العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

أولمبياد استثنائي

}‭ ‬قلنا‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬أمس‭ ‬عن‭ ‬افتتاح‭ ‬اولمبياد‭ ‬باريس‭ ‬بأنه‭ (‬استثنائي‭)‬؛‭ ‬لكن‭ ‬استثنائيته‭ ‬فيما‭ ‬حواه‭ ‬من‭ ‬فقرات‭ ‬تتنافى‭ ‬والقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والدينية،‭ ‬وحيث‭ ‬عبر‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المتابعين‭ ‬عن‭ ‬امتعاضهم‭ ‬بما‭ ‬تمّ‭ ‬تجسيده‭ ‬خلال‭ ‬الحفل؛‭ ‬وكأنّ‭ ‬المنظمين‭ ‬أرادوا‭ ‬فرض‭ ‬رؤيتهم‭ ‬على‭ ‬الاخرين؛‭ ‬باستغلال‭ ‬أكبر‭ ‬تظاهرة‭ ‬رياضية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬ان‭ ‬السخط‭ ‬أبداه‭ ‬غالبية‭ ‬العالم‭!‬

 

}‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬قد‭ ‬يتجاهلها‭ ‬المتابعون‭ ‬للأولمبياد‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬المنافسات‭ ‬الرياضية‭ ‬المختلفة،‭ ‬والتسابق‭ ‬على‭ ‬حصد‭ ‬الميداليات،‭ ‬وان‭ ‬الاعلام‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬عصب‭ ‬المنافسة‭ ‬سيشغل‭ ‬نفسه‭ ‬بالأبطال،‭ ‬وبيان‭ ‬حصاد‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬الاوسمة؛‭ ‬لأن‭ ‬الكبرى‭ ‬منها؛‭ ‬جاءت‭ ‬لعد‭ ‬ما‭ ‬يجنيه‭ ‬ابطالها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الالعاب،‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬ما‭ ‬علق‭ ‬بالافتتاح‭ ‬عالق‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬التاريخ‭.‬

 

}‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬ان‭ ‬الأولمبياد‭ ‬يفتقد‭ ‬الى‭ ‬وجود‭ ‬الرياضيين‭ ‬الروس؛‭ ‬والذين‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬يشكلون‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬كالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬القوة‭ ‬التنافسية‭ ‬الحقيقية‭ ‬على‭ ‬حصاد‭ ‬الميداليات‭ ‬منذ‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬السابق‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬روسيا‭ ‬قوامه‭ (‬الاساس‭) ‬اليوم؛‭ ‬ولكنها‭ ‬السياسة‭ ‬القبيحة‭ ‬التي‭ ‬ابعدت‭ ‬الرياضيين‭ ‬الروس‭ ‬وأبقت‭ ‬غيرهم‭.‬

 

}‭ ‬هذا‭ ‬التغييب‭ (‬القسري‭) ‬للرياضيين‭ ‬الروس؛‭ ‬وفي‭ ‬جملتهم‭ ‬ابطال‭ ‬لهم‭ ‬قيمتهم‭ ‬في‭ ‬المنافسات‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الالعاب؛‭ ‬سيجعل‭ ‬الأبطال‭ ‬الحاليين؛‭ ‬يتنافسون‭ ‬مع‭ ‬أنفسهم؛‭ ‬وهذه‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يُغيّب‭ ‬فيها‭ ‬رياضيون‭ ‬عن‭ ‬الأولمبياد‭ ‬بسبب‭ ‬السياسة،‭ ‬فقد‭ ‬حدث‭ ‬ذلك‭ ‬غير‭ ‬مرة؛‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬وحتّى‭ ‬الان،‭ ‬مما‭ ‬يُفقد‭ ‬بعض‭ ‬الرياضات‭ ‬منافستها‭ ‬الحقيقية؛‭ ‬لغياب‭ ‬طرف‭ ‬أصيل‭ ‬بإبطاله‭ ‬عن‭ ‬المنافسات‭.‬

 

}‭ ‬وحين‭ ‬تُقحم‭ ‬السياسة‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬الرياضة‭ ‬تظهر‭ ‬تأثيراتها‭ (‬السلبية‭) ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬اولمبياد‭ ‬موسكو‭ (‬1980‭) ‬الذي‭ ‬غابت‭ ‬عنه‭ ‬أمريكا‭ ‬وحليفاتها،‭ ‬وردّت‭ ‬روسيا‭ ‬لها‭ ‬الصاع‭ ‬في‭ ‬اولمبياد‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس‭ (‬1984‭) ‬فغابت‭ ‬وشركائها؛‭ ‬فغاب‭ ‬ابطال‭ ‬مؤثرين‭ ‬عن‭ ‬الحدثين،‭ ‬رغم‭ ‬ان‭ ‬المدينتين‭ ‬أبدعتا‭ ‬في‭ ‬الافتتاح‭ ‬والختام،‭ ‬ورُبما‭ ‬لم‭ ‬يُقدم‭ ‬ما‭ ‬يشابههما،‭ ‬وبالذات‭ ‬إبداع‭ ‬الروس‭ ‬في‭ ‬أبعاد‭ ‬سحابة‭ ‬مطيرة‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬تُفسد‭ ‬الختام‭!‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا