بالنسبة إلى كثيرين، يمكن أن يكون تناول الأطعمة التي تسبب عدم الراحة أو الألم أمرًا مبهجًا، تمامًا كالإثارة التي يشعرون بها عند مشاهدة فيلم رعب.
وبحسب تقرير نقله «إرم نيوز» عن موقع NBC News، يُعزى هذا الشعور إلى تحفيز استجابة القتال أو الهروب في الدماغ، ما يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الأندورفين والدوبامين، المرتبطة بالمتعة والمكافأة.
وبعد أن يفسر الدماغ هذه الأحاسيس بأنها آمنة، يوفر ذلك شعورًا بالإنجاز، ما يعزز الرغبة في تجربة هذه الأطعمة ذات الطعم الحاد.
وتجذب الأطعمة ذات الطعم الحاد، سواء أكانت حارة أم حامضة، الأشخاص الذين يبحثون عن الإثارة والتحديات، فالأطعمة الحارة، التي تحتوي على الكابسيسين، تحفز مستقبلات الألم في الفم والحلق والأنف، وهو ما يمكن أن يشبه الشعور بملامسة سطح ساخن.
من ناحية أخرى، تؤثر الأطعمة الحامضة، مثل الليمون أو الخل، في المستقبلات الموجودة في اللسان التي تستشعر الطعم الحامض، والتي تُنبه الجسم بأن الحموضة قد تكون ضارة، ورد فعل الجسم يبدأ بإطلاق إشارات ألم بوصفها وسيلة لحمايته من الضرر المحتمل، ما يسبب الشعور بالوخز أو الألم.
وعلى الرغم من الألم الناتج عن تناول هذه الأطعمة، يمكن للدماغ تجاوز الاستجابة الأولية بفضل القدرة البشرية على التمييز بين الألم الشديد والألم اليسير.
وفي حين يعدُّ تناول الأطعمة الحارة تناولًا معتدلًا عمومًا آمنًا، يمكن أن تشكل الحالات الشديدة مخاطر صحية، إذ يشير بعض الأطباء إلى أن تناولها بكميات مفرطة يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية تتطلب تدخلًا طبيًّا.
وقد أدى ظهور تحديات الأطعمة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى زيادة شعبية هذا الاتجاه، إذ يُوثق الأشخاص تجاربهم مع الأطعمة ذات الطعم الحاد، ما يعزز التفاعل الاجتماعي من خلال الإعجابات والمتابعات، ويزيد شعورهم بالمتعة والإثارة.
ومع ذلك، فإن هذه التحديات قد تؤدي إلى عواقب خطرة، فقد توفي أحد الأفراد بعد المشاركة في تحدٍ يتضمن تناول طعام حارٍّ جدًّا، وعانت طفلة من حروق في حلقها بعد تناول حلوى حامضة حموضة شديدة رأتها في فيديو على منصة تيك توك.
ومع تزايد شعبية تحديات الطعام ذات الطعم الحاد، يصبح فهم التأثيرات النفسية والجسدية لهذه التجارب أمرًا حيويًّا لضمان الاستمتاع والسلامة في آن واحد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك