العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

إسماعيل هنية من غزة إلى المنفى وصولا إلى اغتياله في طهران

الخميس ٠١ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

غزة‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬ظلّ‭ ‬اسماعيل‭ ‬هنية‭ ‬الذي‭ ‬اغتيل‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬الوجوه‭ ‬القيادية‭ ‬لحركة‭ ‬حماس،‭ ‬وتنقّل‭ ‬بين‭ ‬المعتقلات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والمنافي،‭ ‬ومن‭ ‬جوار‭ ‬المؤسس‭ ‬الشيخ‭ ‬إسماعيل‭ ‬ياسين‭ ‬الى‭ ‬رئاسة‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬للحركة‭ ‬التي‭ ‬تخوض‭ ‬حرباً‭ ‬ضارية‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬عشرة‭ ‬أشهر‭. ‬

منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬المعارك‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬إثر‭ ‬هجوم‭ ‬للحركة‭ ‬على‭ ‬جنوب‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية،‭ ‬كان‭ ‬هنيّة‭ ‬الذي‭ ‬برز‭ ‬اسمه‭ ‬مع‭ ‬توليه‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬وجه‭ ‬حركة‭ ‬المقاومة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وصورتها‭ ‬في‭ ‬مفاوضات‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬مع‭ ‬انصراف‭ ‬قيادتها‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬لإدارة‭ ‬المعركة‭ ‬العسكرية‭ ‬ورسم‭ ‬الخطوط‭ ‬العريضة‭ ‬للتفاوض‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬الرهائن‭. ‬ولم‭ ‬تعلّق‭ ‬إسرائيل‭ ‬بعد‭ ‬على‭ ‬مقتل‭ ‬هنية،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬حماس‭ ‬وطهران‭ ‬وجهتا‭ ‬إليها‭ ‬أصابع‭ ‬الاتهام‭ ‬وتعهدتا‭ ‬بالرد‭.  ‬

ونعت‭ ‬الحركة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هنيّة‭ ‬‮«‬الذي‭ ‬قضى‭ ‬إثر‭ ‬غارة‭ ‬صهيونية‭ ‬غادرة‭ ‬على‭ ‬مقر‭ ‬إقامته‭ ‬في‭ ‬طهران،‭ ‬بعد‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬احتفال‭ ‬تنصيب‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‮»‬‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭. ‬ولقي‭ ‬هنيّة‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬استقبالا‭ ‬حارا‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬تخلّله‭ ‬عناق‭ ‬حار‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬مسعود‭ ‬بزشكيان‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬أداء‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬اليمين‭ ‬الدستورية‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬ولقاء‭ ‬مع‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬للجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬آية‭ ‬الله‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭. ‬وقال‭ ‬هنية‭ ‬للمرشد‭ ‬‮«‬هكذا‭ ‬هي‭ ‬الدنيا‭... ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬يحيي‭ ‬ويميت،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬أمة‭ ‬خالدة‭... ‬ومتجدّدة‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬فيديو‭ ‬من‭ ‬اللقاء‭ ‬تم‭ ‬توزيعه‭ ‬الأربعاء‭. ‬

عُرِف‭ ‬هنيّة‭ ‬بشخصيته‭ ‬الكاريزماتية‭ ‬الى‭ ‬حدّ‭ ‬كبير‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأنصاره،‭ ‬ونبرة‭ ‬صوته‭ ‬الهادئة‭ ‬التي‭ ‬تتحوّل‭ ‬الى‭ ‬خطابة‭ ‬مفوّهة‭ ‬صاخبة‭ ‬في‭ ‬التجمّعات‭ ‬الجماهيرية‭. ‬واتسمّت‭ ‬مسيرة‭ ‬الرجل‭ ‬القوي‭ ‬البنية‭ ‬ذي‭ ‬اللحية‭ ‬البيضاء‭ ‬بمقاربة‭ ‬براغماتية‭ ‬ضمن‭ ‬حركة‭ ‬تعدّدت‭ ‬فيها‭ ‬التيارات‭. ‬أمضى‭ ‬الزعيم‭ ‬المكنّى‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬العبد‮»‬‭ ‬أعوامه‭ ‬الأخيرة‭ ‬مقيماً‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬وقطر،‭ ‬في‭ ‬ترحال‭ ‬ليس‭ ‬غريباً‭ ‬عن‭ ‬عائلته‭. ‬

ولِد‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬الشاطئ‭ ‬للاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬عام‭ ‬1962،‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬عائلة‭ ‬مهجّرة‭ ‬من‭ ‬عسقلان‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬عليها‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭. ‬التحق‭ ‬خلال‭ ‬شبابه‭ ‬بالجامعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬حيث‭ ‬نال‭ ‬شهادة‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬العربي‭. ‬وخلال‭ ‬دراسته‭ ‬الجامعية،‭ ‬نشط‭ ‬في‭ ‬فرع‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬واتحاد‭ ‬الطلبة‭ ‬بين‭ ‬العامين‭ ‬1983‭ ‬و1984‭. ‬التحق‭ ‬بحماس‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬تأسيسها‭ (‬1987‭) ‬خلال‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬حتى‭ ‬1993‭. ‬

على‭ ‬مدى‭ ‬تلك‭ ‬الأعوام،‭ ‬اعتقلته‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القياديين‭ ‬والشخصيات‭ ‬من‭ ‬حركتي‭ ‬حماس‭ ‬والجهاد‭ ‬الإسلامي‭ ‬الذين‭ ‬أبعدتهم‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭ ‬إلى‭ ‬لبنان‭ ‬عام‭ ‬1992،‭ ‬وأقاموا‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬بمنطقة‭ ‬مرج‭ ‬الزهور‭ ‬الحدودية،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يسمح‭ ‬لهم‭ ‬بالعودة‭ ‬تباعاً‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬التالي‭. ‬

رافق‭ ‬هنية‭ ‬مؤسس‭ ‬حماس‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬ياسين‭ ‬كمدير‭ ‬لمكتبه‭ ‬بعد‭ ‬إفراج‭ ‬إسرائيل‭ ‬عنه‭ ‬عام‭ ‬1997‭. ‬في‭ ‬2003،‭ ‬نجا‭ ‬الرجلان‭ ‬من‭ ‬محاولة‭ ‬اغتيال‭ ‬بغارة‭ ‬إسرائيلية‭. ‬وتعزّز‭ ‬دور‭ ‬هنية‭ ‬في‭ ‬حماس‭ ‬بعدما‭ ‬اغتالت‭ ‬إسرائيل‭ ‬ياسين‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬التالي،‭ ‬وبعده‭ ‬بفترة‭ ‬وجيزة‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬الرنتيسي‭ ‬الذي‭ ‬اختير‭ ‬قائداً‭ ‬للحركة‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬كان‭ ‬لهنية‭ ‬دور‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬هجمات‭ ‬الحركة‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬2005‭. ‬في‭ ‬العام‭ ‬التالي،‭ ‬قادها‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬فوز‭ ‬غير‭ ‬متوقع‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬حركة‭ ‬فتح،‭ ‬وأصبح‭ ‬رئيسا‭ ‬لحكومة‭ ‬وحدة‭ ‬مع‭ ‬حركة‭ ‬فتح‭ ‬بزعامة‭ ‬رئيس‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭. ‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬التفاهم‭ ‬لم‭ ‬يدم‭ ‬طويلاً،‭ ‬واندلعت‭ ‬مواجهات‭ ‬مسلحة‭ ‬بين‭ ‬الحركتين‭ ‬في‭ ‬2007‭ ‬انتهت‭ ‬بفرض‭ ‬حماس‭ ‬سلطتها‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬تلاها‭ ‬تشديد‭ ‬إسرائيل‭ ‬حصارها‭ ‬على‭ ‬القطاع‭. ‬رفض‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬حكومة‭ ‬تضمّ‭ ‬حماس‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتخلى‭ ‬الحركة‭ ‬عن‭ ‬العنف‭ ‬وتعترف‭ ‬بإسرائيل‭ ‬واتفاقات‭ ‬السلام‭ ‬السابقة‭. ‬على‭ ‬رغم‭ ‬براغماتيته،‭ ‬أكد‭ ‬هنية‭ ‬مراراً‭ ‬التمسك‭ ‬بثوابت‭ ‬الحركة‭. ‬وقال‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬القطرية‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬‮«‬نحن‭ ‬لدينا‭ ‬رؤية؟‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الرؤية؟‭ ‬إنجاز‭ ‬مشروع‭ ‬التحرير‭ ‬والعودة‭ ‬وطرد‭ ‬الاحتلال‭ ‬عن‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا