القاهرة/غزة - (رويترز): اضطرت الأسر إلى الفرار بعد أن أصدر الاحتلال أوامر إخلاء جديدة في دير البلح وسط قطاع غزة في وقت متأخر من مساء الأحد قائلة إن قواتها تعتزم التحرك ضد حركة حماس وجماعات أخرى تنشط في المنطقة.
وفي الأيام القليلة الماضية أصدرت إسرائيل عدة أوامر إخلاء في أنحاء غزة هي الأوسع نطاقا منذ بداية العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 10 أشهر، مما أثار احتجاجات من جانب الفلسطينيين والأمم المتحدة ومسؤولي الإغاثة بسبب تقليص المناطق الإنسانية وغياب المناطق الآمنة.
وتقول سلطات بلدية دير البلح إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية أدت حتى الآن إلى نزوح 250 ألف شخص.
وفي بيان نشر على منصة إكس حث جيش الاحتلال السكان في مناطق محددة على الانتقال فورا إلى الغرب، لأن المنطقة التي يتواجدون فيها «تعتبر منطقة قتال خطيرة».
وقالت سوسن أبو عفش إنها وأطفالها نزحوا حتى الآن 11 مرة. وأضافت «نص ولادي تركتهم وتركت عفشي وطالعة بولادي الصغار وبنتي، ولنا الله، حسبي الله ونعم الوكيل على كل من خذلنا... عشان الطريق ماعييش أركب. رايحة على (منطقة) السبعتاشر مشي. احنا جاعدين بنموت وما حدش شايفنا. مش عارفين وين نروح أصلا أنا ماليش مكان».
وأجبرت أوامر الإخلاء الجديدة الكثير من الأُسر والمرضى على مغادرة مستشفى شهداء الأقصى، المرفق الطبي الرئيسي في دير البلح، حيث يحتمي مئات الآلاف من السكان والنازحين خوفا من القصف. ويقع المستشفى بالقرب من المنطقة التي يشملها أمر الإخلاء.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان الأحد إن انفجارا وقع على بعد حوالي 250 مترا من مستشفى شهداء الأقصى الذي تدعمه المنظمة مما أثار حالة من الذعر.
وجاء في البيان «نتيجة لذلك، تدرس أطباء بلا حدود ما إذا كان ينبغي تعليق عمليات الرعاية المرتبطة بالجروح في الوقت الراهن، مع محاولة الإبقاء على خدمات العلاج المنقذة للحياة».
وقالت المنظمة نقلا عن وزارة الصحة في غزة إن من بين نحو 650 مريضا لم يبق سوى 100 في المستشفى، منهم سبعة في وحدة العناية المركزة.
وأضافت «هذا الوضع غير مقبول، فمستشفى الأقصى يعمل منذ أسابيع بأكثر من طاقته بسبب عدم وجود بدائل أمام المرضى. ويجب على جميع أطراف الصراع احترام المستشفى، وكذلك حق المرضى في الحصول على الرعاية الطبية».
وطالبت وزارة الصحة في غزة بحماية المرضى المائة المتبقين داخل المستشفى والفرق الطبية التي ظلت هناك لرعايتهم.
ميدانيا قال مسعفون إن ضربات إسرائيلية قتلت ما لا يقل عن سبعة فلسطينيين أمس. فقد استشهد اثنان في دير البلح حيث يوجد نحو مليون نازح، واثنان آخران في مدرسة بمخيم النصيرات وثلاثة في مدينة رفح جنوب القطاع بالقرب من الحدود مع مصر.
وأضافوا أن سبعة آخرين لاقوا حتفهم في غارتين إسرائيليتين منفصلتين إذ استشهد خمسة في سيارة في خان يونس واثنان في مدرسة بمدينة غزة.
وفي وقت لاحق من أمس، أدى قصف إسرائيلي لخيمة على الشاطئ في مدينة غزة إلى استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة آخرين، بحسب ما قاله مسعفون لرويترز.
وقالت وزارة الصحة بغزة إن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 30 فلسطينيا وإصابة 66 آخرين في أنحاء القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال الجناحان المسلحان لحماس والجهاد إن مقاتليهما اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف المورتر ونيران قناصة في عدة مناطق بقطاع غزة.
ويأتي التصعيد وسط تضاؤل آمال وقف الحرب في وقت لم تفلح فيه الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة حتى الآن في سد الفجوات بين مواقف إسرائيل وحركة حماس اللتين تتبادلان الاتهامات بالمسؤولية عن عدم التوصل إلى اتفاق.
وقال مصدران أمنيان مصريان إن حماس وإسرائيل لم توافقا على عدة مقترحات لتضييق الخلافات قدمها الوسطاء خلال محادثات في القاهرة الأحد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك