العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

«خدوشٌ في زُجاج» على مائدة نقد البروفيسور علي عمران

السبت ٢٤ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

حينَ‭ ‬يُصافحُ‭ ‬‮«‬النقد‮»‬‭ ‬صديقهُ‭ ‬‮«‬النص‭ ‬الأدبي‮»‬‭ ‬بمودَّة،‭ ‬ويؤدي‭ ‬واجبهُ‭ ‬في‭ ‬تقديمه‭ ‬للمُهتمين‭ ‬بالأدب‭ ‬بأسلوبٍ‭ ‬يتّسمُ‭ ‬بالرُّقي‭ ‬مُرتديًا‭ ‬أفخم‭ ‬أزياء‭ ‬البلاغة،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يفوز‭ ‬كلاهُما‭ ‬في‭ ‬مضمار‭ ‬القفزات‭ ‬الإبداعيَّة‭ ‬العالية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدثَ‭ ‬خلال‭ ‬الأمسية‭ ‬التي‭ ‬أقامها‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬تمكين‭ ‬شباب‭ ‬جدحفص‮»‬‭ ‬مُستضيفًا‭ ‬قراءة‭ ‬نقديَّة‭ ‬للبروفيسور‭ ‬‮«‬علي‭ ‬أحمد‭ ‬عمران‮»‬‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬اغتراب‭ ‬الأنا‭ ‬الشاعِرة‭ ‬في‭ ‬ديوان‭/ ‬خدوش‭ ‬في‭ ‬زُجاج‮»‬‭.‬

عندما‭ ‬يحضر‭ ‬الشِّعرُ‭ ‬في‭ ‬قاعةٍ‭ ‬تبدأ‭ ‬الأجواء‭ ‬فيها‭ ‬بالتحليق‭ ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان‭ ‬لينقلب‭ ‬الفصل‭ ‬فيها‭ ‬ربيعًا،‭ ‬وكم‭ ‬يزدهرُ‭ ‬هذا‭ ‬الربيع‭ ‬حتى‭ ‬أقصى‭ ‬درجات‭ ‬عنفوانِه‭ ‬إن‭ ‬اجتمعَ‭ ‬على‭ ‬مائدته‭ ‬شاعرًا‭ ‬بموهبةٍ‭ ‬فريدةٍ‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬جعفر‭ ‬المدحوب‮»‬‭ ‬برفقة‭ ‬مجموعته‭ ‬الشعرية‭ ‬‮«‬خدوشٌ‭ ‬في‭ ‬زُجاج‮»‬،‭ ‬وناقدًا‭ ‬يلتقي‭ ‬في‭ ‬شخصيَّته‭ ‬الولعُ‭ ‬بالأدب‭ ‬وعشقُ‭ ‬علم‭ ‬البديع‭ ‬والبيان‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬خبرةٍ‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬بأصول‭ ‬النقد‭ ‬كالبروفيسور‭ ‬‮«‬علي‭ ‬أحمد‭ ‬عمران‮»‬،‭ ‬ويكون‭ ‬الأستاذ‭ ‬‮«‬زكريا‭ ‬رضي‮»‬‭ ‬جسر‭ ‬الوصل‭ ‬الذي‭ ‬يُدير‭ ‬الأمسية‭.‬

المجموعة‭ ‬الشعريَّة‭ ‬التي‭ ‬احتضنَت‭ ‬23‭ ‬نصًا‭ ‬شعريًا‭ ‬تم‭ ‬استقبالها‭ ‬كوليمة‭ ‬أدبيَّة‭ ‬دسمة‭ ‬لشهيَّة‭ ‬النقد،‭ ‬إذ‭ ‬ارتأى‭ ‬البروفيسور‭ ‬علي‭ ‬أحمد‭ ‬عمران‭ ‬أن‭ ‬يدرس‭ ‬تلك‭ ‬المجموعة‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لمُحاصرة‭ ‬العنوان‭: ‬‮«‬خدوش‭ ‬في‭ ‬زُجاج‮»‬‭ ‬بمحاور‭ ‬أولها‭: ‬ظاهرة‭ ‬الاغتراب‭ ‬في‭ ‬خواطره،‭ ‬ثانيًا‭: ‬صنوف‭ ‬الاغتراب،‭ ‬ثالثًا‭: ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬اغتراب‭ ‬‮«‬الأنا‮»‬،‭ ‬رابعًا‭: ‬الأساليب‭ ‬الفنيَّة‭ ‬المُستخدمة‭ ‬لإبراز‭ ‬ظاهرة‭ ‬الاغتراب،‭ ‬مُشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دراسات‭ ‬وبحوث‭ ‬كثيرة‭ ‬اهتمت‭ ‬بدراسة‭ ‬‮«‬الاغتراب‮»‬‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬‮«‬اغتراب‭ ‬الأنا‮»‬‭ ‬تحديدًا،‭ ‬وظهوره‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬قديمًا‭ ‬وحديثًا،‭ ‬كما‭ ‬أوضحَ‭ ‬أن‭ ‬الدراسة‭ ‬التي‭ ‬يُقدمها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأمسية‭ ‬هي‭ ‬مُحاولة‭ ‬جادة‭ ‬لمُقاربة‭ ‬‮«‬الأنا‭ ‬المُغترِبة‮»‬‭ ‬وفق‭ ‬ظهورها‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬جعفر‭ ‬المدحوب‭.‬

وعن‭ ‬‮«‬تجليات‭ ‬الأنا‭ ‬الشاعِرة‮»‬‭ ‬المكتملة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المجموعة‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬رؤية‭ ‬الفكر‭ ‬الفلسفي‭ ‬في‭ ‬اليونان‭ ‬القديم‭ ‬قد‭ ‬بُنيت‭ ‬على‭ ‬ثُنائية‭ ‬الإنسان‭ ‬والطبيعة،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬مركز‭ ‬الكون‭ ‬ومقياس‭ ‬الأشياء،‭ ‬وأن‭ ‬حقيقته‭ ‬أنه‭ ‬عقلٌ‭ ‬أو‭ ‬صورةٌ‭ ‬في‭ ‬مُقابل‭ ‬الطبيعة،‭ ‬أما‭ ‬رؤية‭ ‬الفكر‭ ‬الفلسفي‭ ‬الحديث‭ ‬للعالم‭ ‬فقد‭ ‬ارتبطَت‭ ‬بـ«الأنا‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬بدأت‭ ‬الحداثة‭ ‬بإعلان‭ ‬تصور‭ ‬جديد‭ ‬لم‭ ‬يعُد‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬صورته‭ ‬القديمة‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬التوافق‭ ‬معها،‭ ‬ويتمثل‭ ‬اغتراب‭ ‬الأنا‭ ‬في‭ ‬القهر‭ ‬والهزيمة‭ ‬والإحساس‭ ‬بالاستلاب‭ ‬والضياع،‭ ‬من‭ ‬هُنا‭ ‬تم‭ ‬اختيار‭ ‬تناوُل‭ ‬جدليّات‭ ‬غُربة‭ ‬الأنا‭ ‬الشاعِرة‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬الشعرية‭ ‬‮«‬خدوش‭ ‬في‭ ‬زجاج‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وقفتين‭: ‬وقفة‭ ‬مع‭ ‬العنوان،‭ ‬ووقفة‭ ‬مع‭ ‬الفواتِح‭ ‬والخواتِم‭. ‬فالعنوان‭ ‬يُعد‭ ‬مدخلاً‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية؛‭ ‬فهو‭ ‬ضروري‭ ‬لكشف‭ ‬عوالم‭ ‬النص‭ ‬الشعري،‭ ‬وفُرصةٌ‭ ‬كُبرى‭ ‬يُقدمها‭ ‬الشاعر‭ ‬لتشكيل‭ ‬أرضيَّة‭ ‬تأويليَّة‭ ‬مُشتركة‭ ‬مع‭ ‬القارئ،‭ ‬يوظفها‭ ‬توظيفًا‭ ‬حسنًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الافتراضات،‭ ‬وعنوان‭ ‬‮«‬خدوش‭ ‬في‭ ‬زجاج‮»‬‭ ‬هو‭ ‬عنوان‭ ‬قصيدة‭ ‬من‭ ‬قصائده،‭ ‬أوردها‭ ‬الشاعر‭ ‬في‭ ‬القسم‭ ‬الثالث‭ ‬المعنون‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬عبثًا‭ ‬أحاول‮»‬‭.. ‬والخدوش‭ ‬تعبيرٌ‭ ‬عن‭ ‬الذات‭ ‬الضائعة‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬الحيرة‭ ‬التي‭ ‬انتابت‭ ‬الشاعر،‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬مُقدمة‭ ‬مجموعته‭: ‬‮«‬إلى‭ ‬الذينَ‭ ‬أرهقتهم‭ ‬الذاكرة،‭ ‬أو‭ ‬خذلتهم‭ ‬الأحلام،‭ ‬أو‭ ‬انطفأت‭ ‬خطواتهم‭ ‬على‭ ‬قارعة‭ ‬الحياة‮»‬‭.. ‬وأضاف‭ ‬الناقد‭ ‬علي‭ ‬عمران‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬قصيدة‭ ‬من‭ ‬قصائد‭ ‬‮«‬خدوش‭ ‬في‭ ‬زجاج‮»‬‭ ‬هي‭ ‬صرخة‭ ‬احتجاجيَّة‭ ‬للذات‭ ‬الضائعة‭ ‬المُلتبسة‭ ‬بالحيرة‭ ‬وعدم‭ ‬وضوح‭ ‬الرؤية،‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬لفت‭ ‬الانتباه‭ ‬وجذب‭ ‬الأسماع‭ ‬لأسئلة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬إجابات،‭ ‬فالخواتيم‭ ‬في‭ ‬مجموعته‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬بنتيجة‭ ‬ولا‭ ‬بقرارٍ‭ ‬مصيري‭.‬

أما‭ ‬بشأن‭ ‬الوقفة‭ ‬مع‭ ‬فواتِح‭ ‬القصائد‭ ‬وخواتمها؛‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬البروفيسور‭ ‬عمران‭ ‬أن‭ ‬الشاعر‭ ‬قد‭ ‬تطرَّقَ‭ ‬إلى‭ ‬موضوعاتٍ‭ ‬منها‭ ‬الضياع‭ ‬والاغتراب‭ ‬والحزن‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الذات،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الثيمة‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬مجموعته‭ ‬هي‭ ‬الاغتراب‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬الشاعر‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬قصائد‭ ‬منها‭ ‬‮«‬بي‭ ‬ما‭ ‬بي‮»‬،‭ ‬‮«‬في‭ ‬فمها‭ ‬اعتذار‮»‬،‭ ‬‮«‬أيها‭ ‬الطفل‮»‬،‭ ‬‮«‬الهدهد‭ ‬الضائع‮»‬،‭ ‬‮«‬لعنة‭ ‬البحَّار‮»‬،‭ ‬‮«‬مرايا‭ ‬مُهشمة‮»‬،‭ ‬‮«‬عبثًا‭ ‬أُحاول‮»‬‭.. ‬وغيرها،‭ ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬القصيدة‭ ‬المدحوبيَّة‮»‬‭ ‬‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيره‭ ‬النقدي‭ ‬‭ ‬تمثل‭ ‬مشهدًا‭ ‬تفاعليًا‭ ‬جدليًا‭ ‬يحمل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬في‭ ‬افتتاحيات‭ ‬قصائده‭.‬

في‭ ‬الخِتام‭ ‬أفصح‭ ‬الناقد‭ ‬عن‭ ‬رأيه‭ ‬الذي‭ ‬اعتبر‭ ‬المجموعة‭ ‬قد‭ ‬حققت‭ ‬لصاحبها‭ ‬التألُّق،‭ ‬وعكَسَت‭ ‬ملامح‭ ‬القصيدة‭ ‬العربيَّة‭ ‬المُعاصِرة،‭ ‬حيثُ‭ ‬راهنَت‭ ‬على‭ ‬حُسن‭ ‬الإلقاء،‭ ‬وجودة‭ ‬التراكيب،‭ ‬وجماليَّة‭ ‬الصور،‭ ‬ولم‭ ‬تغفل‭ ‬الاعتناء‭ ‬بالرسائل‭ ‬الشعريَّة‭ ‬ذات‭ ‬الصِّلة‭ ‬بالمقصود‭ ‬من‭ ‬القول‭..‬

من‭ ‬جانبٍ‭ ‬آخر‭ ‬أعرَبَ‭ ‬البروفيسور‭ ‬علي‭ ‬أحمد‭ ‬عمران‭ ‬عن‭ ‬كون‭ ‬تحليل‭ ‬الخطاب‭ ‬الشعري‭ ‬العربي‭ ‬المُعاصِر‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ماسَّة‭ ‬إلى‭ ‬نقدٍ‭ ‬فني‭ ‬بمُستجدات‭ ‬الطرائق‭ ‬واستعمال‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬المعرفي،‭ ‬وحثَّ‭ ‬المُهتمين‭ ‬بالشأن‭ ‬النقدي‭ ‬على‭ ‬توجيه‭ ‬دفَّة‭ ‬اهتمامهم‭ ‬نحو‭ ‬المُنجز‭ ‬الأدبي‭ ‬البحريني‭ ‬لينال‭ ‬نصيبهُ‭ ‬المُستحق‭ ‬من‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬زواياه‭ ‬المُتفرِّدة‭ ‬وأسماء‭ ‬مُبدعيه‭.‬

تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البروفيسور‭ ‬علي‭ ‬أحمد‭ ‬عمران‭ ‬من‭ ‬نُخبة‭ ‬المُبدعين‭ ‬البحرينيين‭ ‬الأكاديميين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الأدبي‭ ‬والنقدي،‭ ‬نال‭ ‬درجة‭ ‬دكتوراة‭ ‬الفلسفة‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وآدابها‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬عام‭ ‬2006م،‭ ‬له‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬كتابًا‭ ‬تتنوع‭ ‬مضامينها‭ ‬بين‭ ‬اهتماماته‭ ‬اللغوية‭ ‬والأدبية‭ ‬والنقديَّة،‭ ‬وفاز‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بجائزة‭ ‬المرحوم‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬جمال‭ ‬الدهشان‭ ‬لعام‭ ‬2024م‭ ‬تحت‭ ‬شِعار‭ ‬‮«‬أفضل‭ ‬باحث‭ ‬عربي‭ ‬مُتميز‮»‬‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬فاعليات‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬التاسع‭ ‬لمعامل‭ ‬التأثير‭ ‬العربي‭ ‬‮«‬النشر‭ ‬العلمي‭ ‬وتحديات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‮»‬‭ ‬المُنعقد‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬أبو‭ ‬ظبي‭ ‬الإماراتيَّة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا