت مدينة السويداء وقرى محيطة بها تحركات اعتراضاً على تنظيم الانتخابات. وهاجم سكّان مراكز اقتراع عدة، حيث أقدم «بعض المحتجين على تحطيم وحرق صناديق الاقتراع»، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في بريطانيا.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرتها شبكة «السويداء 24» المحلية الإخبارية على فيسبوك، عشرات المحتجين في مركز مدينة السويداء. وتقدّمت نساء المتظاهرين رافعات لافتات كتب على إحداها «لا مكان لهذه العصابة الحاكمة في حاضر السوريين ومستقبلهم، كفى ارحلوا»، وأخرى «لا ينتخب الفاسد إلّا الفاسد». وفي مقطع فيديو آخر، ظهر عشرات الشبان وهم يرمون بطاقات الاقتراع على الأرض بينما قام أحدهم بتمزيقها في قرية القريا في ريف السويداء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك