عن دار سامراء للطباعة والنشر والتوزيع صدرت المجموعة القصصية الثالثة للقاص العراقي ميثم الخزرجي التي تحمل عنوان «مُتنزَّهُ الغائبين» ،تحاولُ قصص المجموعة تسليط الضوء على محنة الكائن البشري وتداعيات اغترابه في هذا الأوان الذي افتضحت خصوصيته وانتهكت مقدّراته، فقد استقرأتْ بعض القصص المخاض الذي يتعرض له إزاء الأمراض النفسية كالفصام أو العصاب أو الانكسارات التي تعنى بالفقد وما ينتج عنها من نزوع ذهني متخبط حيال نفسه أولا، والواقع ثانيا وقد ارتبطت ماهية المعالجة في جزء منها بالتقانات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وكيفية صناعة خلايا تؤدي وظائف في الدماغ تصمم وتنفذ عن طريق شيفرة برمجية تابعة للغات برمجية فاعلة فضلا عن استحضار عوالم تخاطرية باراسايكولوجية في متون أخرى، بودي أن أشير إلى أن فكرة عنوان المجموعة وما تتضمنه من أحداث تتخذ من الموسيقى دالة حية تركز على المفهوم النسقي للموت ومعناه الغيبي وهذه إشارة الى القيم الجمالية والمعرفية التي تنزع نحو تغيير النمط الذهني والروحي للإنسان واجتراح مفاهيم ورؤى تنويرية تدعو لإزالة الأغلال الذهنية التي تمتثل للخشية والخوف والرهبة والأحكام التي تصدر من قبل الإنسان لأخية الإنسان والسعي للتقدم نحو أفق طليعي له مقرراته التي تتخذ من الفكر والمعرفة مسارا للتصحيح وإضاءة الحياة، وقد تبّنت بعض أفكار المجموعة جوانب إنسانية بحتة على اختلاف مساراتها وطريقة العرض إلا أنها تنحو منحى أخلاقيا من اجل رفعة الجنس البشري.
يذكر أن الكاتب والقاص العراقي ميثم الخزرجي عضو اتحاد الادباء والكتاب العراقي، ماجستير علوم الحاسبات تخصص ذكاء اصطناعي، صدرت له مجموعتان، بريد الالهة، المجموعة القصصية الفائزة في مسابقة اتحاد الادباء والكتاب العراقي عام 2019، والثانية، النزوح نحو الممكن عام 202م0، ولديه تحت الطبع كتاب يعنى بالفكر والثقافة، وقد نشر نتاجه الأدبي في أكثر من صحيفة عراقية وعربية محكمة.
«حقائب خفيفة للراحلين» كتاب جديد للعماني لـ «محمود الرحبي»
صدر حديثا للكاتب العماني محمود الرحبي كتاب بعنوان «حقائب خفيفة للراحلين» ينحو فيه الكاتب نحو الكتابة عن اثنين وثلاثين مبدعا راحلا في استفسار طرحه في مقدمة الكتاب فيما كانت الكتابة عن الراحلين هل هي كتابة مناسبات، أم أن الرحيل مناسبة الكتابة، وباعث الرثاء الأكثر عراقة في الوجود.
وجاء الكتاب الصادر حديثاً عن «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن ضمن منشورات الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، في (112) صفحة من القطع المتوسط، وضم مقالات عن (32) شخصية مبدعة، هم: عبدالله الحارثي، عبدالله الوهيبي، حسن بوس، محمد نظام، مبارك العامري، علي المعمري، محمد الحارثي، عبدالعزيز الفارسي، ثاني السويدي، شاكر عبد الحميد، صباح فخري، حسن الفارسي، أمجد ناصر، إدريس الخوري، صالح شويرد، موسى عمر، غسَّان كنفاني، فتحي عبدالله، أحمد المجاطي، مارادونا وماركيز وأبو بكر سالم، عبدالله الطائي، فريد رمضان، سركون بولص، نجيب محفوظ، سعود الدرمكي، بهاء الدين الطود، إلياس فركوح، بهاء طاهر، ميلان كونديرا، ماركيز. جميعهم يشتركون في حال الغياب، غياب يقترن بحضور وحياة الرحبي ومدى علاقته بهم مباشرة أو قراءة أو ذكرى. جميعهم رحلوا بحقائب خفيفة، هي أوراق أو مواقف تتبادلها ذواكر من عاصروهم قراءة وحياة.
يقول الرحبي في مقدمة كتابه: «إن طرق الرثاء تنوَّعت وتلوَّنت وأخذت أشكالًا غير شعرية في عصرنا، وإن كان وصف المناقب يكون في صلبها، إلا أنها تمزجه بالعطاء، إذًا، الراحل صاحب نتاج ثقافي أو أدبي أو فني، أو يكون انطباعًا نتج عن أثر تركه في ذهن وذاكرة كاتبه. أحد أشكال هذا الرثاء مقالة انبثقت من لحظة فراق، أو أتت على هيئة رواية طويلة تستكنه تفاصيل الشخصية الراحلة، وتذهب إلى تخيُّل الاحتمالات والممكنات...»
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك