أكد الدكتور عبدالكريم الساعي استشاري أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى السلام التخصصي أن مشكلة الاعتلال السمعي تعتبر مشكلة عالمية، لأن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن هناك أكثر من 470 مليون شخص يعاني من اعتلال سمعي في العالم.
أيضا تشير الإحصائيات إلى أن 1 من كل 3 أشخاص يفوق عمرهم 65 سنة يعاني من اعتلال سمعي، وأشار إلى أنه بالنسبة إلى الأطفال فإن الإحصائيات العالمية تشير إلى وجود أكثر من 32 مليون طفل تقل أعمارهم عن 15 سنة يعانون من اعتلال سمعي.
وأشارت منظمة الصحة العالمية أيضا إلى تأثير الاعتلال السمعي على الفرد والمجتمع والاقتصاد.
ويتمثل هذا التأثير بشكل معوقات على مستوى التعليم والإنتاجية والتوظيف والمشاكل النفسية، وهذه المعوقات تكلف الفرد والأسرة والمجتمع والدولة مبالغ باهظة.
ونتيجة لذلك توجهت المؤسسات الصحية بإيجاد حلول للحد من مشاكل الاعتلال السمعي، وهذه الحلول تعتمد على سبب الاعتلال السمعي للتغلب على هذه المشكلة وتأثيراتها بغض النظر عن الفئة العمرية.
وعندما نتحدث عن الاهتمام بصحة الأذن والسمع فغالبًا ما يتم التركيز على الأطفال وحاجتهم المستمرة إلى التشخيص المبكر والعلاجات المناسبة. ومع ذلك يجب ألا نغفل البالغين الذين يعانون من مشاكل في السمع والحاجة إلى دعم واهتمام مماثلين.
وذكر الدكتور الساعي أنه في بعض الأحيان يتم إعطاء الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع أولوية أكبر بسبب الاعتقاد الشائع بأنه يجب التركيز على تطوير اللغة والمهارات الاجتماعية في سن مبكرة. ومع ذلك فإن البالغين الذين يعانون من فقدان السمع يواجهون تحديات مماثلة ويحتاجون إلى الدعم والرعاية للحفاظ على جودة حياتهم.
ويعود الفقدان السمعي للبالغين إلى عدة عوامل، بما في ذلك تقدم العمر، والتعرض للضوضاء العالية، والأمراض المزمنة، والإصابات، والعوامل الوراثية. ويمكن أن يؤثر هذا الفقدان على القدرة على التواصل الاجتماعي والعمل والمشاركة في الأنشطة اليومية.
ولحسن الحظ، تتوافر اليوم تقنيات وعلاجات حديثة تساعد في استرجاع السمع للبالغين. ويمكن استخدام أجهزة السمع والزراعة القوقعية وزراعة الأجهزة في الأذن الوسطى والتكنولوجيا الأخرى لتعزيز القدرة على الاستماع وتحسين جودة الحياة. ومع ذلك يجب أن يتوافر هذا العلاج والدعم للبالغين على قدم المساواة مع الأطفال.
وأضاف: من المهم أن نصبح أكثر وعيًا بأن الاهتمام بعمليات استرجاع السمع للبالغين ليس مجرد مسألة ثانوية، يجب أن نسعى جاهدين لتوفير الدعم المناسب والرعاية للبالغين الذين يعانون من صعوبات في السمع.
ويجب على المجتمع والمؤسسات الصحية والحكومات أن يعملوا سويًا لتعزيز الوعي بأهمية الاهتمام بعمليات استرجاع السمع للبالغين، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التوعية العامة وتوفير المعلومات حول الخيارات المتاحة للبالغين، بما في ذلك التكنولوجيا المساعدة والعلاجات السمعية المتقدمة. ويجب أيضًا تعزيز الوصول إلى هذه الخدمات والتأكد من توافرها بشكل ملائم في المجتمعات.
وفي الختام، ينبغي أن نتذكر أن الاهتمام بعمليات استرجاع السمع للبالغين له أهمية كبيرة، ويجب أن نعمل على تحقيق المساواة بين الأطفال والبالغين فيما يتعلق بالدعم والعلاجات المتاحة لاستعادة السمع، والاهتمام بالبالغين الذين يعانون من فقدان السمع بما يعزز جودة حياتهم ويمكنهم من المشاركة الكاملة في المجتمع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك