واشنطن - (الوكالات): قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين أمس الخميس إن إدارة الرئيس جو بايدن تركز على دفع طرفي الصراع في السودان إلى عقد محادثات سلام لإنهاء الحرب الأهلية. وأضاف كيربي «لا نزال نصب تركيزنا بالأساس على إعادة الطرفين في السودان إلى الطاولة» مضيفا أن واشنطن تشارك بقوة في الجهود الدبلوماسية المبذولة في تلك العملية.
وبدأت يوم الأربعاء المحادثات الرامية إلى إنهاء العنف المستمر في السودان منذ 16 شهرا. وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرييلو أمس الخميس، إنه يرغب في رؤية «نتائج ملموسة» خلال محادثات وقف إطلاق النار التي انطلقت في سويسرا مع قوات الدعم السريع لكن في غياب الجيش السوداني الذي رفض المشاركة فيها. وكتب بيرييلو على منصة «إكس»، «تتواصل محادثاتنا الدبلوماسية بشأن السودان لليوم الثاني، ونحن نعمل بلا هوادة مع شركائنا الدوليين من أجل إنقاذ الأرواح وضمان تحقيق نتائج ملموسة».
ويغرق السودان منذ أبريل 2023 في حرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، وضعت البلاد على شفير المجاعة. ومع نهاية اليوم الأول من المحادثات، كرّرت واشنطن دعوتها إلى الجيش السوداني للانضمام إلى طاولة الحوار. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل في واشنطن «أكدنا أن من مسؤولية (الجيش) أن يكون حاضرا وسنواصل القيام بذلك».
ومجددا، رفض السودان الذي يقوده بحكم الأمر الواقع قائد الجيش، الدعوة إلى المشاركة في المحادثات أمس الخميس عبر وزير المال جبريل إبراهيم. وكتب على إكس «طبع الشعب السوداني يرفض التهديد والوعيد». وأضاف أن الحكومة السودانية «لن تقبل وساطة مفروضة ولن تكون طرفا في مباحثات هدفها تشريع احتلال المليشيا الإجرامية المنشآت المدنية وضمان مكانتها مستقبلا على الساحتين السياسية والأمنية».
وباءت بالفشل كل جولات التفاوض السابقة التي أجريت في جدة، وفي نهاية يوليو، دعت واشنطن الطرفين المتحاربين إلى جولة جديدة من المفاوضات في سويسرا أملا في وضع حدّ للحرب المدمّرة المستمرة منذ ما يقرب من 16 شهرا. وترمي المناقشات إلى توسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية وإيجاد آلية مراقبة وتدقيق لضمان تطبيق أي اتفاق.
وترغب واشنطن في إشراك الاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقبين في محادثات جنيف التي ترعاها مع السعودية وسويسرا ويفترض أن تستمر لعشرة أيام على أبعد تقدير. لكن الحكومة السودانية بقيادة الجيش احتجّت على إشراك الإمارات في حين تعتبر الولايات المتحدة أن أبوظبي والقاهرة يمكن أن تكونا «ضامنتين» لعدم بقاء أي اتفاق حبرا على ورق.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك