غالبا ما تشعر المريضات المصابات بسرطان الثدي بالقلق حول كيفية استئناف حياتهن اليومية، والتأقلم مع التغيرات التي حدثت في مظهرهن بعد العملية الجراحية. ويمكن تقديم مجموعة من الخيارات المناسبة لترميم الثدي للوصول إلى الهدف الأساسي من جراحة الترميم وهو منح الثدي مظهرًا يبدو طبيعيًا قدر الإمكان مع الحرص على مطابقة الثديين من حيث الحجم والشكل والموضع.
في المقال التالي يوضح لنا الدكتور علي الحواج اخصائي جراحة التجميل والترميم كل ما يجب ان تعرفه عن عمليات ترميم الثدي.
تعتبر التوعية العامة بترميم الثدي (ما بعد عمليات استئصال أورام الثدي) أمرًا بالغ الأهمية؛ حيث إن الخيارات المتاحة للنساء تشمل العديد من التقنيات المختلفة.
ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار المعلومات بشكل واسع وسريع، أصبحت مريضتنا أكثر دراية وتفهمًا للخيارات المختلفة لإعادة بناء الثدي.
هذه المعرفة المتزايدة تمكن من اتخاذ قرارات مناسبة وتمنح القدرة على مناقشة الخيارات المتاحة مع الطبيب بثقة أكبر؛ حيث إن زيادة الوعي والتثقيف حول هذه الإجراءات أسهم بشكل كبير في تحسين نوعية الحياة للنساء المتأثرات بسرطان الثدي.
ومع ذلك فإنه لا يوجد «نموذج واحد يناسب الجميع»، بل هناك دوما خطة يجب أن تعد بعناية لكل مريضة وذلك بحسب عوامل كثيرة منها عوامل الاختطار والخطة العلاجية للمرض بالإضافة إلى أسباب أخرى يمكن أن تكون اجتماعية وغير طبية ذات أهمية بالنسبة إلى المريضة.
ومع التطور الحاصل في الجراحات لقد تم تطوير مفهوم تخصص جراحات الثدي الترميمية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن يكون الإجراء الترميمي قد يتم بشكل آمن جدا، وذلك من ناحية عدم رجوع المرض وعدم التأثير على الخطة العلاجية الأساسية.
وكما نعلم، فإن ترميم الثدي له أنواع عديدة؛ منها ما قد يتم بشكل فوري (أي في نفس وقت عملية الاستئصال)، ومنها ما يتم على شكل متأخر (أي ما بعد إكمال الخطة العلاجية).
فتشمل الخيارات الترميمية للثدي إعادة ترتيب الأنسجة المجاورة للثدي، أو استخدام تقنيات تجميلية أخرى مثل تصغير الثدي العلاجي، بالإضافة إلى عمليات أكثر تعقيدا منها استخدام الأنسجة الذاتية مثل أنسجة الظهر أو البطن.
ولا يقتصر ترميم الثدي على علاج الثدي المصاب، بل بالإضافة إلى ذلك من الممكن عمل عمليات ترميمية/تجميلية للثدي غير المصاب وذلك من أجل الحصول على نتيجة أكثر انسجاما ومساواة بين الثديين.
وللتوضيح أكثر، مع التطورات الحديثة دائما ينصح بالتعامل مع سرطان الثدي بنهج شامل؛ حيث إنه في أجزاء كثيرة من العالم يقوم جراحو أورام الثدي مع جراحي التجميل بإجراء جراحات أورام الثدي التجميلية كفريق واحد ويعملون معًا لتحسين هذه النتائج الجراحية بشكل آمن.
وللعلم فإنه وجد أن إعادة بناء الثدي بشكل سواء فوري او متأخر هو إجراء آمن حتى في حالات سرطان الثدي المتقدمة. وهو إجراء فعال ومفيد خصوصا من الناحية النفسية من حيث استعادة المريضة لصورة الجسم، وتحسين نوعية الحياة، وتقليل المشاكل النفسية الناتجة عن استئصال الثدي. وفي النهاية أنصح جميع السيدات بأن يضعوا بعين الاعتبار أن ترميم الثدي هو خيار متاح. وفي نفس الوقت آمن. ومن الضرورة استشارة الطبيب المختص بهذا النوع من العمليات بعد التشخيص من أجل مناقشة الخيارات المناسبة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك