لقد جاء الأمر السامي من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظَّم، حفظه الله ورعاه، بإنشاء جائزة الملك حمد للتعايش السلمي ترسيخًا وتعزيزًا لسجل مملكة البحرين التاريخي والحضاري بوصفها أنموذجًا عالميًا تاريخيًا رائدًا على امتداد العصور يُحتذى ويُقتدى به في مجالات التعايش السلمي والتسامح الثقافي، والانفتاح على حضارات العالم وأديانه وثقافاته المتنوعة. وتتمثل رؤية هذه الجائزة في تعزيز قيم التعايش انطلاقًا من رؤية مملكة البحرين الرامية إلى تعزيز السلم العالمي والعيش المشترك بين البشر، وتشجيعًا للأعمال والجهود الرائدة في مجال حوار الحضارات والتعايش.
إنَّ إنشاء هذه الجائزة الدولية المهمة هو مبادرة سامية من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظَّم، حفظه الله ورعاه، الرئيس الفخري لجائزة الملك حمد للتعايش السلمي لإبراز منظومة التعايش السلمي وحوار الحضارات والأديان والثقافات، واحترام قيم التنوُّع الديني والثقافي، ونبذ خطابات التطرف والكراهية والعنف وإقصاء الآخر، وإبراز المنظومات الإنسانية المشتركة بين البشر في العالم؛ أيّ المنظومات التي توحدهم ولا تفرقهم. كما أنَّها مبادرة تدعو إلى إحداث الحوار الحضاري والثقافي الذي يعزِّز الأمن العالمي، ويقضي على خطاب الكراهيات والتعصب والعنصريات البغيضة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في تأسيس مجتمعات عالميّة مستدامة إنسانيًا وأخلاقيًا واقتصاديًا وثقافيًا. وتُمنح هذه الجائزة الدولية المرموقة كلّ سنتين إلى الأشخاص والمنظمات التي قدمت إنجازات وإسهامات جليلة في مجال حوار الحضارات والتعايش ونشر ثقافة السلام وقبول الآخر وفق أسس موضوعية رصينة.
إنَّ هذه الجائزة هي مكون أساسي من منظومة شاملة أطلقتها مملكة البحرين لتعزيز قيم التعايش السلمي محليًا وإقليميًا وعالميًا؛ فقد صدر الأمر الملكي السامي بإنشاء مركز الملك حمد للتعايش السلمي في عام 2018 لإبراز منظومة القيم والمشتركات الجامعة بين الحضارات والثقافات، والتوعية بأهمية تلاقي الحضارات وتمازجها لتحقيق السَّلم العالمي والعيش الإنساني المشترك من خلال ما تجسِّده المشتركات الجامعة بين الحضارات، وإحداث حركة تنويرية من خلال التوعية بأهمية الحوار والالتقاء على ما اتفقت عليه الحضارات والثقافات من مشتركات أخلاقية وحقوقية، ومكافحة الفكر المتطرف المغذي للعنف والكراهية والإرهاب، وإظهار إيجابية التعددية والتنوّع والتعايش والتسامح في حاضر المجتمع البحريني وموروثه الثقافي. ويمثل كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي بجامعة سابينزا الإيطالية مبادرة سامية على درجة عالية من الأهمية في سبيل تجسيد أنموذج التعايش السلمي عالميًا، وقد دُشِن هذا الكرسي برعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظَّم، حفظه الله ورعاه. كما أطلق مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في 30 يونيو 2024 دبلوم الدراسات العليا المشترك حول التعايش السلمي بالتعاون مع جامعة السلام التابعة للأمم المتحدة، ومؤسسة جويا للتعليم العالي بمالطا.
إنَّ هذه المبادرات النوعية الرائدة تترجم الرؤية الملكية السامية وتؤكد الوعي السياسي والحضاري والإنساني للقيادة السياسية الرشيدة ممثّلة في صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظَّم، حفظه الله ورعاه، وتوجهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقَّر، حفظه الله لإبراز منظومة التعايش السلمي وصون التعدديات الفكرية والحريات الدينية لإحداث شراكات عالمية تعزِّز هذه المنظومات انطلاقًا من رؤية مملكة البحرين الرامية إلى تعزيز السلم العالمي والعيش المشترك بين البشر.
{ أستاذة السرديات والنقد الأدبي الحديث المشارك،
كلية الآداب، جامعة البحرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك