السفر من الأمور الممتعة بالنسبة إلى الكثيرين، حيث إنه يمنح الشعور بالراحة النفسيّة والجسديّة، بعيداً عن ضغوط الحياة اليوميّة ولكن خلال بعض هذه الرحلات من بلد إلى آخر، قد يتعرّض عدد كبير منا لبعض الأعراض الصحيّة المزعجة، ومن أكثرها شيوعاً المعاناة من التسمم الغذائي الذي قد يصيبنا نتيجة عدم الالتزام بالإرشادات والنصائح الضرورية. في المقال التالي تجيب عن تسألنا الدكتورة عائشة وليد طبيبة عائلة بمركز مستشفى رويال بحرين كيف يمكن تجنب التسمم الغذائي.
ما هو التسمم الغذائي؟ وكيف يمكننا تجنبه؟
التسمم الغذائي هو عدوى تنتقل عن طريق الطعام أو الشراب الملوث، والتي تتسبب بأعراض يمكن أن تظهر في غضون ساعات قليلة بعد الإصابة بالعدوى، ومن الأمثلة على هذه الأعراض ألم البطن، والتقيؤ، والغثيان، وكذلك الإسهال.
يُمكن الوقاية من التسمم الغذائي أثناء السفر من خلال اتباع النصائح الآتية:
أولاً الاهتمام بتقوية الجهاز المناعي قبل السفر بأسابيع، وذلك من خلال الانتظام على ممارسة التمارين الرياضية الدوريّة، والحرص على اعتماد نظام غذائي صحيّ، والحصول على فترات كافية من النوم.
ثانياً الحرص على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل الأكل والحرص على استخدام معقم اليدين الذي يحتوي على 60% من الكحول على الأقل، في حال عدم توافر المياه النظيفة، او استخدام المناديل المبللة التي تستخدم لمرة واحدة.
ثالثاً الانتباه إلى الأطعمة المتناولة أثناء السفر، عند الرغبة في تناول الطعام أثناء السفر، فيجب أن يكون إما باردًا أو ساخنًا والبخار يتصاعد منه، لأنّ البكتيريا الضارة تنمو عندما تكون درجة الحرارة بين 5 - 60 درجة مئوية تقريبًا أي عندما يكون الطعام فاترًا وعدم تناول الطعام المطهوّ إن كان معاداً تسخينه وغير طازج، فإعادة تسخينه تعرّضه لتكاثر البكتيريا فيه إن كان تسخينه تحت الـ60 درجة.
اختيار الأطعمة الجافة أو المعبأة التي تُعتبر آمنة ويُمكن تناولها أثناء السفر، لأن البكتيريا تحتاج بيئة رطبة لتنمو، ومن الأمثلة على هذه الأطعمة؛ رقائق البطاطس، أو التونة المعلبة، أو البسكويت المعلب، التي لم يتم فتحها من قبل شخص آخر.
تَجنُّب الأطعمة النيئة: بما في ذلك الخضراوات والفواكه، إلّا في حال تمكن الشخص من غسلها وتقشيرها بنفسه وتَجنُّب تناول اللحوم النيئة أو المأكولات البحرية النيئة.
ومن المهم تَجنُّب طعام الشارع لأنه قد لا تخضع عربات الطعام الموجودة بالشوارع لنفس معايير النظافة المنطبقة على المطاعم الأخرى، من ناحية جودة المنتجات المستخدمة ومدى جودتها لذلك يُفضل تجنبها.
رابعاً الانتباه إلى الماء والمشروبات الأخرى خلال السفر.
الامتناع عن الشرب من ماء الصنبور، مع الإشارة إلى أنه ينصح أثناء السفر باستخدام المياه المعبأة الخالية تماماً من الشوائب في الشرب وحتى أثناء تنظيف الأسنان، مع ضرورة تفادي تناول الثلج في المطاعم.
وتجدر الإشارة إلى ضرورة تَجنُب ابتلاع الماء عند الاستحمام.
وبالنسبة إلى تناول المشروبات الساخنة: يُمكن شرب الشاي، أو القهوة، أو غيرها من المشروبات الساخنة في حال تم تقديمها ساخنة، وتَجنُب شرب هذه المشروبات عندما تُقدم دافئة أو في درجة حرارة الغرفة.
ويجب تَجنُّب الحليب المخزّن بأوعية مفتوحة، ومن الأفضل أن يتجنّب جميع المسافرين الأطعمة غير المبسترة، مثل: الحليب، أو الجبن، أو اللبن الزبادي، وخاصةً أولئك الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي والنساء الحوامل.
تجنّب العصير الطازج: يجب تَجنّب المشروبات والأطعمة المصنّعة من العصير الطازج الذي يصنعه الآخرون.
وخامساً يفضل حمل بعض الأطعمة للطوارئ لعدم تناول المأكولات التي قد تكون ملوثة في بعض الأماكن داخل الوجهة السياحية، حيث إن هذه الطريقة يكون لها دور مساهم في الحماية من التسمم الغذائي.
الخيارات العلاجية للتسمم الغذائي:
يَهدُف العلاج الرئيسي للتسمم الغذائي إلى تخفيف الأعراض المرافقة له، وتعويض السوائل المفقودة، لتجنب الإصابة بالجفاف، وغالبًا ما يتم ذلك دون تدخل طبي. وفي حال أصيب الشخص بهذه الحالة أثناء سفره، فمن المُمكن أن تساعده التدابير الآتية في تقليل الأعراض المصاحبة للحالة والشفاء في أسرع وقت ممكن:
أخذ قسط كافٍ من الراحة وشُرب الكثير من الماء والسوائل الأخرى، ويُفضّل شُرب السوائل التي تحتوي على أملاح معالجة للجفاف بهدف تعويض السوائل المفقودة.
الاستمرار بشُرب السوائل حتى لو كان التقيؤ مستمرًا، عن طريق شرب رشفات صغيرة من الماء أو وضع مكعبات الثلج في الفم وتركها لتذوب.
البدء تدريجيا بتناول الأطعمة الخفيفة وسهلة الهضم، مثل: الموز، والشوفان، والأرز، والخضراوات المسلوقة، وغيرها والتوقّف عن تناول الأطعمة الصلبة إلى حين التعافي من الإسهال والتقيؤ، والابتعاد عن الأطعمة صعبة الهضم، مثل: منتجات الألبان، كالحليب والأجبان، والأطعمة الدسمة، المقلية والحارة، وكذلك الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.
ومراجعة الطبيب في حال وجود الإسهال والحمى أو استمرار الإسهال لأكثر من ثلاثة أيام من دون أي تحسن او في حال كان الإسهال مصحوبا بالدم او كان القيء مستمرا بحيث لا تستطيع الاحتفاظ بالسوائل في جسمك، ما قد يؤدي إلى الجفاف، الذي يسبب أعراضًا مثل جفاف الفم والحلق، والشعور بالدوار عند الوقوف، وعدم التبول بكثرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك