أطباء يروون للمؤتمر وقائع مرعبة عن الجرائم الإسرائيلية في غزة
طبيبة: لا أستطيع أن أحصي عدد الأطفال الذين ماتوا بين يدي بأسلحة أمريكية
الآباء يطاردوننا في أحلامنا ويسألون: لماذا لم تمنعوا قتل أطفالنا؟
بينما كانت الاحتجاجات ضد الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي خارج أسوار مقر انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الأمريكي، المنعقد هذه الأيام في شيكاغو، تحدثت طبيبة أطفال عالجت المرضى في غزة، في ندوة ركزت على حقوق الإنسان الفلسطينية، عن الأهوال التي شهدتها بالقطاع، أطفال فقدوا عائلاتهم بأكملها، وعانوا من إصابات منهكة وبتر الأطراف، وقد ترك الكثير منهم منازلهم بمفردهم حتى ظهرت تسمية جديدة: «طفل جريح، ليس لديه عائلة على قيد الحياة». وفقا لما نقلته «الجارديان».
وشاركت الدكتورة تانيا الحاج حسن في ندوة ركزت على حقوق الإنسان الفلسطينية في المؤتمر الوطني الديمقراطي، وهي المرة الأولى التي يستضيف فيها الحزب الديمقراطي مباشرة ندوة رسمية حول هذا الموضوع.
والدكتورة تانيا الحاج حسن هي واحدة من عشرات الأطباء الذين أرسلوا رسالة إلى إدارة جو بايدن في شهر يوليو الماضي؛ لمشاركة ما شهدوه أثناء تقديم الرعاية للأشخاص في غزة.
وبكى الحاضرون في المؤتمر الذين بلغ عددهم المئات، ومسحوا دموعهم عندما وصفت الحاج حسن ما رأته، بينما شرح المشاركون الآخرون الخسائر التي عانوا منها بين أفراد عائلاتهم في غزة.
وقالت الحاج حسن إن صبيا صغيرًا جاء إلى غرفة الطوارئ مصابًا بجروح بالغة في نصف وجهه ورقبته، وقال لها إنه يتمنى أن يموت أيضًا؛ لأن جميع أحبائه في الجنة. وأمسكت بأيدي الأطفال وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة؛ لأنه لم يعد هناك أفراد من العائلة ليمسكوا بأيديهم. وقالت هالة حجازي، وهي منظمة في اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، إن أكثر من 100 فرد من أفراد أسرتها استشهدوا في غزة، وإنها تشعر وكأنها مدينة لعائلتها بالتحدث علنًا عن غزة.
وقالت: «لقد ماتت عائلتي، يا رفاق. لقد ماتوا. وأشعر بالذنب؛ لأنني كنت أعيش حلمي الأمريكي مدة 25 عامًا بينما هم يناضلون».
وفي تطور غير مسبوق شهد المؤتمر الوطني الديمقراطي هذا العام تنظيم فعالية مهمة لمناقشة حقوق الفلسطينيين في اليوم الأول من المؤتمر.
وبحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية تمثل الجلسة خطوة إلى الأمام لإقناع الحزب الديمقراطي ومندوبيه بدعم وقف إطلاق النار في غزة، وحظر توريد الأسلحة إلى إسرائيل.
ودعت ليلى العابد، وهي إحدى منظمي الحركة الوطنية غير الملتزمة في ميتشيجان، إلى التوقيع على عريضة للانضمام إلى قضية وقف إطلاق النار.
وتحدثت مذيعة شبكة CNN كريستيان أمانبور مع طبيبة العناية المركزة للأطفال تانيا الحاج حسن، التي أبكت الحضور عند حديثها عما شهدته في غزة خلال مؤتمر الديمقراطيين، والتي عملت في مستشفيات غزة مع جمعية المساعدة الطبية للفلسطينيين.
وقالت تانيا حسن: «أنا هنا بين العديد من الأطباء والطبيبات الأمريكيين الذين جاؤوا جميعًا لنفس الغرض. في الواقع، لا أعرف طبيبا أو جراحا أو عاملا في مجال الرعاية الصحية زار غزة خلال الأشهر العشرة الماضية ولم يعد بنفس الرسالة العاجلة للغاية».
وأضافت: «لقد تدربنا على حماية الحياة البشرية والحفاظ عليها، ولكن الحملة العسكرية الإسرائيلية تستهدف الحياة وكل ما يلزم لاستمرارها في غزة، وهذا يجعل عملنا كأطباء مستحيلا».
وتابعت قائلة: «هذا الصباح، أنا هنا مع عدد من الأطباء والجراحين الأمريكيين الذين عقدوا للتو مؤتمرا صحفيا هنا في مركز ماكورميك في شيكاغو. كنت قد اتصلت ببعضهم قبل أسبوعين وأخبرتهم أننا نريد الحضور والتحدث في المؤتمر الوطني الديمقراطي لمحاولة معرفة ما إذا كان بوسعنا الضغط على الولايات المتحدة لتبني موقف مختلف لإنهاء توريد الأسلحة أخيرا والضغط لإنهاء هذه الحملة العسكرية».
وأشارت إلى أن الاستجابة من كل شخص اتصلت به كانت غالبًا «نعم، بالتأكيد. نحن قادمون».
ومضت حسن قائلة: «أنا أعمل مع أطباء بلا حدود، وفي الإبادة الجماعية في رواندا قالوا إن الإبادة الجماعية تتطلب استجابة جذرية فورية، فلا يستطيع الأطباء وقف الإبادة الجماعية. وأعتقد أن الكثير منا يشعرون بنفس الطريقة، فنحن مرعوبون للغاية مما نشهده، ويطاردنا في أحلامنا».
وقالت إن «الدكتور مارك بيرلموتر، وهو جراح يهودي أمريكي كان هناك، أرسل إلينا رسالة لننقلها اليوم.. قال إن الآباء يأتون إليه في أحلامه ويحدقون فيه متسائلين لماذا لم يفعل المزيد لمنع قتل أطفالهم»، مضيفة: «ولا أستطيع أن أحصي عدد الأطفال الذين ماتوا تحت رعايتي في غزة بسبب القذائف الأمريكية الصنع التي سقطت على منازلهم، وفي الأماكن التي نزحوا إليها عدة مرات».
وتعليقا على الأخبار التي ذكرت أن مندوبي الحزب الديمقراطي بكوا حين استمعوا إلى هذه الشهادات المرعبة قال مراقبون: وماذا يفيد البكاء في مؤتمر الحزب الديمقراطي. بدلا من البكاء من المفروض أن يضغطوا على الإدارة الأمريكية كي توقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل وتوقف حرب الإبادة في غزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك