كتبت: زينب إسماعيل
أكد أ. د. وهيب عيسى الناصر أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة الخليج العربي أن موجات الأمطار الغزيرة ستتكرر خلال السنوات المقبلة في البحرين، وأشار إلى أن «تقارير الخبراء حول منطقة الخليج العربي الأخيرة تشير إلى استمرارية تكرار تساقط الأمطار الغزيرة جدا خلال ساعات فقط». وأضاف: «بحسب الدراسات الماضية فإن تكرار تساقط الأمطار الغزيرة في المنطقة يتكرر كل 20 سنة، ولكن مع السنوات المقبلة من المقرر أن تتقلص هذه المدة»، وأوضح أن موجة الأمطار الأخيرة في أبريل الماضي سجلت رقما قياسيا في تاريخ سقوط الأمطار في المملكة، حيث هطلت أمطار سنة ونصف السنة في ساعتين فقط بمستوى هطول بلغ ما يقارب 107 ملم. وأضاف: «سجلت البحرين آخر أعلى رقم قياسي في تاريخها في عام 1995، حيث كان متوسط الهطول في يوم واحد وليس ساعات، وبلغ نحو 71 ملم».
وأرجع الناصر السبب إلى ظاهرة الاحتباس الحراري التي يعاني منها كوكب الأرض، التي تعادل حرارتها تفجير 10 قنابل نووية في ثانية واحدة.
وتعتبر ظاهرة الاحتباس الحراري عملية طبيعية تحدث عندما تصل طاقة الشمس إلى الغلاف الجوي للأرض، ينعكس الثلث إلى الفضاء ويتم امتصاص ثلثي الأشعة وإعادة إشعاعها بواسطة الغازات الدفيئة أو ما يسمى غازات الاحتباس الحراري. ولكن مع ارتفاع درجات حرارة الغلاف لا تتمكن تلك الغازات من الخروج وتبقى محبوسة في الغلاف الجوي.
وأضاف الناصر: «تبلغ درجة حرارة الاحتباس الحراري حاليا نحو 1.5 درجة مئوية، وفي حال ارتفعت إلى 5 درجات سينتهي كوكب الأرض ويقضى على البشرية».
وقال د. وهيب: «من أعراض مرض كوكب الأرض بالاحترار العالمي هو ازدياد درجات الحرارة في المناطق الحارة وارتفاع درجات البرودة في المناطق الباردة، فإما تتعرض الأراضي لجفاف شديد وإما مطر بكميات غير طبيعية».
وأشار إلى أن درجة حرارة مياه الخليج العربي تعتبر الأعلى في العالم، ويبلغ متوسطها نحو 32 درجة مئوية. ومع ازدياد درجات حرارة الماء يزداد التبخر وتكثف الغيوم وهطول كميات أكبر من الأمطار، إلى جانب ارتفاع في كميات «البردي» المتساقطة على اليابسة.
وتابع بالقول: «يتوقع أن تتعرض منطقة الخليج العربي هذا العام لظاهرة النينو، التي تحدث نتيجة زيادة درجات حرارة سطح البحر، ما يؤدي بعد ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي فوقه وزيادة مستويات الجفاف والتبخر».
وأكد أن «متوسط درجات الحرارة في البحرين حاليا يتراوح ما بين 25 و36 درجة مئوية، ويتوقع أن يرتفع 7 درجات مئوية إضافية بحلول عام 2050»، وحث على أخذ هذا التغيير في متوسط درجات الحرارة في الاعتبار في المستقبل، عبر تطبيق تصاميم خاصة للمنازل تستوعب الحرارة العالية للجو.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك