القاهرة/غزة - (رويترز): عاودت الدبابات الإسرائيلية التوغل في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة أمس لتجبر آلاف الفلسطينيين على النزوح والفرار على امتداد الطرق المزدحمة، بينما واصل المقاتلون الفلسطينيون مهاجمة القوات الإسرائيلية من وسط الأنقاض، حسبما قال سكان والجيش الإسرائيلي.
وفرت العائلات من شرق خان يونس سواء بالسيارات أو سيرا على الأقدام، حاملة أمتعتها على عربات تجرها الحمير وأخرى تسوقها الدراجات النارية خلال نزوحها على الطرق حيث أبطا الزحام حركتها.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، عادت قوات الاحتلال، التي اجتاحت قطاع غزة بأكمله تقريبا على مدى العدوان المستمر منذ أكثر من 10 أشهر، إلى أنقاض المناطق التي أعلنت سابقا طرد مقاتلي الفصائل الفلسطينية منها.
وفي أحدث هجوم ألقى الجيش منشورات تأمر السكان والنازحين في شرق خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة، بإخلاء المنطقة التي شهدت بالفعل موجات متكررة من القتال.
وتكدست العائلات في الحافلات والسيارات، وسعى العديد من النازحين إلى اللجوء إلى المواصي، وهي منطقة رملية تمتد على طول الساحل. لكن البعض عبّر عن مخاوفه من الذهاب إليها بعد تعرضها لهجمات في السابق على الرغم من أن القوات الإسرائيلية أعلنتها منطقة آمنة.
وقالت أم رائد أبو عليان إنها وأفراد أسرتها فروا «من تحت النار شاردين بأرواحنا وأولادنا، طلعنا نجري من الخوف».
وعندما سُئلت إلى أين ستذهب أجابت: «الله أعلم. يحكوا لنا عن مناطق إنسانية، مفيش ولا منطقة إنسانية في غزة، كله دمار كله خراب».
وفي وقت لاحق من أمس قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة ستة فلسطينيين في منطقة المواصي. وأضافوا أن غارة أخرى على منزل قريب قتلت أربعة، بينهم فتاة، وأصابت عدة أشخاص.
وقال مسعفون وصحفيون إن صحفيين فلسطينيين، هما تميم معمر وعبدالله السوسي استشهدا مع العديد من أقاربهما.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن استشهادهما يرفع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا بنيران إسرائيلية منذ السابع من أكتوبر إلى 165.
وقالت وزارة الصحة إن ضربات الجيش الإسرائيلي أمس على مناطق في وسط وجنوب القطاع قتلت 20 فلسطينيا على الأقل حتى الآن.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن قواته ضربت عشرات الأهداف التابعة لمسلحي حماس في خان يونس ورفح بالقرب من الحدود المصرية، وإنها استولت على مستودعات أسلحة ودمرت بنية تحتية وقتلت العشرات من المقاتلين المدججين بأسلحة منها قذائف صاروخية.
وتقول إسرائيل إن عدد من قتلتهم أو أقعدتهم بسبب الإصابة من مقاتلي حماس يفوق 14 ألفا وهو تقريبا نصف العدد المقدر لمقاتلي الحركة عند بدء الحرب كما تقول إنها دمرت الهيكل التنظيمي للقتال لدى حماس.
لكن فلسطينيين يقولون إنه على الرغم من تدمير القطاع بالكامل تقريبا لم تفلح إسرائيل في سحق حماس ولا تزال الحركة قادرة على شن هجمات بأسلوب العصابات ونصب كمائن للقوات الغازية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك