الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
مغامراتي مع الهاربات
لا أعرف هل أسميه مغامرات أو معاناة، ولكنني سأحكي لكم حكاية مواطنة مع عاملات المنزل وزعيمات عصابة العاملات الهاربات.. وأعتقد بأنها حكاية متكررة تقريبا في كل بيت والكارثة ألا حسيب ولا رقيب (اشلون؟ ما ندري).
تقول (م): سافرت عاملتي على وعد أكيد بأنها سترجع بعد شهرين، وكالعادة قبل رجوعها بيوم قررت عدم الرجوع (وضاعت فلوسك يا صابر) وطبعا خسرنا ثمن تجديد الفيزا والتذكرة وغيرها.. وبما أنني أحتاج إلى عاملة ضروري ولم أضع في حسابي أن أوفر مبلغا يفوق الألف دينار لجلب عاملة جديدة وقعت في (حيص بيص)، تذكرت أنني قبل تقريبا 5 سنوات وقعت في المشكلة نفسها وأعطوني عيال الحلال رقم تليفون (ح) وأعتقد بأنها (زعيمة العصابة) للعاملات الهاربات ووفرت لي عاملة في لمح البصر بلا أوراق ولا حتى بطاقة هوية بمبلغ 130 دينارا شهريا حينها، فاتصلت بها والمفاجأة المذهلة أنها ردت ورحبت ووفرت لي عاملة بكل سهولة، ولكن الأسعار ارتفعت مع التضخم الجديد وأصبحت العاملة تتسلم 170 دينارا في الشهر (بدون عوار راس) لا أوراق ولا فيزا ومصاريف مكتب ولا مسؤولية ولا خوف، فسألتني متى أحتاج إليها واتفقنا على وقت محدد، اتصلت فيني حينها وقالت لي مدام افتحي الباب واستلمي العاملة بعد أن تدفعي لي 30 دينارا وأجرة التاكسي وشبيك لبيك العاملة بين ايديك.
أضافت (م): بعد مرور شهر من وجود العاملة وقعت والدتي وأصيبت بكسر في الرجل واحتاجت الى من يرعاها شخصيا ليل نهار فحاولنا أن نجد ممرضة لفترة الليل وكانت الأسعار في المكاتب القانونية خيالية أقلها مدة 8 ساعات بـ800 دينار، أما لو احتجنا إلى ممرضة 24 ساعة فالمبلغ يفوق الألف دينار.. ففكرت في المنقذة (زعيمة العصابة) اتصلت لها وطلبت عاملة تهتم بامرأة كبيرة في السن، فقالت موجودة حالا، ولكن أغلى قليلا (190) دينارا وشبيك لبيك.
تكمل (م) بعد شهرين شعرت بعدم الأمان وبأنني لا أريد أن أخالف القانون مدة أطول فوجود عاملة غير قانونية في منزلي تعتبر مخالفة وعواقبها وخيمة (مع أنني أعرف ناس صار لهم سنين طويلة دون حسيب ورقيب)، ولكنني قررت أن أوفر عاملة من مكتب رسمي وبعد أن وصلت عاملتي اتصلت بالزعيمة (ح) بالليل لأشكرها وأخبرها بأن تستلم عاملتها، فطلبت مني أن تجهز العاملة في غضون ساعتين ثم أرسلت لها سيارة وقفت بعيدا عن البيت تراقب الوضع العام وبعد ساعتين ونصف طلبت منها أن تخرج (مثل الأفلام) واختفت العاملة في لمح البصر مثل ما جاءت واختفت كل المسجات بيني وبين (زعيمة العصابة) على الواتس اب، حيث إنها تمحيها أولا بأول.
أين المسؤولون؟؟ من المسؤول عن هروب العاملات؟ كيف يتوافر هذا الكم الهائل من العاملات الهاربات واللاتي يعملن بكل أريحية من دون خوف من القانون؟ كيف تجرأ (زعيمة العصابة) أن تحتفظ برقمها لأكثر من 6 سنوات من دون خوف من القانون؟ لكل من يضع اللوم علينا لأننا نتجه إليهم، هل هناك قانون أو جهة تحمي حقوقنا من العاملات الهاربات بعد القبض عليهن؟ من سيعوضنا خسارتنا؟ نحن شعب متوسط الحال نحتاج إلى وقت لنجمع المال لتوفير عاملة وعندما تهرب تختل ميزانيتنا فنضطر إلى أن نلجأ إلى هذه العصابات التي تعمل وسطنا دون خوف من حسيب أو رقيب.
هل يوجد فجوة في القانون؟ هل القانون فقط يسري على المواطن المطحون الذي يحرم من فيزا أخرى قبل أن يدفع قيمة ثمن تذكرة عاملة هاربة منذ أكثر من 7 سنوات تسرح وتمرح وتعمل وتجمع الأموال لتسافر على حساب الكفيل الذي دفع دم قلبة للمكتب وخسر كل المبلغ؟ يعني شاردة ومخسرته وغصبا عليه يدفع ثمن تذكرة عودتها أيضا؟ أي قانون هذا وكيف سيردع الهاربات؟؟ تسافر العاملة من دون دفع أي غرامة مالية بعد سنوات من هروبها؟ أين القانون يا ناس؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك