العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

معقولة؟!

} بالأمس‭ ‬أرسل‭ ‬لي‭ ‬أحد‭ ‬الاصدقاء‭ ‬منشورا‭ (‬post‭) ‬لأحد‭ ‬نشطاء‭ (‬السوشيال‭ ‬ميديا‭) ‬يتحدث‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬طلب‭ ‬طلاق‭ ‬لزوجة‭ ‬من‭ ‬زوجها؛‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬فوز‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬القادسية‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬الكويتي‭ ‬الأسبوع‭ ‬الفائت،‭ ‬لكون‭ ‬الزوجة‭ ‬قدساوية‭ ‬حتى‭ (‬النخاع‭) ‬وهو‭ ‬عرباوي‭ ‬يجري‭ ‬اللون‭ ‬الأخضر‭ ‬في‭ ‬دمه؛‭ ‬والمشكلة‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬تحوّل‭ ‬إلى‭ ‬نزاع‭ ‬عائلي‭ ‬بتدخل‭ ‬شقيق‭ ‬الزوجة‭!‬

 

} قد‭ ‬تكون‭ ‬الغرابة‭ ‬في‭ ‬الامر‭ ‬هو‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬قرار‭ ‬بطلب‭ ‬الطلاق؛‭ ‬وإلا‭ ‬فإن‭ ‬الاختلاف‭ ‬داخل‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬فريقين‭ ‬متضادين‭ ‬أمرٌ‭ ‬مألوف؛‭ ‬وبالذات‭ ‬للأندية‭ ‬الشهيرة،‭ ‬ولكن‭ ‬الامر‭ ‬لا‭ ‬يّمكن‭ ‬ان‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الخلاف‭ ‬والتحارب‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ (‬المختلفون‭) ‬يفتقدون‭ ‬ثقافة‭ ‬التشجيع‭ ‬ويميلون‭ ‬إلى‭ ‬عصبيات‭ ‬ممقوتة،‭ ‬ومثل‭ ‬هذا‭ ‬نراه‭ ‬بين‭ ‬مشجعي‭ ‬الأندية‭ ‬العريقة‭.‬

 

} لكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ (‬المحافظة‭) ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬أننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬دورات‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬ادارة‭ ‬فن‭ ‬الاختلاف؛‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬سبب‭ ‬لوجود‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التضارب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ (‬المشجعين‭) ‬المتضادين‭ ‬في‭ ‬البيوتات‭ ‬والدواوين؛‭ ‬أُسرا‭ ‬وأصدقاء‭ ‬غير‭ ‬العصبية‭ ‬التي‭ ‬يُحاربها‭ ‬الدين‭ ‬وترفضها‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭. ‬ولا‭ ‬يفعلها‭ ‬إلا‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يؤمنون‭ ‬بالخسارة‭!‬

 

} والمشكلة‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬الاختلافات‭ ‬التي‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬خلافات‭ ‬وخصومات‭ ‬لا‭ ‬تحدث‭ ‬إلا‭ ‬حين‭ ‬يكون‭ ‬هؤلاء‭ (‬المتضادون‭) ‬يشاهدون‭ ‬الحدث‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬واحد؛‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مقهى‭ ‬أو‭ ‬ديوانية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬بعضهما‭ ‬في‭ ‬الملعب؛‭ ‬وحينها‭ ‬ترتفع‭ ‬الأصوات‭ ‬وتتحوّل‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يحمد‭ ‬عقباه؛‭ ‬لأنهم‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬يحولون‭ ‬الأمور‭ ‬الاختلافية‭ ‬إلى‭ ‬خلاف‭.‬

 

} ولو‭ ‬عدنا‭ ‬بالزمن‭ ‬قليلا‭ ‬لوجدنا‭ ‬نوعية‭ ‬العصبيات‭ ‬بين‭ ‬الجماهير‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬الكبرى‭ ‬وحيث‭ ‬تتحوّل‭ ‬أحيانا‭ ‬الساحات‭ ‬إلى‭ ‬معارك‭ ‬بين‭ ‬المشجعين؛‭ ‬بل‭ ‬وأحيانا‭ ‬تُزهق‭ ‬فيها‭ ‬أرواح؛‭ ‬ولعل‭ ‬نهائي‭ ‬أبطال‭ ‬أوروبا‭ ‬بين‭ ‬ليفربول‭ ‬ويوفنتوس‭ (‬1985‭) ‬وحادثة‭ (‬اسكوبار‭) ‬وغيرها؛‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ولم‭ ‬توقفها‭ ‬القوانين‭ ‬والعقوبات‭ ‬التي‭ ‬يصدرها‭ (‬فيفا‭)!‬

 

} على‭ ‬أي‭ ‬حال‭ ‬بقي‭ ‬أن‭ ‬ننوه‭ ‬بأن‭ ‬ملاعبنا‭ ‬المحلية‭ ‬اختفت‭ ‬منها‭ ‬العصبيّات‭ ‬التي‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬الاختلافات‭ ‬إلى‭ ‬خلافات،‭ ‬والتي‭ ‬كنّا‭ ‬نشاهده‭ ‬أيام‭ ‬الملاعب‭ ‬المفتوحة،‭ ‬لكن‭ ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نشهد‭ ‬أي‭ ‬خلافات‭ ‬أسرية‭ ‬على‭ ‬النتائج‭ ‬النادوية؛‭ ‬وحتى‭ ‬الاختلافات‭ ‬بين‭ ‬المشجعين‭ ‬على‭ ‬قمة‭ ‬الأرض‭ ‬الكروية‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬والمقاهي‭ ‬ليست‭ ‬سوى‭ ‬وقتية‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا