نالت الفنانة البحرينية هدى عبدالله درجة الدكتوراه، من كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان بدراسة فريدة حملت عنوان: «تاريخ أغاني النساء الشعبية في مملكة البحرين».
كانت الفنانة هدى عبدالله مهدي دوهراب قد نالت درجة الماجستير من نفس الجامعة في عام 2021 عن دراسة بعنوان «تاريخ أغاني الأطفال الشعبية للمناسبات في البحرين»، وهو ما يعكس شغفها بدراسة التراث الغنائي للبحرين في شتى المجالات، وخاصة أنها عضو المجلس التنفيذي وممثلة مملكة البحرين في المجمع العربي للموسيقى ورئيسة لجنة الانتاج الموسيقى منذ عام 2009م.
حضر جلسة المناقشة السفير خليل إبراهيم الذوادي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي بجامعة الدول العربية، وحرمه منى إسماعيل الهرمي.
تقول الفنانة والباحثة هدى عبدالله في دراستها: على الرغم من وجود بعض الدارسات والأبحاث التي اهتمت بدراسة الثقافة الشعبية في البحرين إلا أنه لا توجد أي دراسة أو بحث تناول تاريخ أغاني النساء الشعبية في البحرين سواء من الناحية التاريخية أو التحليلية، وتوثيقها تاريخياً للحفاظ على هذا الموروث الشعبي، وهذا ما حملنا على أن نجعل من هذه الأغنية موضوعاً للبحث، محاولين تناولها من الجوانب المختلفة، بمنهج أكاديمي.
وتشير الدراسة إلى أنه من الصعب تتبع نشأة الغناء الشعبي للنساء في مملكة البحرين اعتمادًا على المصادر البحثية، وذلك لأن معظم ما دوّن عن الجزيرة العربية وخاصة عن مملكة البحرين من خلال المستشرقين أو المؤرخين -قبل نشأة البحرين وبداية نشأتها- قد اقتصر على الجوانب السياسية والتاريخية والجغرافية وعن القبائل والعملات المستخدمة، دون تصوير للحياة الاجتماعية وخصوصا النسائية، وربما كان ذلك عائدًا لصعوبة اقتحام الحياة الاجتماعية النسائية، أو عدم النظر إليها بتقدير يستحق التدوين في ذلك الوقت.
وبشكل عام يمكن القول إن تاريخ الأغاني التي تغنيها النساء في البحرين يمتد إلى فترة طويلة، حيث كانت النساء يقدمن الأغاني التقليدية والشعبية منذ أزمنة بعيدة.
وتعدّ هذه الأغاني جزءا هاما من تراث البحرين وثقافتها، وقد كانت تغنى في المناسبات الاجتماعية مثل الأعياد والحفلات الخاصة، ومع مرور الزمن، تأثر الغناء الشعبي البحريني بالتطورات الثقافية والموسيقية العربية، وظهرت تدرجات جديدة في الأساليب والموضوعات التي يتناولها، وبدأ الغناء الشعبي يتأثر بالموسيقى العربية الكلاسيكية والموسيقى الشرقية، مما أدى إلى تطوير تقنيات الأداء وتنوع الألحان، في العصر الحديث.
وتشير الدراسة إلى أن الغناء الشعبي النسائي في البحرين يمزج بين العناصر التقليدية والمعاصرة، حيث يستخدم الآلات الموسيقية التقليدية مثل العود والطبلة إلى جانب الألحان الحديثة والتوزيعات الموسيقية المتطورة. كما أن المواضيع التي يتناولها الغناء الشعبي تشمل الحياة اليومية، الحب، الأمل، والتراث الثقافي.
كما أسفرت النتائج عن التوصل إلى خصائص أغاني النساء الفنية في مملكة البحرين والتي صنفتها الباحثة من حيث عناوين ومسميات الأغنيات - القالب والصيغة الغنائية - النسيج الموسيقي - الضروب والإيقاعات - المقامات والأجناس المُستخدَمة - المساحة الصوتية للموسيقي والغناء.
وطالبت الباحثة بمجموعة من التوصيات كان أبرزها:
- ضرورة جمع وتصنيف وتوثيق أغاني النساء كافة في البحرين والوطن العربي للمحافظة عليها من الضياع والاندثار.
وإجراء دراسات موسيقية تخصصية متعمقة في كل مجالات الاغاني النسائية العربية، وخاصة في موضوعاتها ووظائفها، ومكوناتها ومميزاتها.
كما طالبت أخيرا بإفراد مساق دراسي متخصص لأغاني النساء، لطلبة الكليات والمعاهد والاكاديميات الموسيقية العربية.
أشرفت على الدراسة أ. د شيرين عبداللطيف أحمد بدر عميدة كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان، وتكونت لجنة المناقشة من: أ. د صالح رضا صالح مصطفى أستاذ متفرغ بقسم الموسيقى العربية، أ. د ماجدة العفيفي محمود الاستاذ بقسم الموسيقى العربية، أ. د محمود عبدالفتاح محسب الاستاذ بقسم الموسيقى العربية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك