الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
القمار الإلكتروني.. والشباب الخليجي
لا تتوقف مخاطر بعض التطبيقات والمواقع الإلكترونية، من بث سمومها واستهدافها للشباب العربي عموما، والخليجي خصوصا، فهي تتطور وتتفنن في جذب الأطفال والشباب، كي تسلب منهم الأموال والعقول، وقد انتشر مؤخرا الحديث عن مخاطر «القمار الإلكتروني»، وخاصة في مواقع المراهنات الرياضية.
منذ أيام نظرت محكمة القضاء الإداري في مصر دعوى تطالب بحجب موقع وتطبيق «1xbet» ومواقع المراهنات الإلكترونية الأخرى، التي تشجع المواطنين على لعب القمار وكسب أموال غير مشروعة.
وجاء في الدعوة المقدمة من أحد المحامين: «انتشرت في الآونة الأخيرة تطبيقات المراهنات والقمار الالكتروني كالنار في الهشيم، على رأسها التطبيق الذي جذب فئة كبيرة من الشباب والأطفال.. الموقع يقدم أكثر من ثلاثين مراهنة للحدث الواحد، فمثلا في مباراة كرة قدم فهو يسأل المراهن هل تريد أن تراهن على النتيجة النهائية أم على عدد الإنذارات أم الكروت الحمراء أو الركلات الحرة وغير ذلك، مقابل مبالغ مالية يتم تحويلها للشخص المراهن».
في الكويت الشقيقة، نشر أحد النشطاء منذ أيام فيديو تحذيريا عن مخاطر لعب القمار «اون لاين»، وبين كيف يتم ممارسة القمار الإلكتروني عبر تحميل ذلك التطبيق، وإدخال البطاقة البنكية الإلكترونية، وآلية تحويل المبالغ، ومن ثم الدخول في «المراهنات»، وتكون النتيجة خسارة الأموال، أو كسب أموال غير مشروعة، والتي تشجع الشاب على مواصلة «القمار الإلكتروني» وتشجيع الآخرين عليه، لجني الأموال.. وموجها حديثه للجهات المختصة لمنع وحجب ذلك الموقع، وداعيا أولياء الأمور لمتابعة أبنائهم وحمايتهم.
ولا شك أن الشباب الخليجي مستهدف من تلك التطبيقات والمواقع، التي يعمل القائمون عليها للترويج لها بكافة الطرق والوسائل، ولربما لا تشكل تلك المسألة «ظاهرة كبيرة» في مملكة البحرين، نظرا إلى المنظومة القانونية والأمنية التي ترصد مثل تلك المواقع المشبوهة، وتعمل باستمرار على تعزيز ثقافة مخاطر تلك المواقع وحماية الأطفال والشباب منها، ولكن لدينا حالات من تلك المسألة، وصل بعضها إلى المحاكم وأصدرت أحكاما قضائية بشأنها، بسبب قيام شاب باختلاس أموال من جهة العمل، والدخول في المراهنات الرياضية.
ومن ضمن جهودها المستمرة والتوعوية فقد أطلقت مملكة البحرين في يوليو الماضي «الحملة الوطنية التوعوية لحماية الأطفال من الاستغلال والابتزاز الإلكتروني».. وتهدف الحملة التي تتم بتنظيم من النيابة العامة ووزارة الداخلية، ومركز الاتصال الوطني، وهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، وهيئة تنظيم الاتصالات، وغيرها من الوزارات والهيئات والمؤسسات، إلى التوعية المجتمعية بمخاطر تعرض الأطفال لممارسات الاستغلال والابتزاز في الفضاء الإلكتروني، مع رفع مؤشر الرقابة لدى أولياء الأمور، وضوابط السماح للأطفال بالتعامل مع الفضاء الإلكتروني واستعمالهم الوسائط المتصلة بالإنترنت، فضلاً عن استخدام تطبيقات الحماية الإلكترونية.
كما أن وزارة الداخلية بادرت مشكورة، وفي خطوة رائدة، بإنشاء وحدة حماية الطفل في الفضاء الإلكتروني، ومكاتب حماية الأسرة والطفل بمديريات الشرطة في المحافظات، انطلاقا من دورها الرفيع ومسؤوليتها الوطنية في حماية الأطفال والشباب من مخاطر سوء استخدام التطبيقات الإلكترونية.
الشباب الخليجي مستهدف، وحمايته وتوعيته مسؤولية مشتركة، وعلى كل ولي أمر أن يتابع أطفاله وأبناءه.. حمى الله شبابنا من تلك التطبيقات الإلكترونية والمواقع المدمرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك