غزة - الوكالات: أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق أمس الخميس أن تأكيد أو نفي «استشهاد» أي من قيادات القسام، هو شأن قيادة كتائب القسام وقيادة الحركة.
ونقلت قناة «الأقصى» الفضائية الفلسطينية التابعة لحماس عن الرشق قوله: «ما لم تعلن أي منهما، فلا يمكن تأكيد أي خبر من الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام أو من قبل أي أطراف أخرى».
وكان جيش الاحتلال الاسرائيلي قد أكد في وقت سابق من أمس تصفية قائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف في غارة نفذها في 13 يوليو في منطقة خان يونس بجنوب قطاع غزة.
يأتي تأكيد الجيش لمقتل محمد الضيف بعد يوم من مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والذي أعلنه الحرس الثوري الإيراني وحماس.
وقال جيش الاحتلال في بيان باللغة العربية نشره على منصّة إكس أنه «بعد التأكد استخباريًا: جيش الدفاع وجهاز الأمن العام قضيا على المدعو محمد الضيف»، مؤكدا أن «الطائرات الحربية أغارت بشكل دقيق على المجمع» الذي كان فيه.
وأوضح الجيش في بيانه أن الضيف هو «الرقم اثنين في حماس وكان من المبادرين والمدبرين» لعملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر.
وكان الضيف هو الذي أعلن في تسجيل بثّته حركة حماس صباح السبت، بدء عملية «طوفان الأقصى».
في التسجيل الصوتي المرفق بصورة مظلمة يُعتقد أنها للضيف، يُعلن أن «مواقع وتحصينات العدو استُهدفت بخمسة آلاف صاروخ وقذيفة خلال الدقائق العشرين الأولى» من الهجوم.
وكان محمد الضيف الرجل الذي تقدّمه حماس على أنه «رئيس أركان المقاومة»، هدفاً لإسرائيل منذ سنوات عدة، ونجا من ست محاولات اغتيال معروفة على الأقل، كان آخرها في عام 2014 عندما استهدفته غارة جوية إسرائيلية في قطاع غزة المحاصر، ما أسفر عن مقتل زوجته وأحد أطفالهما.
منذ نحو 30 عاماً، شارك الرجل المولود في عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين في الجنوب، في أكثر الضربات قساوة لإسرائيل، بدءاً من أسر جنود وصولاً إلى هجمات صاروخية ومروراً بعمليات استشهادية.
وعُيّن الضّيف في عام 2002 قائدا للجناح المسلح لحركة حماس عقب تولّيه قيادة «القسام» مباشرة، تعرّض لمحاولة اغتيال إسرائيلية، وخرج منها مصاباً بجروح خطيرة. وتتحدث تقارير عن إصابته بشلل نصفي، من دون أن يتمّ تأكيد ذلك.
ومذ ذاك الحين، بات الضيف الذي يعرف بهذا الاسم لأنه لا يبقى في المكان ذاته لأكثر من ليلة واحدة للإفلات من الملاحقة الإسرائيلية، ملقّباً بـ «القط ذي الأرواح التسعة» من قبل أعدائه وصار شخصية أسطورية في عيون الفلسطينيين، وحازماً في معركته ضد إسرائيل بقدر غموضه.
الضيف، واسمه محمد دياب المصري وكنيته «أبو خالد» مدرج على القائمة الأمريكية لـ«الإرهابيين الدوليين» منذ عام 2015.
وكانت إسرائيل قد أعلنت أن الغارة التي نفذتها في 13 يوليو قتلت رافع سلامة، قائد لواء خان يونس التابع لكتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس. وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن الغارة قتلت أكثر من 90 شخصًا، لكن حماس نفت أن يكون الضيف من بينهم.
وقال المتحدث باسم الجيش آنذاك دانيال هاغاري إن سلامة والضيف «كانا يجلسان الواحد بجانب الآخر وقت الغارة»، مضيفا أن حماس «تخفي ما حدث» للثاني.
وقد خلفت القنبلة التي يشتبه أنها تزن 2000 رطل حول المنزل الذي قيل إن الضيف لجأ إليه مع أحد نوابه، حفرة عملاقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك