العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

لا تبخسوهم حقهم

تعودنا‭ ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬يبرز‭ ‬فريق‭ ‬أو‭ ‬منتخب‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬مهمة‭ ‬أو‭ ‬نهائية‭ ‬أن‭ ‬نسمع‭ ‬نغمة‭ ‬من‭ ‬نفر‭ ‬ينقصون‭ ‬أو‭ ‬يزيدون‭ ‬بأن‭ ‬الفريق‭ ‬أو‭ ‬المنتخب‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬يومه،‭ ‬وأن‭ ‬لاعبيه‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬موفقين‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬التعبيرات‭ ‬والتعقيبات‭ ‬الدفاعية‭.‬

كانت‭ ‬هذه‭ ‬المقدمة‭ ‬ضرورية‭ ‬للوقوف‭ ‬قليلا‭ ‬عند‭ ‬نهائي‭ ‬أولمبياد‭ ‬باريس‭ ‬2024‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الذي‭ ‬جمع‭ ‬منتخبي‭ ‬فرنسا‭ ‬صاحب‭ ‬الضيافة‭ ‬والأرض‭ ‬والجماهير‭ ‬وبولندا،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬نتيجة‭ ‬المباراة‭ ‬انتهت‭ ‬لصالح‭ ‬الديوك‭ ‬الفرنسية‭ ‬بثلاثية‭ ‬نظيفة‭.‬

وما‭ ‬قلناه‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭ ‬لا‭ ‬تسمعه‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الرياضية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬ولو‭ ‬وجه‭ ‬السؤال‭ ‬إلى‭ ‬مدرب‭ ‬منتخب‭ ‬بولندا‭ ‬‮«‬نيكولا‭ ‬غربتتش‮»‬‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬الخسارة‭ ‬لذهبنا‭ ‬في‭ ‬قرارة‭ ‬النفس‭ ‬أنه‭ ‬سيرجعها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المنتخب‭ ‬الفرنسي‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬المنتخب‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬المباراة،‭ ‬وأن‭ ‬لاعبي‭ ‬الأخير‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬أوج‭ ‬تميزهم‭ ‬وتألقهم،‭ ‬وعرفوا‭ ‬بمعية‭ ‬مدربهم‭ ‬‮«‬أندريا‭ ‬جياني‮»‬‭ ‬كيف‭ ‬يتعاملون‭ ‬مع‭ ‬المواجهة‭ ‬بذكاء،‭ ‬مستثمرين‭ ‬سوء‭ ‬أداء‭ ‬لاعبي‭ ‬بولندا‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يقدموا‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬والأرض‭ ‬والجمهور‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

ومن‭ ‬شاهد‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية‭ ‬وما‭ ‬وراءها‭ ‬سيجد‭ ‬أن‭ ‬منتخب‭ ‬الديوك‭ ‬الفرنسية‭ ‬قدم‭ ‬أداء‭ ‬مسؤولا‭ ‬تألق‭ ‬معه‭ ‬لاعبوه‭ ‬جماعيا‭ ‬وفرديا،‭ ‬وعندما‭ ‬نسأل‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬المنتخب‭ ‬البولندي‭ ‬يظهر‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل؟‭ ‬فالجواب‭ ‬سهل‭: ‬فالمنتخب‭ ‬البولندي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬وحده‭ ‬في‭ ‬الملعب،‭ ‬وإنما‭ ‬واجه‭ ‬منافسا‭ ‬وخصما‭ ‬قويا،‭ ‬إذن‭ ‬الفرنسيون‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يقفون‭ ‬وراء‭ ‬سوء‭ ‬أداء‭ ‬منافسهم،‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬نسمي‭ ‬الأشياء‭ ‬بمسمياتها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نبخس‭ ‬الفائز‭ ‬حقه،‭ ‬ونبحث‭ ‬بل‭ ‬ننشغل‭ ‬بتبريرات‭ ‬لا‭ ‬منطقية،‭ ‬فالمنافسات‭ ‬الرياضية‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬معارك‭ ‬فنية،‭ ‬والشاطر‭ ‬من‭ ‬يكسب‭ ‬المعركة‭.‬

وقد‭ ‬وضع‭ ‬الفرنسيون‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬اعتبارهم‭ ‬جماهيرهم‭ ‬الكبيرة،‭ ‬إذ‭ ‬تتضاعف‭ ‬الصدمة‭ ‬عندما‭ ‬تلعب‭ ‬على‭ ‬أرضك‭ ‬وبين‭ ‬أحضان‭ ‬جماهيرك‭ ‬وأسرتك‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬الطواف‭ ‬تخرج‭ ‬خاسرا‭.‬

ولم‭ ‬يعط‭ ‬الفرنسيون‭ ‬فرصة‭ ‬للبولنديين‭ ‬كي‭ ‬يتسنى‭ ‬لهم‭ ‬التقاط‭ ‬الأنفاس،‭ ‬فقد‭ ‬نجحوا‭ ‬بامتياز‭ ‬في‭ ‬الضغط‭ ‬عليهم‭ ‬بالإرسال‭ ‬وحوائط‭ ‬الصد‭ ‬الإسمنتية،‭ ‬وعرفوا‭ ‬كيف‭ ‬يوقفون‭ ‬الجناحين‭ ‬اللذين‭ ‬يطير‭ ‬بهما‭ ‬المنتخب‭ ‬البولندي‭ ‬ممثلا‭ ‬في‭ ‬‮«‬ليون‭ ‬9‭ ‬نقاط‭ ‬وكورك‭ ‬10‭ ‬نقاط‮»‬‭ ‬اللذين‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬يقدمان‭ ‬الإلهام‭ ‬لزملائهما‭.‬

ونتفق‭ ‬مع‭ ‬الأخ‭ ‬الحكم‭ ‬الدولي‭ ‬القطري‭ ‬فهد‭ ‬العوضي‭ ‬‮«‬بوعبد‭ ‬العزيز‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬صانع‭ ‬ألعاب‭ ‬فرنسا‭ ‬‮«‬انطوان‭ ‬بريزار‮»‬‭ ‬لعب‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا،‭ ‬وكان‭ ‬وراء‭ ‬الفوز‭ ‬العريض‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إغفال‭ ‬وصد‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬زملائه‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬حالاتهم‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا