اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
الجمال الصناعي
في واحدة من أغرب أسباب الطلاق أقدم زوج على تطليق زوجته وهي طالبة في كلية الحقوق في يوم «الصباحية»، وذلك بعد أن فوجئ بلون عينيها الأخضر قد اختفي مكتشفا أنها كانت ترتدى عدسات، حيث لم يتمالك نفسه بعد ساعات من الزواج وقام بتطليقها معربا عن تمسكه بلون العينين بغية تحسين النسل.
هذه الواقعة بغض النظر عن رد فعل الزوج العنيف الذي رآه البعض يحمل الكثير من الحماقة بحسب ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي من تعليقات، إنما تدعونا من جديد إلى التطرق إلى قضية في غاية الأهمية باتت تهيمن على الساحة في الفترة الأخيرة ألا وهي ما يسمى الجمال الصناعي، التي تشغل بال الجميع نساء ورجالا حتى صغار السن بعد التطور الطبي والجراحي والتقنيات الحديثة التي طرأت في عالم التجميل والترويج للجمال في وسائل الإعلام واتخاذه من أهم وسائل تحقيق السعادة.
اليوم نرى الشعر والرموش ولون العينين والأظافر والأنف والشفاه والوجنتين وحتى أجزاء من الجسم كلها باتت مرممة، زائفة، وهمية، صناعية، وذلك بعد أن أتيحت الفرصة لكل امرأة أن ترسم لنفسها الصورة التي تحلم بها، ومن ثم تسعى لتحقيقها مهما كلفها الأمر، حتى لو جاء ذلك على حساب جمالها نفسه، الذي تشوهه بتلك العمليات في كثير من الأحيان، وينافسها في ذلك الرجال الأمر الذي دفع أحد الأطباء إلى افتتاح أول عيادة تجميل للرجال فقط في مصر.
هناك من يرى أن الجمال جمال الروح وهو رأي له كل الاحترام، ولكني شخصيا لست ضد التجمل البسيط، المعقول، أو لعلاج العيوب الخلقية أو المنفرة، وفي الوقت نفسه أرفض المبالغة في تغيير خلقة الله والتي تحول الكثيرين إلى نسخ مطبوعة ومكررة من غيرهم، وهو ما أصبح يمثل ظاهرة في هذا العصر بات معها التجميل وسيلة للتشويه والاسترزاق والخداع، وأحيانا طريقا إلى الموت وهذا ما حدث مع الكثير من النساء اللاتي خضعن لجراحات تجميلية أودت بحياتهن.
وهذا هو ما أعرب عنه الفيلسوف أفلاطون ببراعة حين قال:
«إن جمال الإنسان ليس قائما على الروح وحدها.. أو الجسد وحده.. بل على الانسجام بين الاثنين بشكل نسبي»!
لذلك يبقى الإنسان الجميل هو الذي يعتني بروحه وجسده.. كليهما!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك