القاهرة - (رويترز): بحث المشاركون في المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن مقترحات جديدة للتسوية في القاهرة أمس، سعيا لتقريب المواقف بين حركة حماس وإسرائيل.
يأتي ذلك بعدما أفادت الأمم المتحدة بتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير في القطاع مع ارتفاع معدلات سوء التغذية ورصد إصابة بشلل الأطفال.
وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن العدوان الإسرائيلي على أنحاء القطاع أودى بحياة 50 شخصا أمس. وذكرت السلطات أن الشهداء الذين سقطوا جراء الأعمال القتالية على مدى الثماني والأربعين ساعة الماضية مازالوا ممددين في طرق تستمر بها المعارك أو تحت الأنقاض.
وقال مصدران أمنيان مصريان إن وفدا من حماس وصل أمس ليكون على مقربة من المحادثات لمراجعة أي مقترحات قد تتمخض عن المحادثات الرئيسية بين إسرائيل والدول التي تقوم بالوساطة وهي مصر وقطر والولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن يحضر رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني المحادثات.
ولم تنجح المحادثات المتقطعة التي تجري منذ أشهر في تحقيق انفراجة تنهي العدوان الإسرائيلي المدمر منذ السابع من أكتوبر.
وقال المصدران المصريان إن المقترحات الجديدة تتضمن حلولا وسطا للنقاط العالقة مثل كيفية تأمين المناطق الرئيسية وعودة السكان إلى شمال غزة.
لكن لا توجد أي مؤشرات على حدوث انفراجة في النقاط الشائكة الرئيسية مثل إصرار إسرائيل على الاحتفاظ بسيطرتها على محور صلاح الدين (فيلادلفيا) على الحدود بين غزة ومصر.
وتتهم حماس إسرائيل بالتراجع عن أمور كانت قد وافقت عليها سابقا خلال المحادثات، وهو ما تنفيه إسرائيل. كما تقول الحركة إن الولايات المتحدة لا تتوسط بحسن نية.
وفي إسرائيل، دخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خلاف مع المفاوضين الإسرائيليين المشاركين في محادثات وقف إطلاق النار بشأن ما إذا كان يتعين أن تبقى القوات الإسرائيلية على طول الحدود بين غزة ومصر، بحسب مصدر مطلع على المحادثات.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة إن من السابق لأوانه التنبؤ بنتيجة المحادثات. وأضاف المسؤول: «حماس موجودة هناك للبحث مع الوسطاء نتيجة مباحثاتهم مع المسؤولين الاسرائيليين وما إذا كان هناك ما يكفي للإشارة إلى وجود تغير في موقف نتنياهو إزاء التوصل إلى صفقة».
وأودى العدوان الغاشم بحياة ما لا يقل عن 40334 فلسطينيا حتى الآن.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يوم الجمعة إن كمية المساعدات الغذائية التي دخلت إلى غزة في يوليو كانت من بين الأدنى منذ أكتوبر عندما فرضت إسرائيل حصارا كاملا على القطاع.
وذكر المكتب أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في شمال غزة في يوليو كان أعلى بأربعة أمثال مقارنة بمايو، بينما في الجنوب، حيث القتال أقل حدة ويسهل الوصول إليه مقارنة بالشمال، ارتفع العدد إلى أكثر من المثلين.
وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة إن رضيعا يبلغ من العمر 10 أشهر أصيب بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال.
كما يهدد استمرار الحرب بتصعيد كبير آخر في المنطقة إذ تواصل إيران دراسة طريقة الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها الشهر الماضي. وفي هذه الأثناء بدأ رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية سي.كيو براون زيارة لم يتم إعلانها مسبقا لمنطقة الشرق الأوسط اليوم لمناقشة سبل تجنب أي تصعيد جديد للتوتر يفضي إلى اتساع رقعة الصراع، في وقت تشهد فيه المنطقة حالة تأهب للهجوم الذي تهدد إيران بشنه على إسرائيل.
في الوقت نفسه تصاعدت حدة القتال بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران منذ السابع من أكتوبر في الآونة الأخيرة، مع شن ضربات إسرائيلية على جنوب لبنان وفي البقاع، وإطلاق حزب الله المزيد من الصواريخ على شمال إسرائيل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك