العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

حادثة سرقة في مجمع «111»

كانت‭ ‬عقارب‭ ‬الساعة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬الثانية‭ ‬فجرا‭.. ‬الهدوء‭ ‬والسكون‭ ‬يحيطان‭ ‬بالمكان‭.. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يعلم‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬تسلل‭ ‬إلى‭ ‬بيوتهم‭.. ‬كان‭ ‬يدفع‭ ‬الأبواب‭ ‬والكراجات،‭ ‬ليتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أهل‭ ‬المنزل‭ ‬لم‭ ‬يغلقوها‭ ‬جيدا‭.. ‬ثم‭ ‬سطا‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬المنازل‭ ‬والناس‭ ‬نيام،‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬سرقة‭ ‬ما‭ ‬خف‭ ‬حمله‭ ‬وغلى‭ ‬ثمنه‭. ‬

هذا‭ ‬ما‭ ‬كشفته‭ ‬الكاميرات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬منازل‭ ‬الجيران‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي،‭ ‬بعدما‭ ‬اكتشف‭ ‬أهل‭ ‬أحد‭ ‬المنازل‭ ‬أنهم‭ ‬تعرضوا‭ ‬للسرقة،‭ ‬وقد‭ ‬باشر‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬دورهم‭ ‬ومسؤوليتهم،‭ ‬وقاموا‭ ‬بزيارة‭ ‬مسرح‭ ‬الجريمة‭ ‬‮«‬المنزل‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تعرض‭ ‬للسرقة،‭ ‬والبيوت‭ ‬القريبة‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬وقاموا‭ ‬برفع‭ ‬البصمات،‭ ‬وأبلغوا‭ ‬الناس‭ ‬هناك‭ ‬بأن‭ ‬دوريات‭ ‬أمنية‭ ‬ستكون‭ ‬مضاعفة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭.‬

لقد‭ ‬أظهرت‭ ‬الكاميرات‭ ‬الأمنية‭ ‬ملامح‭ ‬السارق،‭ ‬شاب‭ ‬بلباس‭ ‬رياضي‭ ‬أسود،‭ ‬ويرتدي‭ ‬قبعة،‭ ‬وجهه‭ ‬مكشوف‭ ‬وملاحظ،‭ ‬حركته‭ ‬كانت‭ ‬دقيقة،‭ ‬ويحمل‭ ‬في‭ ‬يديه‭ ‬كيسا‭ ‬لحمل‭ ‬المسروقات‭.. ‬واضح‭ ‬أنه‭ ‬درس‭ ‬المنطقة‭ ‬جيدا،‭ ‬وسبق‭ ‬وأن‭ ‬زار‭ ‬المنطقة،‭ ‬وجاء‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬البيوت‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬مختلفة،‭ ‬وتعرف‭ ‬على‭ ‬المنازل‭ ‬التي‭ ‬يترك‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬أبوابها‭ ‬غير‭ ‬محكمة‭ ‬الإغلاق،‭ ‬ودرس‭ ‬التوقيت‭ ‬المناسب‭ ‬للسرقة،‭ ‬في‭ ‬عز‭ ‬الليل‭ ‬وقبل‭ ‬أذان‭ ‬الفجر‭.‬

أصبحت‭ ‬حكاية‭ ‬السرقة،‭ ‬حديث‭ ‬‮«‬الفريج‮»‬‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ (‬111‭) ‬السكني،‭ ‬ذلك‭ ‬المجمع‭ ‬الذي‭ ‬اختلطت‭ ‬فيه‭ ‬العمارات‭ ‬السكنية‭ ‬مع‭ ‬البيوت‭ ‬الأسرية،‭ ‬مع‭ ‬سكن‭ ‬العمال‭ ‬والعزاب،‭ ‬مع‭ ‬المشاريع‭ ‬الانشائية‭ ‬والمحلات‭ ‬التجارية،‭ ‬ومحطة‭ ‬تزويد‭ ‬البترول‭.. ‬والحركة‭ ‬هناك‭ ‬مستمرة،‭ ‬والمنطقة‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬للسرقة‭ ‬تقع‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المحلات‭.. ‬واضح‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬السارق‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬الجرأة‭ ‬الكثير‭.. ‬ولكنها‭ ‬جرأة‭ ‬غير‭ ‬شريفة‭ ‬وغير‭ ‬أخلاقية‭.  ‬

في‭ ‬مساء‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم،‭ ‬طرق‭ ‬باب‭ ‬منزلي‭ ‬رجال‭ ‬الأمن،‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬المحترم،‭ ‬طلبوا‭ ‬مني‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬فيديو‭ ‬الكاميرات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬على‭ ‬المنزل،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬قاموا‭ ‬بذلك‭ ‬مع‭ ‬بيوت‭ ‬الجيران‭ ‬ممن‭ ‬وضعوا‭ ‬الكاميرات‭ ‬الأمنية‭ ‬على‭ ‬منازلهم،‭ ‬ولكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الشركة‭ ‬التي‭ ‬ركبت‭ ‬لي‭ ‬الكاميرات‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬ببرمجة‭ ‬الجهاز‭ ‬لتخزين‭ ‬مدة‭ ‬التسجيل‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬واحد،‭ ‬مما‭ ‬لم‭ ‬يمكن‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التسجيل‭ ‬المطلوب‭ ‬مني،‭ ‬ولكنهم‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬وجدوه‭ ‬في‭ ‬منازل‭ ‬الجيران،‭ ‬وقد‭ ‬قمت‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬بإعادة‭ ‬برمجة‭ ‬تسجيلات‭ ‬الكاميرات‭ ‬الأمنية‭ ‬لمدة‭ ‬شهر‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭.‬

لقد‭ ‬أصبح‭ ‬أهل‭ ‬‮«‬الفريج‮»‬‭ ‬أكثر‭ ‬حذرا‭ ‬ووعيا‭ ‬في‭ ‬مضاعفة‭ ‬الحماية‭ ‬والأمن،‭ ‬وتركيب‭ ‬الكاميرات‭ ‬الأمنية،‭ ‬وإغلاق‭ ‬أبواب‭ ‬البيوت،‭ ‬وأبواب‭ ‬السيارات‭ ‬والمركبات‭ ‬الواقفة‭ ‬بالخارج‭.. ‬وحصل‭ ‬وعي‭ ‬عام‭ ‬بأهمية‭ ‬عدم‭ ‬ترك‭ ‬‮«‬أوراق‭ ‬وبروشرات‮»‬‭ ‬الإعلانات‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬توضع‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬المنازل،‭ ‬وفي‭ ‬بقائها‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬إشارة‭ ‬الى‭ ‬السارق‭ ‬بأن‭ ‬البيت‭ ‬لا‭ ‬يسكنه‭ ‬أحد‭ ‬حاليا‭ ‬وأهله‭ ‬بالخارج‭.. ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تشغيل‭ ‬الأنوار‭ ‬الخارجية‭ ‬للمنازل‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المسائية‭.‬

لا‭ ‬تزال‭ ‬عملية‭ ‬البحث‭ ‬والتحري‭ ‬جارية‭ ‬ومستمرة،‭ ‬ونعلم‭ ‬علم‭ ‬اليقين‭ ‬أن‭ ‬يقظة‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تسجل‭ ‬أي‭ ‬جريمة‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬مجهول‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬المجرم‭ ‬مهما‭ ‬امتلك‭ ‬من‭ ‬الحذر‭ ‬والحيطة،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬شر‭ ‬أعماله،‭ ‬فالجريمة‭ ‬تبقى‭ ‬ناقصة‭ ‬غير‭ ‬مكتملة‭ ‬الأركان‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الأساليب‭ ‬التي‭ ‬تستخدمها‭.‬

تركيب‭ ‬الكاميرات‭ ‬الأمنية‭ ‬على‭ ‬المنازل‭ ‬أصبح‭ ‬أمرا‭ ‬ضروريا،‭ ‬يساعد‭ ‬الجهود‭ ‬الأمنية،‭ ‬كما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الممتلكات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة،‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬استتباب‭ ‬الأمن‭ ‬والاطمئنان‭.. ‬ويحمي‭ ‬حقوق‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬لو‭ ‬حصلت‭ ‬أي‭ ‬جريمة‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭.. ‬وبانتظار‭ ‬خبر‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬السارق‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ (‬111‭).‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا