القاهرة/غزة - (رويترز): اتهمت حركة حماس أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفض دعوة الأمم المتحدة لوقف مؤقت لإطلاق النار للسماح ببدء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال، وذلك في وقت اشتدت فيه المواجهات في أنحاء القطاع وأسفرت عن استشهاد 34 شخصا على الأقل.
وتجري الأمم المتحدة استعدادات لتطعيم ما يقرب من 640 ألف طفل في غزة، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية في 23 أغسطس أن رضيعا واحدا على الأقل أصيب بفيروس شلل الأطفال من النوع الثاني في أول حالة تُسجل في المنطقة منذ 25 عاما.
وقالت جولييت توما مديرة الاتصال في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن الأمم المتحدة تأمل بدء حملة التطعيم في الأول من سبتمبر.
ودعت الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية في وقت سابق من الشهر الجاري.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن الطفل المصاب بشلل الأطفال يدعى عبدالرحمن أبو الجديان وسيكمل عامه الأول في الأول من سبتمبر.
وقالت والدته نيفين أبو الجديان إنها تخشى على ابنها بعد أن أخبرها مسؤولو الصحة أنهم لا يستطيعون فعل شيء لمساعدته.
وقالت لرويترز أمس: «صُعقت أن ابني انصاب بهذا المرض وفي ظل الحرب وتسكير المعابر والعيشة هادي ومافيش علاج إلو.. صدمة إن ابني ممكن يضل هيك».
وأضافت: «هو طفلي الوحيد ومن حقه يتعالج ومن حقه يسافر ومن حقه يمارس المشي ويجري ويتحرك زي قبل.. حرام يضله بالخيمة مرمي لا علاج ولا اهتمام».
وفي مستشفى ناصر بمدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة تخشى أم إليان بكر أن تكون ابنتها البالغة من العمر 19 شهرا معرضة للإصابة بشلل الأطفال بسبب تدهور حالتها الصحية الناجم عن سوء التغذية.
وتأمل أم إليان تطعيم طفلتها قريبا، لكنها قالت إنها قلقة من التجول في منطقة تعرضت لاستهداف إسرائيلي متكرر.
وقالت لرويترز: «أنا ما قدرت إني أروح أمشي في شارع انقصف.. أنا بحتاج لهدنة.. وقف إطلاق النار حتى أعطي بنتي هادي الإبرة (التطعيم)».
ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع التقارير الإعلامية التي تفيد بأن إسرائيل تستعد لهدنة إنسانية عامة، وقال إنه جرى تقديم خطة أكثر محدودية.
وذكر في بيان: «ليست هناك هدن في القتال لتوزيع لقاحات شلل الأطفال ولكن مجرد تخصيص أماكن معينة في قطاع غزة».
وأكد القيادي الكبير في حماس عزت الرشق دعم الحركة لمبادرة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لهدنة إنسانية عاجلة في أنحاء القطاع للسماح بحملة للتطعيم ضد شلل الأطفال.
ووصف بيان نتنياهو بأنه محاولة لإفشال العملية برفض دعوة الأمم المتحدة.
ميدانيا واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية أمس قصف مناطق في أنحاء قطاع غزة. وقال مسؤولون بوزارة الصحة في قطاع غزة إن القصف الإسرائيلي تسبب حتى الآن في استشهاد 34 شخصا على الأقل.
وقال مسؤولو وزارة الصحة إن قصفا استهدف أحد منازل مدينة غزة قتل ثمانية فلسطينيين بينهم أطفال، فيما استشهد ثلاثة آخرون عندما استهدف صاروخ إسرائيلي دراجة نارية في رفح بالقرب من الحدود مع مصر.
وأوضح أحد جيران المنزل الذي تعرض للقصف في مدينة غزة أنهم تمكنوا من إنزال سلم إلى المبنى لإنقاذ عائلة محاصرة بالداخل، لكنهم تمكنوا فقط من إخراج فتاة صغيرة. وقال: «بعد هيك النار أكلتهم كلهم وما قدرناش نوصل لهم».
وأسفرت العدوان الإسرائيلي عن استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني، كما أدى إلى نزوح كل سكان القطاع تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتسبب في أزمة جوع وأثار اتهامات تنظر فيها محكمة العدل الدولية بوقوع جرائم إبادة جماعية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك