كتبت: فاطمة اليوسف
يتزامن مطلع شهر أغسطس من كل عام بعد 1990م بذكرى الغزو العراقي على الكويت، والتي كانت فجر اليوم الثاني من أغسطس من عام 1990م.
ورغم أن آثار هذه الحرب لازالت باقية سواء النفسية منها أو مخلفاتها وأضرارها الكيماوية التي أثرت على الكويت و الدول المجاورة، إلا أننا اليوم لا نرغب باسترجاع الفواجع و المصائب العربية و الأقليمية فلدينا اليوم ما يكفي من مشاكل معاصرة لم تحل بعد.
هدفنا من نشر ذلك اليوم هو تسليط الضوء على أهمية الأعمال الفنية وتأثيرها الكبير على الساحة والمجتمعات.
ورغم أن الأعمال الفنية الدرامية منها والمسرحية والسينمائية بالإضافة للمنحوتات والجداريات التي ناقشت تلك الفاجعة كثيرة إلا أننا اليوم نود تسليط الضوء على مسرحية من أهم المسرحيات التي استحضرت حرب الخليج وهي مسرحية "سيف العرب"، التي كانت فكرة الفنانة القديرة حياة الفهد و ألّفها الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا، وأخرجتها رقية الكوت، حيث تستعرض في قالب كوميدي فترة الغزو العراقي للكويت في التسعينيات، واستعادتها، وما واجهه الكويتيون إبان تلك الفترة من تغيرات اجتماعية طارئة.
جسّد الفنان عبد الحسين عبد الرضا خلالها شخصية الرئيس العراقي صدام حسين، حيث ظهر بلباسٍ عسكري متحدثاً بلهجة عراقية ساخرة تبرز الشخصية الديكتاتورية التي تقمع الأصوات المناهضة، والمتباهية بإشراك الجماهير في الوقت ذاته.
ضمّت "سيف العرب نخبة من فنانو الصف الأول والممثلين البارزين في المجال الفني وهم، عبد الحسين عبد الرضا، حياة الفهد، مريم الصالح، خالد العبيد ، طارق العلي، أحمد جوهر، عبدالإمام عبدالله، سعود الشويعي، حسن عبد الرسول، نواف الشمري.
وتمتد مسرحية سيف العرب إلى ثلاث ساعات قام ببطولتها عدد من الفنانين الكويتيين الذين أسهموا في رفع الذائقة الفنية على مستوى الخليج بأعمال نوعية كالفنانة حياة الفهد وخالد العبيد ومريم الصالح وغيرهم.
في هذا العمل المسرحي تم استخدام السخرية والقالب الكوميدي لتسليط الضوء على فترة الغزو العراقي للكويت وما رافقها من تغيرات اجتماعية.
كما تم تجسيد شخصية الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من خلال شخصية الفنان عبد الحسين عبد الرضا، والتركيز على البعد الديكتاتوري والقمعي للشخصية.
لم يكن ذلك فحسب بل أن المشاركة البارزة لنخبة من الفنانين الكويتيين البارزين، ساهم في رفع الذائقة الفنية للعمل على مستوى الخليج.
عكست هذه المسرحية الدور المهم الذي لعبه المسرح الكويتي في استحضار القضايا الاجتماعية والسياسية التي مر بها البلد، وتقديمها بأسلوب فني مؤثر.
تجدر الإشارة إلى أن مسرحية "سيف العرب" فتحت الطريق لمزيد من الأعمال المسرحية التي تتناول الأحداث السياسية والاجتماعية المهمة في تاريخ الكويت المعاصر.
فبعد نجاح "سيف العرب" ظهرت مسرحيات أخرى تناولت قضايا الاحتلال والتحرير والتغييرات الاجتماعية.
كما أكدت على دور المسرح في التعبير عن هموم ومشاعر المواطنين الكويتيين تجاه الأحداث الوطنية المؤثرة، فقد أثبتت "سيف العرب" قدرة المسرح على التفاعل مع القضايا الوطنية الساخنة.
وأكدت تأكيدًا على أهمية التناول الفني والفكري للقضايا السياسية والاجتماعية بدلاً من المعالجة السطحية أو الدعائية. فقد قدمت "سيف العرب" نموذجًا متميزًا في هذا الاتجاه.
هذا بالإضافة لمساهمتها في تشجيع الفنانين الكويتيين على المزيد من الإبداع والتجريب في المجال المسرحي.
إضافة لذلك فقد ساهمت في رفع الذائقة الفنية للجمهور الكويتي وتعريفهم بإمكانات المسرح في معالجة القضايا الوطنية المعقدة.
وتعد "سيف العرب" نقطة تحول مهمة في مسيرة المسرح الكويتي وإسهامه في تطويره وتعزيز دوره الوطني والفني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك