تبيّن أن فيضانات اجتاحت قرية في منطقة إيفرست في نيبال الجمعة نجمت عن انكسار جليد إحدى البحيرات الجليدية، بحسب ما افادت أمس السلطات المحلية وكذلك عدد من الخبراء، في مثال جديد على آثار ظاهرة الاحترار المناخي في الجبال العالية.
ورأى الخبراء أن هذا الفيضان مثال صارخ على «التأثير الكارثي» لارتفاع درجات الحرارة في العالم على السكان الذين يسهمون بشكل محدود جدا في ذلك من خلال تسببهم بانبعاث كميات قليلة جدا فحسب من غازات الدفيئة.
وجرفت سيول من المياه المتجمدة الجمعة نحو 14 مبنى على الأقل من بينها سبعة منازل، بعدما تدفقت فجأة على قرية تايم الواقعة على ارتفاع 3800 متر.
واوضح المركز الدولي لتنمية الجبال أن هذا الفيضان «نتج من انكسار بحيرة ثيانبو الجليدية».
وأكد ذلك ايضا المسؤول في السلطة المحلية جاجات براساد بوسال استنادا إلى دراسة أجريت على مسح جوي. ولاحظ أن «ثمة عددا من البحيرات الجليدية انكسرت إحداها».
وخلافا للبحيرات العادية، تفتقر البحيرات الجليدية إلى الاستقرار لأن الجليد أو الرواسب المكونة من الصخور تحبس المياه، ولكن عندما تعبر المياه المتراكمة هذه الحواجز الطبيعية، يحدث ما يسمى الفيضانات الجليدية فتغمر المياه على نطاق واسع المناطق الواقعة في اتجاه مجرى النهر.
ويحذر العلماء من أن السكان قد يكونون أكثر عرضة لمثل هذه الأحداث بفعل ذوبان الأنهار الجليدية في جبال هيمالايا بمعدل ينذر بالخطر جرّاء التغير المناخي.
وقال المحلل في المركز الدولي لتنمية الجبال تنزينغ شوغيال شيربا إن «ملايين من الناس في الجبال لا علاقة لهم بانبعاثات الغازات الدفيئة، لكنهم يعانون من العواقب الكارثية لهذه الانبعاثات بطريقة أكثر تكرارا وشدة من أي وقت مضى».
وظهرت مئات البحيرات الجليدية التي تشكلت نتيجة ذوبان الأنهار الجليدية في جبال هيمالايا في العقود الأخيرة، وأُحصيت 2070 بحيرة في نيبال في دراسة أجراها المركز الدولي لتنمية الجبال عام 2020.
وفي أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 70 شخصا في شمال شرق الهند بعد انكسار مفاجئ لبحيرة جليدية تقع على علو كبير.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك