العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

كيف يدمر الإعلام المجتمع؟ حلقة نقاشية بين عبدالله حجي ويوسف أحمد
يوسف أحمد: جلالة الملك المعظم يوصينا بالمحافظة على هويتنا الوطنية

كتبت‭: ‬فاطمة‭ ‬اليوسف

الجمعة ٠٩ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

عبدالله حجي: الغرب فرضوا علينا أن نتحدث مثلهم ونلبس ونفكر مثلهم

الحكومات غير ملومة لأنها وضعت قوانين صارمة أما «السنع» فيأتي من التربية


يزخر‭ ‬إعلامنا‭ ‬العربي‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬والحوارات‭ ‬النقاشية‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تملأ‭ ‬الساحات‭ ‬الإعلامية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬وصلني‭ ‬رابط‭ ‬قناة‭ ‬يوتيوب‭ ‬لقناة‭ (‬حكاية‭) ‬بعنوان‭ ‬حلقة‭ ‬خاصة‭: ‬كيف‭ ‬يدمر‭ ‬الإعلام‭ ‬المجتمع؟‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحلقة‭ ‬الخاصة‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬جلسة‭ ‬نقاشية‭ ‬وحوارية‭ ‬بين‭ ‬عبدالله‭ ‬حجي‭ ‬مؤسس‭ ‬حكاية‭ ‬ويوسف‭ ‬أحمد‭ ‬الشريك‭ ‬في‭ ‬المنصة‭ ‬والشركة،‭ ‬حول‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تدفعنا‭ ‬لإنتاج‭ ‬محتوى‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬وماهي‭ ‬جوانب‭ ‬وعوامل‭ ‬الضعف‭ ‬والقصور‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬وفينا‭ ‬كأفراد،‭ ‬بداية‭ ‬طرح‭ ‬عبدالله‭ ‬نظرية‭ ‬أننا‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬استعمار‭ ‬إعلامي‭ ‬وأننا‭ ‬نشارك‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬التفاهة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نعلم‭ ‬بذلك‭ ‬ويتفق‭ ‬معه‭ ‬يوسف‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الجوانب‭ ‬كما‭ ‬يركز‭  ‬يوسف‭ ‬كل‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬اتفق‭ ‬عليها‭ ‬الإعلاميان‭ ‬وعلى‭ ‬ضرورة‭ ‬المحافظة‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الاستعمار‭ ‬الغربي‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يقتحم‭ ‬بيوتنا‭ ‬وحياتنا‭ ‬بشكل‭ ‬رهيب‭.‬

بداية‭ ‬استهل‭ ‬عبدالله‭ ‬حجي‭ ‬الجلسة‭ ‬النقاشية‭ ‬بقول‭: ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬نعيش‭ (‬الدعاية‭) ‬السياسية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نشعر‭ ‬لأننا‭ ‬نلبس‭ ‬كالغرب‭ ‬ونتحدث‭ ‬ونفكر‭ ‬مثلهم،‭ ‬فمسألة‭ ‬التخصصات‭ ‬الدراسية‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬الحضارات‭ ‬الغربية‭ ‬ففي‭ ‬السابق‭ ‬كانت‭ ‬سير‭ ‬العلماء‭ ‬زاخرة‭ ‬بكل‭ ‬شيء‭ ‬فعلما‭ ‬الطب‭ ‬نراهم‭ ‬يعملون‭ ‬بالفلك‭ ‬والطب‭ ‬والفقه‭ ‬والدين‭ ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬لأعماله‭ ‬الأخرى‭ ‬والتي‭ ‬تكون‭ ‬مصدر‭ ‬رزقه‭. ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فقد‭ ‬فرض‭ ‬علينا‭ ‬التفكير‭ ‬الغربي‭ ‬الحديث‭ ‬مسألة‭ ‬التخصصات‭ ‬وأن‭ ‬يقضي‭ ‬الفرد‭ ‬منا‭ ‬حياته‭ ‬بدراسة‭ ‬تخصص‭ ‬معين‭ ‬للعمل‭ ‬به‭. ‬هل‭ ‬الإعلام‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يقود‭ ‬الدولة‭ ‬أم‭ ‬الدولة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تقود‭ ‬الإعلام؟‭ ‬وقال‭ ‬يوسف‭ ‬أحد‭ ‬بأن‭ ‬الغرب‭ ‬يستخدمون‭ ‬قنوات‭ ‬الميديا‭ ‬لوضع‭ ‬أفكارهم‭ ‬التي‭ ‬يودون‭ ‬زرعها‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬نشرها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تداولها‭ ‬ونحن‭ ‬كأفراد‭ ‬كيف‭ ‬نستطيع‭ ‬استخدام‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬لمصلحتنا‭ ‬كمجتمع‭ ‬مكوّن‭ ‬من‭ ‬أفراد،‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يفيد‭ ‬توجهّات‭ ‬الغرب‭ ‬وأجنداتهم‭ ‬وسياساتهم‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور؟‭.‬

وواصل‭ ‬يوسف‭ ‬حديثه‭ ‬بأن‭ ‬موضوع‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬موضوع‭ ‬شائك‭ ‬جدا‭ ‬ومعقّد‭ ‬فالدائرة‭ ‬مفتوحة‭ ‬وبإمكان‭ ‬أي‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬يمتلكون‭ ‬بعض‭ ‬الأفكار‭ ‬لبثها‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬تكوين‭ ‬مجموعات‭ ‬وذلك‭ ‬يكون‭  ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬المُتلقي‭ ‬لتلك‭ ‬الأفكار‭ ‬للأسف‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تبدأ‭ ‬عملية‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬العقول‭ ‬والتحكم‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬الأفكار‭ ‬المُراد‭ ‬نشرها‭.‬

 

وأكد‭ ‬بأنه‭ ‬يجب‭ ‬استثمار‭ ‬المواد‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬نمتلكها‭ ‬لمصلحة‭ ‬ديننا‭ ‬ووطننا‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للحياد‭ ‬فيه،‭ ‬فبقاء‭ ‬الوطن‭ ‬يعني‭ ‬بقاء‭ ‬المواطن‭ ‬وكما‭ ‬نرى‭ ‬فهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬فُقدت‭ ‬فيها‭ ‬الأوطان‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬التركيز‭ ‬وبشدة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مانقوم‭ ‬بنشره‭.‬

السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬هنا،‭ ‬من‭ ‬المُساهم‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬هدف‭ ‬له؟

واصل‭ ‬يوسف‭ ‬حديثه‭ ‬بقول‭: ‬نحن‭ ‬كمجتمعات‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مشاهير‭ ‬التيك‭ ‬توك‭ ‬لايمتلكون‭ ‬رسائل‭ ‬هادفة‭ ‬ويكتسبون‭ ‬أموالاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يعرضونه‭ ‬عبر‭ ‬تلك‭ ‬المنصة‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ "‬زين‭ ‬أو‭ ‬شين‭" ‬وسنتحدث‭ ‬لاحقا‭ ‬عن‭ ‬الزين‭ ‬بينما‭ ‬الآن‭ ‬نود‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الشين،‭ ‬فالتيك‭ ‬توكر‭ ‬يقوم‭ ‬بعرض‭ ‬شيء‭ ‬ما‭ ‬للجمهور‭ ‬وللأسف‭ ‬الجمهور‭ ‬المتلقي‭ ‬يساهم‭ ‬بشهرة‭ ‬أولئك‭ ‬ومحتوياتهم‭ ‬التافهة‭ ‬ويشارك‭ ‬المحتوى‭ ‬مع‭ ‬رفاقه‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬تلك‭ (‬البثوث‭) ‬يبدأ‭ ‬بالسب‭ ‬والتذمر‭ ‬من‭ ‬سلوكياتهم‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬قال‭ ‬الإعلامي‭ ‬عبدالله‭ ‬حجي‭: ‬في‭ ‬السابق‭ ‬كنا‭ ‬نحتاج‭  ‬لدفع‭ ‬الأموال‭ ‬الطائلة‭ ‬لتأسيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬إعلامية،‭ ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فكل‭ ‬مانحتاجه‭ ‬هو‭ ‬تليفون‭ ‬متصل‭ ‬بالإنترنت،‭ ‬و‭ ‬مساحة‭ ‬الحرية‭ ‬باتت‭ ‬أكثر‭ ‬والتأثير‭ ‬والوصول‭ ‬صار‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬قبل‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬ظهور‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬منصات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التيك‭ ‬توك‭ ‬احتل‭ ‬مساحة‭ ‬أكبرولديه‭ ‬قاعدة‭ ‬جماهيرية‭ ‬قوية‭ ‬جدا‭.‬

الحرية‭ ‬والتأثير‭ ‬والوصول‭ ‬أكبر‭.. ‬كيف‭ ‬يمكننا‭ ‬استثمار‭ ‬المنصات؟

وواصل‭ ‬حجي‭ ‬استعراض‭ ‬محاور‭ ‬حلقته‭ ‬النقاشية‭ ‬بقول‭: ‬دعم‭ ‬صنّاع‭ ‬المحتوى‭ ‬في‭ ‬التيك‭ ‬توك‭ ‬بدأ‭ ‬من‭ ‬الصين،‭ ‬وعند‭ ‬مشاهدة‭ ‬المحتوى‭ ‬المعروض‭ ‬نجد‭ ‬معظم‭ (‬البثوث‭) ‬ذات‭ ‬محتوى‭ ‬حقيقي‭ ‬ويتم‭ ‬دعم‭ ‬صنّاعها‭ ‬لضمان‭ ‬استدامة‭ ‬واستمرار‭ ‬المحتوى‭ ‬الهادف‭.‬

أما‭ ‬لدينا‭ ‬فللأسف‭ ‬يتم‭ ‬استخدامه‭ ‬بطريقة‭ ‬خاطئة‭ ‬ولكن‭ ‬السؤال‭ ‬المطروح‭ ‬هنا،‭ ‬هل‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬الوسيلة‭ ‬الإعلامية‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬تكمن‭ ‬فينا‭ ‬كمجتمع؟

وأضاف‭ ‬قائلا‭: ‬انا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬الحقيقية‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬شخصيات‭ ‬المجتمع‭ ‬التي‭ ‬أصيبت‭ ‬بداء‭ ‬حب‭ ‬الشهرة‭ ‬فيخرج‭ ‬الفرد‭ ‬منهم‭ ‬بأي‭ ‬فعل‭ ‬غريب‭ ‬وهو‭ ‬يعلم‭ ‬تماما‭ ‬أنه‭ ‬سيتلقى‭ ‬انتقادات‭ ‬واسعة‭ ‬وأن‭ ‬ظهوره‭ ‬سيحدث‭ ‬جدلا‭ ‬وسيتلقى‭ ‬الشتائم‭ ‬لكنه‭ ‬يستمر‭ ‬لماذا؟‭ ‬لأنه‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬ينتقده‭ ‬هو‭ ‬ذاته‭ ‬من‭ ‬يتابعه‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭  ‬حجم‭ ‬انتشاره‭.‬

ثم‭ ‬يتم‭ ‬تسليط‭  ‬الأضواء‭ ‬عليه‭ ‬و‭ ‬يبدأ‭ ‬بفتح‭ "‬لايڤات‭" ‬ويدعمه‭ ‬المتابعون‭ ‬بدفع‭ ‬المبالغ‭ ‬فيكبر‭ ‬ويشتهر‭ ‬و‭"‬يسمن‭"..‬

فيبدأ‭ ‬الأذكياء‭ ‬منهم‭ ‬بفتح‭ ‬مشاريع‭ ‬جانبية‭ ‬ويصبح‭ ‬مسماه‭ ‬رائد‭ ‬أعمال‭ ‬،،‭ ‬هو‭ ‬ذاته‭ ‬الشخص‭ ‬المُنتقد‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬والذي‭ ‬شُن‭ ‬الهجوم‭ ‬عليه‭ (‬صاروا‭ ‬يُصفقون‭ ‬له‭).‬

نحن‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬النماذج

واستنكر‭ ‬عبدالله‭ ‬حجي‭ ‬حال‭ ‬المشاهدون‭ ‬الذين‭  "‬ينتقدون‭" ‬الدراما‭ ‬الخليجية‭ ‬ومسلسلات‭ ‬نتفليكس‭ ‬وينتقدون‭ "‬العُري‭ ‬والشذوذ‭" ‬في‭ ‬المسلسلات‭ ‬المعروضة‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المنصة،‭ ‬بالقول‭: ‬الناس‭ ‬تنتقد‭ ‬التعري‭ ‬والشذوذ‭ ‬ولكن‭ ‬لو‭ ‬لاحظنا‭ ‬تقييم‭ ‬الـ‭ ( ‬توب‭ ‬تن‭) ‬في‭ ‬نتفليكس‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬المسلسلات‭ ‬والأفلام‭ ‬المعروضة‭ ‬والتي‭ ‬ينتقدها‭ ‬مجتمعنا‭ ‬هي‭ ‬المتصدرة‭  ‬وهناك‭ ‬بعض‭ ‬الأفلام‭ ‬تحظى‭ ‬بالصدارة‭ ‬لسنوات‭ ‬رغم‭ ‬انحلال‭ ‬القيم‭ ‬فيها‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تتصدر‭ ‬المنصة‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬يدعي‭ ‬رفضه‭ ‬لها‭ ‬بينما‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬الداعم‭ ‬الحقيقي‭ ‬بسبب‭ ‬اشتراكه‭ ‬ومشاهدته‭ ‬لها‭.‬

نحن‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬الأشخاص‭ ‬وأصحاب‭ ‬البثوث

وأوضح‭  ‬يوسف‭ ‬أحمد‭ ‬بأن‭ ‬التيك‭ ‬توك‭ ‬أحد‭ ‬تطبيقات‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬وبإمكان‭ ‬كل‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬يستفيد‭ ‬من‭ ‬محتواه‭ ‬الهادف‭ ‬لتعزيز‭ ‬انتشار‭ ‬الرسائل‭ ‬الحقيقية،‭ ‬بينما‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يدخل‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬أصحاب‭ ‬المحتوى‭ ‬الغير‭ ‬هادف‭ ‬وربما‭ ‬يكتسب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬طباعه‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬نحن‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬الأشخاص‭ ‬وأصحاب‭ ‬البثوث‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬هادفة‭ ‬أم‭ ‬لا‭.‬

واستنكر‭ ‬يوسف‭ ‬دعم‭ ‬البعض‭ ‬ومشاركتهم‭ ‬للمحتوى‭ ‬الهابط‭ ‬والغير‭ ‬هادف‭ ‬الذي‭ ‬يستمتعون‭ ‬بمشاهدته‭ ‬ثم‭ ‬ينشرون‭ ‬تغريدات‭ ‬لمطالبة‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬بحظرها‭ ‬مؤكدا‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬تناقض‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬شخصيات‭ ‬بعض‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬مضيفا‭ ‬بأن‭ ‬الشخص‭ ‬السوي‭ ‬بإمكانه‭ ‬بينما‭ ‬بإمكانه‭ ‬هو‭ ‬حظر‭ ‬أصحاب‭ ‬تلك‭ ‬البثوث‭  ‬وعدم‭ ‬دعمهم‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬شهرتهم‭.‬

لا‭ ‬نلوم‭ ‬شخصا‭ ‬ما‭  ‬لأننا‭ ‬أفراد‭ ‬بهذا‭ ‬المجتمع‭ ‬ولومنا‭ ‬للآخرين‭ ‬قد‭ ‬يرفع‭ ‬أو‭ ‬يحط‭ ‬منهم

واتفق‭ ‬الإعلاميان‭ ‬على‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لدينا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاهير‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭ ‬مستمر‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬مميز‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ( ‬يعكس‭ ‬صورة‭ ‬مميزة‭) ‬فمثلا‭ ‬جميل‭ ‬أن‭ ‬تأتي‭ ‬الشهرة‭ ‬لتعكس‭ ‬هويتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬والثقافية‭ ‬والدينية‭ ‬وتعكس‭ ‬الصورة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لمجتمعنا‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وأكد‭ ‬الإعلاميان‭ ‬على‭ ‬أن‭  ‬هؤلاء‭ ‬المشاهير‭ ‬الذين‭ ‬يجب‭ ‬الحرص‭ ‬على‭  ‬بقائهم‭ ‬واستمرارهم‭ ‬وهؤلاء‭ ‬من‭ ‬يستحقون‭ ‬الدعم‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬الإعلاميان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬انتشار‭ ‬المحتويات‭ ‬الهابطة‭ ‬هو‭ ‬الفضول،‭ ‬واستعانا‭ ‬بذلك‭ ‬على‭ ‬ذكر‭ ‬مثال‭ ‬حي‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬فعند‭ ‬قيام‭ ‬البعض‭ ‬بنشر‭ ‬مقطعين‭ ‬في‭ ‬الحساب‭ ‬ذاته‭ ‬أحدهما‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬يقومون‭ ‬بتقديم‭ ‬حلقة‭ ‬أو‭ ‬فقرة‭ ‬هادفة‭ ‬ومقطع‭ ‬فيديو‭ ‬عن‭ ‬أحد‭ ‬المقالب‭ ‬فبالطبع‭ ‬سيحظى‭ ‬فيديو‭ ‬المقلب‭ ‬بانتشار‭ ‬واسع‭ ‬ولايكات‭ ‬ومشاركات‭ ‬أكثر،‭ ‬معللين‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬الدعم‭ ‬الدائم‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬للمحتوى‭ ‬الغير‭ ‬هادف‭ ‬مما‭ ‬يتسبب‭ ‬بإحباط‭ ‬الكثير‭ ‬ممن‭ ‬يقومون‭ ‬بصناعة‭ ‬المحتويات‭ ‬الهادفة‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬تحوّل‭ ‬أفكار‭ ‬البعض‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬شخصيات‭ ‬بعض‭ ‬أصحاب‭ ‬المحتويات‭ ‬الهادفة‭ ‬جاء‭ ‬بسبب‭  ‬المجتمع‭  ‬إلأ‭ ‬أن‭ ‬الانتقادات‭ ‬اللاذعة‭ ‬تطاله‭ ‬ويُشار‭ ‬له‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬صاحب‭ ‬مُثل‭ ‬عليا‭ ‬وقيم‭ ‬وكان‭ ‬وكان‭..‬

السؤال‭ ‬هنا‭ ‬من‭ ‬المسؤول؟‭ ‬الإعلام‭ ‬أم‭ ‬المجتمع؟

أكد‭ ‬عبدالله‭ ‬حجي‭ ‬أن‭ ‬الرقابة‭ ‬الذاتية‭ ‬أهم‭ ‬قيمة‭ ‬أخلاقية‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬اتباعها‭ ‬مع‭ ‬أنفسنا‭ ‬لندرك‭ ‬الخطأ‭ ‬من‭ ‬الصواب‭ ‬وانتقد‭ ‬بعض‭ ‬مؤثري‭ ‬التنمية‭ ‬الذاتية‭ ‬الذين‭ ‬يُطالبون‭ ‬البشر‭ ‬بتلبية‭ ‬كل‭ ‬رغباتهم،‭ ‬ويدعمونهم‭ ‬بمغناطيس‭ ‬كلماتهم‭ ‬ودعمهم‭ "‬أنت‭ ‬الأفضل،‭ ‬أنت‭ ‬الأجمل،‭ ‬أنت‭ ‬الأقوى‭" ‬وقال‭:‬

الإنسان‭ ‬بطبيعته‭ ‬لا‭ ‬يشبع‭ ‬من‭ ‬اللذات‭ ‬وإذا‭ ‬انغمس‭ ‬بملذاته‭ ‬مستمتعا‭ ‬سيتمادى‭ ‬كثيرًا‭ ‬ويصبح‭ ‬سطحيًا‭  ‬منعدم‭ ‬الثقافة‭ ‬والتركيز‭.‬

كما‭ ‬انتقد‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬الذين‭ ‬لايمتلكون‭ ‬رقابة‭ ‬ذاتية‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬لديهم‭ ‬مسؤول‭ " ‬لا‭ ‬يلح‭ ‬على‭ ‬البصمة‭" ‬والحضور‭ ‬والانصراف‭ ‬فإن‭ ‬الموظف‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬رقابة‭ ‬ذاتية‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬سيتمادى‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر‭.. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يندرج‭ ‬تحت‭ ‬مبدأ‭ ‬الرقابة‭ ‬الذاتية‭ ‬فحتى‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المشاهير‭ ‬يضمن‭ ‬الفرد‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬هاتفه‭ ‬ملكه‭ ‬فقط‭ ‬فيتابع‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬وبينه‭ ‬وبين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬ينتقد‭ ‬ويتذمر‭ ‬ويصفهم‭ ‬بالتافهين‭ ‬وينسى‭ ‬أن‭ ‬متابعته‭ ‬لهم‭ ‬تساهم‭ ‬بانتشارهم‭.‬

وأكد‭ ‬عبدالله‭ ‬حجي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ذباب‭ ‬إلكتروني‭ ‬يسعى‭ ‬لتشويه‭ ‬صورة‭ ‬بعض‭ ‬أصحاب‭ ‬المحتويات‭ ‬الهادفة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ (‬تصيّد‭) ‬الزلات‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬ناجح‭ ‬ومؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬قال‭ ‬يوسف‭ ‬أحمد‭: ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ (‬لايعجبه‭ ‬العجب‭ ‬ولا‭ ‬الصيام‭ ‬في‭ ‬رجب‭)‬،‭ ‬فالذباب‭ ‬الالكتروني‭ ‬يسعى‭ ‬لتدمير‭ ‬كل‭ ‬صورة‭ ‬ناجحة‭ ‬خصوصا‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يدركون‭ ‬أنهم‭ ‬مخطئون‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬شهرتهم‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬عبث،‭ ‬هؤلاء‭ ‬يرسلون‭ ‬ذبابهم‭ ‬الإلكتروني‭ ‬لقتل‭ ‬الصورة‭ ‬الجميلة‭ ‬لكل‭ ‬إنسان‭ ‬مجتهد‭ ‬ومحافظ‭ ‬على‭ ‬هويته‭ ‬الوطنية‭. ‬ولاننسى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬بعض‭ ‬المشاهير‭ ‬الذين‭ ‬قاوموا‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬أحاطت‭ ‬بهم‭ ‬ولازالوا‭ ‬لا‭ ‬يقدمون‭ ‬إلا‭ ‬المحتوى‭ ‬الهادف‭ ‬والأعمال‭ ‬الهادفة‭.‬

لوم‭ ‬الناس‭ ‬للحكومات‭ ‬والتشريعات

واتفق‭ ‬الإعلاميان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التربية‭ ‬الحقيقية‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬والأبوين‭ ‬لأن‭ ‬الدولة‭ ‬توفر‭ ‬الأساسيات‭ ‬والدولة‭ ‬تضع‭ ‬القوانين‭ ‬الصارمة‭ ‬لكن‭ ‬قانون‭ "‬السنع‭" ‬هذا‭ ‬واجب‭ ‬كل‭ ‬أب‭ ‬وأم‭ ‬لتربية‭ ‬أبنائهم‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬تربية‭ ‬أنفسنا‭ ‬على‭ ‬تجاهل‭ ‬المحتويات‭ ‬التافهة‭ ‬وأصحاب‭ ‬تلك‭ ‬المحتويات‭ ‬ليبدأ‭ ‬صيتها‭ ‬بالتلاشي‭ ‬تدريجيا‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭.‬

وأكدا‭ ‬على‭ ‬أننا‭ ‬صرنا‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬التواصل‭ ‬الحقيقي‭ ‬بين‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬بسبب‭ ‬إدمان‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التربية‭ ‬تأثرت‭ ‬كثيرًا‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأبناء‭ ‬لايعرفون‭ ‬ماهي‭ ‬مصطلحات‭ ‬الرد‭ ‬والتوجيب‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬والردود‭ ‬الأساسية،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬إدمان‭ ‬الأجهزة‭ ‬فالطفل‭ ‬صار‭ ‬يستمد‭ ‬أفكاره‭ ‬وثقافته‭ ‬من‭ ‬الجهاز‭ ‬والتطبيقات‭.‬

ويرى‭ ‬يوسف‭ ‬أحمد‭  ‬أن‭ "‬الفولو‭" ‬واللايك‭ ‬مسؤلية‭ ‬كبيرة‭ ‬لأنها‭ ‬تحمّل‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬مسؤلية‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬شهرة‭ ‬من‭ ‬لايستحق‭ ‬الشهرة‭ ‬فيرتفع‭ ‬رصيد‭ ‬أولئك‭ ‬الأشخاص‭.‬

وقال‭ ‬عبدالله‭:  ‬ازداد‭ ‬الباطل‭ ‬والسلبية‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬يجعل‭ ‬أهل‭ ‬الباطل‭ ‬يظنون‭ ‬أنهم‭ ‬على‭ ‬صواب،‭ ‬مستندا‭ ‬بذلك‭ ‬على‭ ‬قصة‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬لوط‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬فقال‭:‬

لدينا‭ ‬في‭ ‬قصة‭ ‬لوط‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬حكمة‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬فأهل‭ ‬الباطل‭ ‬يظنون‭ ‬أن‭ ‬الكثرة‭ ‬والجماعة‭ ‬تغلب‭ ‬القلة،‭ ‬وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سورة‭ ‬الأعراف‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ : ( ‬وَمَا‭ ‬كَانَ‭ ‬جَوَابَ‭ ‬قَوْمِهِ‭ ‬إِلَّا‭ ‬أَن‭ ‬قَالُوا‭ ‬أَخْرِجُوهُم‭ ‬مِّن‭ ‬قَرْيَتِكُمْ‭ ‬إِنَّهُمْ‭ ‬أُنَاسٌ‭ ‬يَتَطَهَّرُونَ‭ (‬82‭) ‬سورة‭ ‬الأعراف

هل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬الإعلام

‭ ‬إعلامي‭ ‬حقيقي؟

ناقش‭ ‬يوسف‭ ‬أحمد‭ ‬حال‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬تخرجوا‭ ‬وحملوا‭ ‬شهادات‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬قائلا‭:  ‬لدينا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬خريجو‭ ‬الإعلام‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬هل‭ ‬جميعهم‭ ‬مؤهلون‭ ‬لامتلاك‭ ‬هذه‭ ‬الشهادة؟

معللا‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬البعض‭ ‬ليست‭ ‬لديه‭ ‬أي‭ ‬خلفية‭ ‬عن‭ ‬الإعلام‭ ‬وليست‭ ‬لديه‭ ‬الثقافة‭ ‬الحقيقية‭ ‬ليستطيع‭ ‬تمثيل‭ ‬إعلام‭ ‬وطنه‭ ‬إعلاما‭ ‬حقيقيا‭ ‬محافظا‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬على‭ ‬هويته‭ ‬الوطنية،

مضيفا‭ ‬بأنه‭ ‬لدينا‭  ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬خريجو‭ ‬الإعلام‭ ‬يمتلكون‭ ‬الشهادات‭ ‬لكنهم‭ ‬عبئًا‭ ‬على‭ ‬التخصص‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬إدارة‭ ‬حوار‭ ‬ولا‭ ‬ارتجال‭ ‬بالكلام‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬إدارة‭ ‬مواقف‭.‬

وقال‭ ‬لعبدالله‭ ‬حجي‭ ‬أثناء‭ ‬الحلقة‭ ‬النقاشية‭: ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬أنصح‭ ‬بفلترة‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يدرسون‭ ‬بعض‭ ‬التخصصات‭ ‬وأهم‭ ‬وأبرز‭ ‬هذه‭ ‬التخصصات‭ ‬هو‭ (‬الإعلام‭)‬،‭ ‬فهو‭ ‬قيادة‭ ‬التوجه‭ ‬والفكر‭ ‬والأسلوب‭.. ‬الإعلام‭ ‬يقود‭ ‬لارتقاء‭ ‬وسقوط‭ ‬الدول‭ ‬فكيف‭ ‬تطأ‭ ‬أقدام‭ ‬البعض‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬المهم‭ ‬دون‭ ‬دراية‭ ‬كافية‭ ‬بالإعلام؟؟

وأكد‭ ‬يوسف‭ ‬أحمد‭ ‬أن‭ ‬عددا‭  ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬الإعلاميين‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬لنصف‭ ‬أو‭ ‬ربع‭ ‬العدد‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬عبء‭ ‬ومشكلة‭ ‬ووجودهم‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الإعلام‭ ‬وبلدانهم‭ ‬التي‭ ‬ينتمون‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬الإعلامي‭ ‬لايمثل‭ ‬نفسه‭ ‬بل‭ ‬يمثل‭ ‬بلده‭ ‬ومجتمعه‭ ‬والمؤسسة‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬لها‭.‬

ونصح‭ ‬يوسف‭ ‬بضرورة‭ ‬انتقاء‭ ‬الإعلاميين‭ ‬من‭ ‬المؤهلة‭ ‬لذلك‭.‬

إذا‭ ‬كان‭ ‬الجندي‭ ‬يحمي‭ ‬حدود‭ ‬الوطن‭ ‬فالإعلامي‭ ‬الحقيقي‭ ‬يحمي‭ ‬حدود‭ ‬المنزل

واصل‭ ‬عبدالله‭ ‬حجي‭ ‬مناقشته‭ ‬قائلا‭: ‬عندما‭ ‬بدأنا‭ ‬فكرة‭ ‬حكاية‭ ‬في‭ ‬2020‭ ‬كانت‭ ‬الفكرة‭ ‬أن‭ ‬نصنع‭ ‬محتوى‭ ‬إعلامي‭ ‬ذو‭ ‬أثر‭ ‬ممتع‭ ‬وترفيهي‭ ‬ويقدم‭ ‬قيمة‭ ‬حقيقية‭ ‬للمشاهد‭ ‬والمستمع‭ ‬ولكن‭ ‬كنت‭ ‬دائما‭  ‬أتلقى‭ ‬سؤالا‭ ‬من‭ ‬المقربين‭ ‬وبعض‭ ‬الأصدقاء‭ ‬أيضا‭ ‬وهو‭: ‬ما‭ ‬فائدة‭ ‬ما‭ ‬تقدمونه؟

فأجيبهم‭: ‬واجبي‭ ‬مثلكم‭ ‬تماما‭ ‬فأنتم‭ ‬تقومون‭ ‬بحماية‭ ‬حدود‭ ‬الدولة‭ ‬عسكريًا‭ ‬وأنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ (‬البودكاست‭) ‬أقوم‭ ‬بحماية‭ ‬منزلك‭ ‬وأطفالك،‭ ‬فأنا‭ ‬موجود‭ ‬بمنزل‭ ‬كل‭ ‬منزل‭ ‬من‭ ‬منازلكم‭ ‬كوني‭ ‬أعمل‭ ‬بمجال‭ ‬الإعلام‭ ‬وواجبي‭ ‬نشر‭ ‬إعلام‭ ‬هادف‭.‬

مالذي‭ ‬نحتاجه‭ ‬للوصول‭ ‬لإعلام‭ ‬حقيقي؟

اتفق‭ ‬الإعلاميان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الإيمان‭ ‬بالفكرة‭ ‬والمحتوى‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬مردود‭ ‬مادي‭ ‬هو‭ ‬بداية‭ ‬الوصول‭ ‬لإعلام‭ ‬هادف،‭ ‬فالنتيجة‭ ‬الحقيقية‭ ‬هي‭ ‬الوعي‭ ‬بوجود‭ ‬إعلام‭ ‬،‭ ‬وأكدا‭ ‬بأن‭ ‬البعض‭ ‬يرى‭ ‬الكاميرا‭ ‬مجرد‭ ‬آلة‭ ‬تصوير،‭ ‬لكن‭ ‬الواقع‭ ‬أن‭ ‬الكاميرا‭ ‬جهاز‭ ‬مهم‭ ‬وخطير‭ ‬بالوقت‭ ‬ذاته‭ ‬فهي‭ ‬سلاح‭ ‬ذو‭ ‬حدين‭ ‬مثلها‭ ‬مثل‭ ‬أي‭ ‬سلاح‭ ‬آخر‭.‬

واتفقا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لدينا‭ ‬في‭  ‬البحرين‭ ‬وخارج‭ ‬البحرين‭ ‬نماذج‭ ‬نفخر‭ ‬بهم،‭ ‬وفي‭ ‬البحرين‭ ‬خصوصا‭ ‬لدينا‭ ‬شباب‭ ‬مبدعين‭ ‬بكل‭ ‬المجالات‭.‬

فقال‭ ‬عبدالله‭: ‬لازال‭ ‬هناك‭ ‬أشخاص‭ ‬غير‭ ‬ماديين‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬طغت‭ ‬فيه‭ ‬الماديات‭ ‬نرى‭ ‬أشخاص‭ ‬يعملون‭ ‬دون‭ ‬مقابل‭ ‬وهدفهم،‭ ‬نشر‭ ‬رسائل‭ ‬معينة‭ ‬وكلنا‭ ‬صاحب‭ ‬فكر‭ ‬ورسالة‭ ‬وكل‭ ‬إنسان‭ ‬بإمكانه‭ ‬توصيل‭ ‬رسالة‭ ‬هادفة‭ ‬من‭ ‬مقره‭ ‬ومكانه‭.‬

‭ ‬ويتفق‭ ‬معه‭ ‬يوسف‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافنا‭ ‬ورسائلنا‭ ‬دون‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬الماديات‭ ‬مادمنا‭ ‬نثق‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬رسالة‭ ‬نسعى‭ ‬لنشرها،‭ ‬فكل‭ ‬ذلك‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬الأفراد‭ ‬والوطن‭ ‬أما‭ ‬الماديات‭ ‬فحتما‭ ‬ستأتي‭ ‬ولو‭ ‬بعد‭ ‬حين،‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فالعمل‭ ‬ثم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الملف‭ ‬الشخصي‭ ‬والسعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬الرسالة‭ ‬المرجوة‭.‬

ارتباط‭ ‬الإعلام‭ ‬بالهوية‭ ‬البحرينية

ويتفق‭ ‬الإعلاميان‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬يساوي‭ ‬الهوية‭ ‬وإننا‭ ‬مسؤولون‭ ‬دومًا‭ ‬أن‭ ‬نعكس‭ ‬هذا‭ ‬الفكر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توجيه‭ ‬رسائل‭ ‬مباشرة‭  ‬ومبطنة‭ ‬للحث‭ ‬على‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬هويتنا‭ ‬ولغتنا‭ ‬العربية‭ ‬وأسلوبنا‭ ‬وفكرنا‭.‬

ويرى‭ ‬عبدالله‭ ‬أننا‭ ‬نعيش‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬الرأسمالية‭ ‬والعولمة‭ ‬والانفتاح‭ ‬الكلي‭ ‬ولتسهيل‭ ‬انتشار‭ ‬العولمة‭ ‬يسعى‭ ‬الغرب‭ ‬لقتل‭ ‬ثقافات‭ ‬الشعوب‭ ‬فيتم‭ ‬صناعة‭ ‬منتجات‭ ‬إعلامية‭ ‬وغذائية‭ ‬ودوائية،‭ ‬سينمائية‭ ‬ملابس،‭ ‬أغاني‭ ‬جميعها‭ ‬بشكل‭ ‬موحّد،‭ ‬ويسعى‭ ‬مؤسسوها‭ ‬لنشر‭ ‬ثقافات‭ ‬معينة‭ ‬وعادات‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجتمعات‭ ‬وإدخالها‭ ‬بشتى‭ ‬الطرق‭ ‬لتلهي‭ ‬المجتمعات‭ ‬والشعوب‭ ‬عن‭ ‬ثقافاتهم‭ ‬وعاداتهم‭ ‬الأصيلة‭ ‬من‭  ‬خلال‭ ‬الترويج‭ ‬لثقافة‭ ‬العولمة‭ ‬الموحدة‭ ‬فيبدأ‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمعات‭ ‬بسلخ‭ ‬جلدهم‭ ‬الحقيقي‭ ‬واتباع‭ ‬الأنماط‭ ‬السائدة‭ ‬والمنتشرة‭.‬

وأضاف‭ ‬عبدالله‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الأطفال‭ ‬أو‭ ‬الكبار‭ ‬صاروا‭ ‬يستنكرون‭ ‬حديث‭ ‬البعض‭ ‬حين‭ ‬يتحدثون‭ ‬بلغتهم‭ ‬الأساسية‭ ‬أو‭ ‬لهجتهم‭ ‬المحلية‭ ‬وإذا‭ ‬لبس‭ ‬لبسه‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬هويته‭ ‬أو‭ ‬تناول‭ ‬الأكلات‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬هويته‭ ‬الحقيقية،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬صار‭ ‬يستنكره‭ ‬البعض‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ "‬الهبة‭" ‬قبل‭ ‬بضع‭ ‬سنوات‭ ‬اشتهرت‭ ‬أغنية‭ ‬بعنوان‭ (‬Despacito‭) ‬بشكل‭ ‬رهيب‭ ‬جدا‭  ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬والعواصم‭ ‬العربية‭ ‬والغربية‭ ‬والغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬الكل‭ ‬صار‭ ‬يستمتع‭ ‬بسماعها‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الثقافات‭ ‬والشعوب‭ ‬والكل‭ ‬يستهلك‭ ‬سماعها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وجميعهم‭ ‬يدفعون‭ ‬لسماعها‭ ‬دون‭ ‬وعي‭ ‬منهم‭ ‬تزداد‭ ‬ثروة‭ ‬صاحب‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬وناشر‭ ‬تلك‭ ‬الأغنية‭ ‬وتزداد‭ ‬شعبية‭ ‬المنصات‭ ‬العارضة‭ ‬لتلك‭ ‬الأغنية‭.‬

حرقوا‭ ‬ثقافات‭ ‬الشعوب‭ ‬والأذواق‭ ‬مسحوها‭ ‬بمحاولة‭ ‬مسخهم‭ ‬للهوية‭ ‬العربية

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬يتفق‭ ‬يوسف‭ ‬مع‭ ‬عبدالله‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬غير‭ ‬ملومة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭  ‬فالمسؤولية‭ ‬الحقيقية‭ ‬و‭ ‬الكبرى‭ ‬يتحملها‭ ‬الأهل‭ ‬فواجب‭ ‬الأبوين‭ ‬توعية‭ ‬أبنائهم‭ ‬بنوعية‭ ‬الملابس‭ ‬التي‭ ‬يلبسونها‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬وتوعيتهم‭ ‬بالصح‭ ‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬كـ‭ "‬هبة‭" ‬البنطلون‭ "‬المشقوق‭" ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬تربية‭ ‬الصغار‭ ‬على‭ ‬فسح‭ ‬المجال‭ ‬للمسنين‭ ‬والكبار‭ ‬وإعطائهم‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬المساجد‭ ‬والمجالس‭ ‬والباصات،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬تربية‭ ‬الأبناء‭ ‬على‭ ‬مساعدة‭ ‬المحتاج‭ ‬بالطريق‭.‬

واتفق‭ ‬الإعلاميان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬يعزز‭ ‬دائما‭  ‬غرس‭ ‬القيم‭ ‬أما‭ ‬الإعلام‭ ‬الثانوي‭ ‬والمتمثل‭ ‬بمواقع‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬والمنصات‭ ‬الغير‭ ‬رسمية‭ ‬والتي‭ ‬يديرها‭ ‬أفراد‭ ‬يحاول‭ ‬بعضهم‭ ‬هدم‭ ‬قيمنا‭ ‬وهويتنا‭ ‬وأكدا‭ ‬بأنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعي‭ ‬لكل‭ ‬ذلك

من‭ ‬خلال‭ ‬إعلامنا‭ ‬اليوم‭ ‬ونسعى‭ ‬لغرس‭ ‬ثقافة‭ ‬هويتنا‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬الكثير‭ ‬يتجاهلونها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭.‬

وأوضح‭ ‬الإعلاميان‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬البودكاست‭ ‬هو‭ ‬توضيح‭ ‬قيمة‭ ‬الإعلام‭ ‬وسلاح‭ ‬الإعلام‭ ‬ومدى‭ ‬تأثيره‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬والمحلية‭. ‬وإيضاح‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬كل‭ ‬تصرف‭ ‬وأثره‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬أو‭ ‬هدم‭ ‬المجتمعات‭.‬

واختتم‭ ‬الإعلاميان‭ ‬عبدالله‭ ‬حجي‭ ‬ويوسف‭ ‬أحمد‭ ‬مناقشتهما‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬السعي‭ ‬لبناء‭ ‬أنفسنا‭ ‬وتأسيسها‭ ‬لنكون‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬وتأسيس‭ ‬إعلام‭ ‬هادف‭ ‬يخدم‭ ‬وطننا‭ ‬وهويتنا‭ ‬الثقافية‭. ‬وتعقيبا‭ ‬على‭ ‬الحلقة‭ ‬النقاشية‭ ‬قال‭ ‬عبدالله‭ ‬حجي‭ ‬لـ‭"‬عالم‭ ‬الشهرة‭": ‬نحن‭ ‬كمجتمع‭ ‬مسؤولين‭ ‬عن‭ ‬صناعة‭ ‬المشهور‭!‬،‭ ‬اليوم‭ ‬وفي‭ ‬عصر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬أصبح‭ ‬ظهور‭ ‬وتفوق‭ ‬المشهور‭ ‬مرتبط‭ ‬بمتابعتنا‭ ‬له‭ ‬كمجتمع،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬تنتقد‭ ‬ظهور‭ ‬المشهور‭ ‬السطحي‭ ‬والتافه‭" ‬وأنت‭ ‬من‭ ‬تابعته‭ ‬وصنعته،‭ ‬اجعل‭ ‬انتقادك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬انتقائك‭ ‬لمتابعاتك‭ ‬وانتقاء‭ ‬المشهور‭ ‬الصحيح‭ ‬الذي‭ ‬يمثلك‭! ‬أما‭ ‬يوسف‭ ‬أحمد‭ ‬فقال‭ ‬لـ‭"‬عالم‭ ‬الشهرة‭": ‬هناك‭ ‬دور‭ ‬لكل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬لانعكاس‭ ‬ديننا‭ ‬وهويتنا‭ ‬وعاداتنا‭ ‬وتقاليدنا‭ ‬ولابد‭  ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬جاهدين‭ ‬لنكون‭ ‬المرآة‭ ‬الصحيحة‭ ‬والواقعية‭ ‬عن‭ ‬بلدنا‭ ‬وهناك‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬ويد‭ ‬كل‭ ‬وسيلة‭ ‬إعلامية‭ ‬لنكون‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬ديننا‭ ‬و‭ ‬وطننا،‭ ‬ودائما‭ ‬سيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬،‭ ‬يوصينا‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬عاداتنا‭ ‬وتقاليدنا‭ ‬و‭ ‬هويتنا‭ ‬العربية‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬وستبقى‭ ‬بإذن‭  ‬الله‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ . ‬ونوه‭ ‬يوسف‭ ‬أحمد‭ ‬بأن‭ " ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬يشكل‭ ‬فارق‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬ونهضة‭ ‬الأوطان‭ ‬ولابد‭ ‬عند‭ ‬ظهورنا‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وسيلة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬نصب‭ ‬أعيننا‭ ‬أمرين‭ ‬مهمين‭ ‬و‭ ‬هما‭ ‬دينا‭ ‬و‭ ‬وطننا‭ ‬فالحروب‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬لذلك‭ ‬هويتنا‭ ‬وفكرنا‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬و‭ ‬بإمكاننا‭ ‬إما‭ ‬المحافظة‭ ‬عليها‭ ‬دوما‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭ ‬الانسلاخ‭ ‬منها‭."‬

في‭ ‬ظل‭ ‬انتشار‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬السطحية‭ ‬،‭ ‬يشرق‭ ‬اليوم‭ ‬إعلاميان،‭ ‬يُعدان‭ ‬نموذجًا‭ ‬يُحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬المحتوى‭ ‬الإعلامي‭ ‬الرصين‭ ‬والهادف‭ ‬لقدرتهما‭ ‬على‭ ‬معالجة‭ ‬القضايا‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭  ‬السطحية‭ ‬والإثارة‭ ‬الفارغة‭. ‬مما‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬تنوير‭ ‬الجمهور‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭. ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬[بودكاست‭ ‬مُعتدل]‭ ‬يُساهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬البّناء‭ ‬و‭ ‬يُعد‭ ‬نموذجًا‭ ‬متميزًا‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬الإعلام‭ ‬العربي،‭ ‬مؤسسًا‭ ‬لتقاليد‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬المحتوى‭ ‬الإعلامي‭ ‬الرصين‭ ‬والمؤثر‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا