كييف - (أ ف ب): أعلنت أوكرانيا أمس الثلاثاء أنها لن تبقي الأراضي الروسية التي استولت عليها خلال عمليتها المفاجئة عبر الحدود تحت سيطرتها وعرضت وقف الهجمات إذا وافقت موسكو على «سلام عادل». دخلت القوات الأوكرانية منطقة كورسك الروسية في السادس من اغسطس لتسيطر على نحو عشرين بلدة وقرية في أكبر هجوم لجيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية. وأعلنت روسيا الثلاثاء أنها تصدّت لهجمات جديدة في كورسك.
فرّ أكثر من 120 ألف شخص من المنطقة وأفاد قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي يوم الاثنين بأن قواته باتت تسيطر على حوالي ألف كيلومتر مربّع من الأراضي الروسية. وسيطرت أوكرانيا حتى الاثنين على 800 كيلومتر مربّع على الأقل من الأراضي الروسية، وفق تحليل أجرته فرانس برس لبيانات «معهد دراسة الحرب» ومقره واشنطن. وأفاد الناطق باسم الخارجية الأوكرانية جورجي تيخي أمس الثلاثاء بأن كييف غير مهتمة بـ«السيطرة» على أراض روسية، ودافع عن تحرّكات أوكرانيا باعتبارها «مشروعة تماما». وقال للصحفيين إن «سرعة موافقة روسيا على سلام عادل.. ستعجل في وقف هجمات قوات الدفاع الأوكرانية على روسيا».
تزامنا، أعلنت أوكرانيا فرض قيود على الحركة في بقعة تمتد عشرين كيلومترا في منطقة سومي على طول الحدود مع منطقة كورسك بسبب «ازدياد حدة الأعمال العدائية» وأنشطة «التخريب».
من جانبها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها «أحبطت محاولات مجموعات متحركة تابعة للعدو على متن مركبات مدرعة، تحقيق اختراق في عمق الأراضي الروسية». وأعلن رئيس جهاز الأمن الفدرالي الروسي (إف إس بي) ألكسندر بورتنيكوف في بيان أن أوكرانيا نفّذت الهجوم «بدعم جماعي من الغرب». منذ شنت الغزو في فبراير 2022، سيطرت روسيا على مناطق في جنوب وشرق أوكرانيا فيما تعرضت المدن الأوكرانية لوابل من الضربات الصاروخية وبالمسيّرات. وكان الهجوم الأوكراني أكبر تحرّك عبر الحدود منذ الغزو وشكّل مفاجأة لروسيا.
وقال جندي أوكراني شارك في الهجوم وعرّف عن نفسه باسم روجيك لفرانس برس من منطقة سومي «لم يحموا الحدود. لم تكن لديهم غير ألغام مضادة للجنود مزروعة حول الأشجار على حافة الطريق، وبضعة ألغام نجحوا في إلقائها سريعا على طول الطرق السريعة». وقال عسكري أوكراني عرّف عن نفسه باسم فاراون (27 عاما) في تصريحات مقتضبة إنما صريحة لوكالة فرانس من أمام طريق في غابة يقود إلى الحدود من دون تقديم تفاصيل «رأيت عددا كبيرا من القتلى في الأيام الأولى. كان الأمر مروعا في البداية، لكننا نعتاد على ذلك». وقال المحلل العسكري الأوكراني ميكولا بيليسكوف لفرانس برس «طغى التهاون الروسي». واضاف «افترضت روسيا أنها إن كانت تمسك بزمام المبادرة في مكان آخر، فلن تجرؤ أوكرانيا على القيام بما شهدناه»، في إشارة إلى شهور من التقدّم الروسي التدريجي على طول الحدود.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك