العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

عرض من شارون بنت ستون

ارتبط‭ ‬اسم‭ ‬شارون‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جميل‭ ‬وبهيج‭ ‬ومثير،‭ ‬بل‭ ‬وبكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬نبيل‭! ‬رجاءً‭ ‬لا‭ ‬تظلمني‭ ‬وتحسب‭ ‬أنني‭ ‬اصبت‭ ‬بالخرف‭ ‬‮«‬المبكر‮»‬،‭ ‬بدرجة‭ ‬أنني‭ ‬صرت‭ ‬أتغزل‭ ‬بشارون‭ ‬الفرعون،‭ ‬لا‭ ‬يا‭ ‬جماعة‭ ‬فأنا‭ ‬لا‭ ‬أتكلم‭ ‬عن‭ ‬أرئيل‭ ‬شارون‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الذي‭ ‬رقد‭ ‬طريح‭ ‬فراش‭ ‬المستشفى‭ ‬في‭ ‬غيبوبة‭ ‬تامة‭ ‬ست‭ ‬سنوات،‭ ‬لاحقته‭ ‬خلالها‭ ‬لعنات‭ ‬آلاف‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والعرب‭ ‬الذين‭ ‬أبادهم‭. ‬ثم‭ ‬أسلم‭ ‬الروح‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يأسف‭ ‬عليه‭ ‬أحد‭ ‬سوى‭ ‬أمثال‭ ‬نتنياهو‭ ‬قبّح‭ ‬الله‭ ‬ذِكْره‭. ‬بل‭ ‬أتكلم‭ ‬عن‭ ‬شارون‭ ‬ستون‭ ‬الممثلة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الحسناء،‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬كذا‭ ‬وخمسين‭ ‬سنة،‭ ‬ولكنها‭ ‬مازالت‭ ‬لهلوبة‭ ‬وذات‭ ‬أنوثة‭ ‬طاغية

ووصفتها‭ ‬بالنبل‭ ‬لأنها‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬السرطان،‭ ‬وخاضت‭ ‬معه‭ ‬معركة‭ ‬طويلة‭ ‬حتى‭ ‬شفيت‭ ‬منه‭ ‬تماماً‭ ‬فقررت‭ ‬تكريس‭ ‬معظم‭ ‬أيام‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬أبحاث‭ ‬مكافحة‭ ‬السرطان،‭ ‬ثم‭ ‬قامت‭ ‬بعدها‭ ‬بزيارة‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإسرائيل‭ ‬بدعوة‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬الداعية‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وقدمت‭ ‬عرضاً‭ ‬سيعتبره‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬السخاء‭: ‬بوسة‭ ‬لمن‭ ‬يقدم‭ ‬حلاً‭ ‬للصراع‭ ‬العربي‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

تكلمت‭ ‬في‭ ‬مقالي‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬العرب‭ ‬المستعربة‭ ‬والعاربة‭ ‬الهاربة‭ ‬غربا‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬الصيف،‭ ‬وما‭ ‬ينجم‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬أحيانا‭ ‬من‭ ‬معصية‭ ‬لرب‭ ‬البيت‭ ‬الذي‭ ‬أطعمهم‭ ‬من‭ ‬جوع‭ ‬وآمنهم‭ ‬من‭ ‬خوف،‭ ‬وهأنذا‭ ‬أقدم‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬العرض‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬شارون‭ ‬ستون،‭ ‬فاعتبروها‭ ‬مسابقة‭ ‬تلفزيونية‭ ‬واجتهدوا‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬الحل‭ ‬للصراع‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطي،‭ ‬وبعدها‭ ‬تسافر‭ ‬إلى‭ ‬لوس‭ ‬انجلوس‭ ‬حيث‭ ‬منزل‭ ‬ستون‭ ‬وتأخذ‭ ‬البوسة‭ ‬الموعودة،‭ ‬فهيا‭ ‬يا‭ ‬رجالنا‭ ‬البواس‭... ‬لـ‭(‬الرجال‭ ‬البواس‭...‬‮«‬ل‮»‬،‭ ‬فصيلة‭ ‬تجيد‭ ‬بوس‭ ‬اللحى‭ ‬والأحذية‭)..  ‬بوسة‭ ‬من‭ ‬شارون‭ ‬ستون‭ ‬يا‭ ‬للهول‭..  ‬كتبت‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬عن‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬عربي‭ ‬عرض‭ ‬على‭ ‬ممثلة‭ ‬بريطانية‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬هندي‭ ‬ان‭ ‬تتناول‭ ‬معه‭ ‬العشاء‭ ‬نظير‭ ‬نحو‭ ‬3‭ ‬ملايين‭ ‬دولار‭..  ‬هذا‭ ‬غير‭ ‬استقدامها‭ ‬على‭ ‬طائرة‭ ‬خاصة‭ ‬وإقامتها‭ ‬في‭ ‬فندق‭ ‬خمسمائة‭ ‬نجمة‭ ‬على‭ ‬حسابه‭.‬

لمن‭ ‬لم‭ ‬يقرأوا‭ ‬تلك‭ ‬الحكاية‭ ‬فالممثلة‭ ‬البريطانية‭ ‬الهندية‭ ‬لم‭ ‬تظهر‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬أفلام‭ ‬البورنو‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬البورنوغرافي‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬الجنسي‭ ‬الإباحي،‭ ‬حيث‭ ‬تكون‭ ‬لابسة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬هدوم،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬كبرت‭ ‬في‭ ‬نظري‭ ‬لأنها‭ ‬رفضت‭ ‬دعوة‭ ‬صاحبنا‭ ‬الغني‭ ‬الغبي‭: ‬أظهر‭ ‬في‭ ‬مشاهد‭ ‬جنسية‭ ‬فاضحة‭ ‬بكيفي‭ ‬ومزاجي،‭ ‬ولكن‭ ‬تستعبطني‭ ‬وتقول‭ ‬لي‭ ‬3‭ ‬ملايين‭ ‬دولار‭ ‬مقابل‭ ‬عشاء‭ ‬في‭ ‬فندق؟‭ ‬أنا‭ ‬مش‭ ‬غنية‭ ‬لكن‭ ‬مش‭ ‬غبية‭.. ‬وإباحية‭ ‬في‭ ‬التمثيل،‭ ‬بس‭ ‬لست‭ ‬للبيع‭ ‬لممارسة‭ ‬أشياء‭ ‬‮«‬أبيحة‮»‬‭ ‬في‭ ‬فندق‭ ‬نظير‭ ‬ملايين‭.‬

وطالما‭ ‬بيننا‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬الغني‭ ‬الغبي،‭ ‬فالعرض‭ ‬الذي‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬شارون‭ ‬ستون‭ ‬سيحفز‭ ‬الكثيرين‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬للصراع‭ ‬آنف‭ ‬الذكر‭ ‬بأسرع‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭. ‬طبعاً‭ ‬الحل‭ ‬السهل‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬نقول‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬‮«‬اصطفلوا‮»‬‭ ‬وللإسرائيليين‭ ‬شدوا‭ ‬حيلكم‭ ‬واستكملوا‭ ‬الجدار‭ ‬‮«‬الأمني‮»‬‭ ‬وأسرعوا‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬مستوطنات‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وعلى‭ ‬كده‭ ‬خالصين‭! ‬واستكملوا‭ ‬تدمير‭ ‬غزة‭ ‬وقتل‭ ‬أهلها‭ ‬بالجملة،‭ ‬وإرغام‭ ‬من‭ ‬يفلت‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬على‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬ميانمار،‭ ‬ليحلوا‭ ‬محل‭ ‬الأقلية‭ ‬المسلمة‭ ‬هناك‭ (‬الروهينغيا‭) ‬التي‭ ‬أجبرت‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬عبر‭ ‬البحار‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬بس‭ ‬يا‭ ‬ليت‭ ‬الغزاويين‭ ‬لا‭ ‬يفضحونا‭ ‬هناك‭ ‬ويواصلون‭ ‬إحراجنا‭ ‬بالاستبسال‭ ‬في‭ ‬‮«‬المقاومة‮»‬‭.‬

كان‭ ‬لي‭ ‬شرف‭ ‬كشف‭ ‬النقاب‭ ‬عن‭ ‬ان‭ ‬جماعات‭ ‬سياسية‭ ‬فلسطينية‭ ‬مرموقة‭ ‬ومشهورة‭ ‬أسست‭ ‬جهازا‭ ‬مضادا‭ ‬لجهاز‭ ‬المخابرات‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المعروف‭ ‬‮«‬الموساد‮»‬‭ ‬وسمته‭ ‬البوساد،‭ ‬ومهمته‭ ‬تبويس‭ ‬أعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬وزعماء‭ ‬الأحزاب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬الستر‮»‬‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع،‭ ‬فإن‭ ‬تعذر‭ ‬فليكن‭ ‬في‭ ‬العلن‭.  ‬ولكن‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬جهاز‭ ‬البوساد‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ظل‭ ‬يمارس‭ ‬نشاطه‭ ‬بانتظام‭ ‬طوال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬سنة‭ ‬فإن‭ ‬بوساته‭ ‬ضاعت‭ ‬هباء‭.‬

وربما‭ ‬لن‭ ‬تجد‭ ‬بوسة‭ ‬شارون‭ ‬ستون‭ ‬من‭ ‬يفوز‭ ‬بها‭ ‬لأن‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬يفضلون‭ ‬الموساد‭ ‬على‭ ‬‮«‬البوساد‮»‬‭.  ‬وسيسجل‭ ‬تاريخ‭ ‬الأدب‭ ‬بأحرف‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬قصيدتي‭ ‬التي‭ ‬عارضت‭ ‬بها‭ ‬قصيدة‭ ‬أبي‭ ‬تمام‭ ‬المشهورة‭ ‬وقلت‭ ‬في‭ ‬مطلعها‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬جماعة‭ ‬البوساد‭:‬

البوس‭ ‬أصدق‭ ‬أنباء‭ ‬من‭ ‬السيف

في‭ ‬الخد‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬النعل‭ ‬على‭ ‬كيفي‭! ‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا